بلدة تونسية تحت صدمة غرق 17 من أبنائها في رحلة قوارب الموت

والد ضحية لـ«الشرق الأوسط» : تبلغنا بوفاته من أحد الناجين

TT

تشهد بلدة تقع بالجنوب التونسي منذ أيام صدمة كبيرة، إثر تبلغها بوفاة 17 على الأقل من أبنائها غرقاً قبالة السواحل الليبية، أثناء محاولتهم الهجرة بطريقة غير شرعية إلى إيطاليا. فما أن أعلن عن غرق 356 مهاجرا قبالة الشواطئ الليبية، حتى انتشر الفزع بين أهالي منطقة المتلوي (400 كلم جنوب العاصمة التونسية)، التي كان بعض الشبان المتحدرين بها قد اتصلوا في 27 مارس (آذار) الماضي هاتفيا من ليبيا، بذويهم يبلغونهم اعتزامهم الهجرة بحراً إلى إيطاليا. وازدادت الصدمة عندما علمت العائلات لاحقاً بانتشال 100 جثة.

وسرعان ما انتشرت رائحة الموت في المتلوي، وانهمكت العائلات هناك في تقبل التعازي في أجواء مأساوية. ووصلت جثتان فقط إلى المدينة، منذ الأربعاء الماضي.

وقال أحمد صميدة، من سكان المتلوي، لـ«الشرق الأوسط»، إن العائلات منشغلة بنبأ الوفاة، وهي حاليا تتقبل التعازي في غياب جثث أبنائها، الذين لا يزال 17 منهم في عداد المفقودين. وأكد أن ما بين 17 و19 شابا من شباب البلدة، قد لقوا حتفهم من بين المهاجرين الذين كانت تقلهم السفينة المنكوبة. وأضاف أن من بين الضحايا، عددا لا بأس به كانوا حاولوا في السابق الهجرة بطريقة غير شرعية، ونحو 90% منهم كانوا قد رحلوا من إيطاليا في فترات سابقة. وأفادت نفس المصادر بأن هناك ضحيتين من عائلة واحدة حاولا المغامرة، طلبا للالتحاق بأخيهما الثالث الذي يقيم في ايطاليا. وحسب أحمد صميدة، فان أعمار الضحايا تتراوح ما بين 20 و30 سنة ومعظمهم من العاطلين عن العمل.

من جانبه، صرح القلاعي العلاوي (والد أحد الضحايا)، أن العائلة تبلغت بخبر وفاة ابنها هيثم، 23 سنة، عن طريق أحد الناجين من حادثة الغرق. وهناك ثلاثة من سكان المتلوي قد نجوا من الغرق. وأضاف الوالد أن ابنه هيثم كان يشتغل قبل المغامرة اليائسة، وانه تلقى تكوينا في الميدان الفلاحي خلال الصائفة الماضية، إلا انه ترك كل ذلك وراءه واختار المغامرة، التي ستترك حرقة في قلوب كل أفراد العائلة. وقال كذلك، انه لا يزال وبقية العائلة في انتظار جثمان ابنهم الذي لا يزال في عداد المفقودين، وقد أرسلوا نسخة من بطاقة الهوية وأخرى من شهادة الميلاد، قصد التثبت من جثمانه من بين الضحايا الذين تم انتشالهم في ليبيا.