مدريد: طرد مهاجرين أقاموا في موقع أثري إسلامي عمره ألف عام

صحافي محلي لاحظ وجودهم.. فأثار انتباه السلطات

TT

قامت بلدية مدريد، في الآونة الأخيرة، بطرد مهاجرين غير شرعيين اتخذوا من منطقة السور الاسلامي الواقع في شارع سغوبيا، مسكنا لهم، وشرعت البلدية بأعمال ترميم وصيانة للمكان.

وكان 18 مهاجرا من الذين وصلوا بطريقة غير شرعية الى اسبانيا قد اضطروا للاقامة في هذا المكان حيث لاحظوا انه فارغ ومحاط بسياج. ويبدو انهم اختاروه ملجأ لهم بعد أن لاحظوا انه مكان يمنع دخول الناس إليه. وكانت البلدية قد أحاطت السور بسياج، لكونه منطقة أثرية يجب المحافظة عليها، إذ انه أقدم سور اسلامي في اوروبا، ويعود تاريخ بنائه الى القرن الحادي عشر الميلادي، في عهد الأمير محمد الاول، مؤسس مدينة مدريد (مجريط بالعربية). وكانت هذه المنطقة آنذاك قاعدة عسكرية عربية، ولهذا تم بناء السور كجزء من إجراءات حماية المدينة. وبعد سقوط مدريد بيد الإسبان فقد السور أهميته شيئاً فشيئاً وانهارت أجزاء منه. وفي بداية القرن العشرين كان البعض يستغل حجارته من أجل استعمالها في بعض المباني، فانتبهت الحكومة لذلك وأصدرت عام 1954 قانونا اعتبرت فيه السور من المناطق التاريخية الأثرية، وبذلك وضعت حدا لانهياره واندثاره. وقبل أيام احتج بعض أهالي منطقة السور على إقامة مهاجرين في هذا المكان الأثري، خشية أن يلحق به ضرر. واهتمت وسائل الإعلام بالموضوع، وكتب صحافي محلي: «في صباح يوم 18 مارس (آذار)، كنت أتنزه في المنطقة القديمة، واقتربت من بقايا السور الواقع قرب كويستا دي لا بيغا، فرأيت أنه أصبح مأوى لمتسكعين ومهاجرين، قفزوا الحواجز ليتخذوا منه مكانا لهم. حاولت أن أطل لأرى السور الذي مضى على بنائه أكثر من ألف عام فاذا بي أرى كرسيا ومائدة ونفايات وقنينات فارغة من مختلف الانواع». وأضاف متسائلاً: «لماذا لم يتخذ المسؤولون اجراءات لحماية المكان، انها مسألة أثر تاريخي قديم يجب المحافظة عليه». وبالفعل، قررت البلدية، مؤخرا، التحرك وطردت المهاجرين من المكان، للبدء بعمليات صيانة فيه.