كوريا الشمالية تتمهل بإطلاق صاروخها

روسيا واليابان وكوريا الجنوبية في حالة تأهب قصوى بانتظار عملية الإطلاق

متظاهرون في كوريا الجنوبية يشعلون صاروخا زائفا خلال تظاهرة ضد كوريا الشمالية (أ.ب)
TT

لم تطلق كوريا الشمالية صاروخها أمس كما كانت توقعت جارتها الجنوبية، إلا أن مسؤولين في سيول قالوا أمس إن الأحوال الجوية السيئة وسوء التخطيط قد يكونان دفعا بيونغ يانغ لإرجاء إطلاق صاروخ طويل المدى أمس، بعدما كانت كوريا الشمالية قد أكدت أنها أتمت الاستعدادات وأن الإطلاق سيحدث قريبا.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن مسؤول بالمقر الرئاسي قوله: «اعتقدنا أن من المرجح أن يكون الإطلاق اليوم، ولكن الأحوال الجوية عند قاعدة الصواريخ ربما لم تكن جيدة». وأفاد مصدر حكومي منفصل لـ«يونهاب» بأن استعدادات كوريا الشمالية لم تكن كافية فيما يبدو. وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الكورية الجنوبية أن المنطقة حول قاعدة الصواريخ بكوريا الشمالية ملبدة بشكل كبير بالغيوم وتتعرض لرياح عاتية، وتشير توقعات الأرصاد الجوية إلى أن الأحوال الجوية المتوقعة اليوم وغدا الإثنين ستكون أفضل نوعا ما، كما ستخف الرياح.

وكان خبراء ذكروا أن الرؤية الواضحة ستساعد كوريا الشمالية التي تمتلك قدرات رادارية محدودة في مراقبة عملية الإطلاق، كما تحتاج إلى الطقس الجيد لالتقاط صور قال محللون إنها ستذاع على التلفزيون الرسمي إذا نجح الإطلاق. وقال محللون إن من شأن نجاح الإطلاق أن يساعد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل (67 عاما) أن يحشد التأييد بعدما أثار الاشتباه في إصابته بجلطة تساؤلات بشأن إحكام قبضته على السلطة.

وسحبت اليابان في وقت سابق أمس إعلانا بأن كوريا الشمالية أطلقت الصاروخ، وقالت الحكومة اليابانية إن الإعلان عن إقلاع الصاروخ الكوري الشمالي يوم أمس كان «خاطئا»، وإن «إطلاق أي آلية طائرة لم يتأكد». ونقلت جميع وسائل الإعلام اليابانية المعلومة التي وضعها مركز إدارة الأزمات على مكتب رئيس الوزراء الياباني، وقطعت محطات التلفزة برامجها كي تعلن خبر إطلاق الصاروخ.

وجاء ذلك في وقت أعلن متحدث باسم القوات الجوية الروسية أمس، كما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي»، أن القوات الروسية «مستعدة بالكامل للرد» في حال إطلاق صاروخ كوري شمالي خلال الأيام المقبلة. وقال الضابط المكلف العلاقات مع الصحافة سيرغي روشتشا، إن الجنرال فاليري إيفانوف قائد وحدات سلاح الجو والدفاع الجوي المضاد في أقصى شرق روسيا، أمر الوحدات التابعة له بأن تكون «مستعدة بالكامل للرد». وأضاف أن «وحدات الدفاع الجوي المضاد المتمركزة في أقصى الشرق الروسي مستنفرة على مدار الساعة».

ونقلت قناة «فيستي 24» التلفزيونية الروسية عن روشتشا أن «أنظمة دفاع جوي مضاد من طراز إس 300 ستكون قادرة على ضرب أهداف مهما كان الارتفاع». وشدد على أن «الهدف الرئيسي لروسيا هو ألا يسقط الصاروخ (على أراض روسية) ويخلف قتلى».

وجاء ذلك في وقت ذكرت وكالة «يونهاب» أن كوريا الشمالية وضعت هيكلية مراقبة تحسبا لإطلاق وشيك لصاروخ. ورفضت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الإدلاء بأي تعليق. وبحسب الوكالة فإن كاميرات قد ثبتت في ثلاثة أماكن حول موقع إطلاق الصاروخ «موسودان ـ ري» في شمال شرق البلاد. وتؤكد بيونغ يانغ أنها ستطلق قمرا صناعيا للاتصالات، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها الآسيويين يشتبهون في أن هذه العملية تخفي اختبارا لصاروخ بعيد المدى من طراز «تايبدونغ 2» يستطيع نظريا بلوغ ألاسكا.

وقالت كوريا الشمالية الفقيرة التي استغلت لسنوات تهديداتها العسكرية لانتزاع تنازلات من القوى الإقليمية، إنها ستطلق قمرا صناعيا في المدار في إطار برنامج فضائي سلمي، مضيفة أن أي اعتراض للصاروخ سيعتبر عملا ينذر بحرب.