وفد نيابي أميركي في كوبا لبحث إمكانيات تحسين العلاقات الثنائية

مسؤول يؤكد أن أوباما يسعى لتخفيف جديد للعقوبات المفروضة على هافانا

TT

وصل وفد أميركي مؤلف من سبعة أعضاء من الكونغرس، إلى هافانا أمس للقاء مسؤولين كوبيين، في إشارة إلى تسارع الجهود لتحسين العلاقات الأميركية الكوبية. وقالت عضو مجلس النواب باربرا لي، إن النواب الديمقراطيين السبعة لم يأتوا برسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما أو اقتراحات للكوبيين لكن لمجرد أن «يروا ما هي الإمكانيات» لتحسين العلاقات. وأضافت للصحافيين: «نحن هنا لنعلم ونتحدث ولنرى ما إذا كانت هناك أي قضايا نحتاج أن نوصلها لحكومتنا عند العودة». وقالت لي: «التغيير وشيك ورئيسنا بالطبع يتحدث بوضوح بالغ عن العلاقات الثنائية مع جميع الدول في العالم». وأشارت إلى أن الوفد يأمل أن يناقش سلسلة من الموضوعات مع المسؤولين الكوبيين، لكن جدول أعماله لم يوضع بشكل كامل بعد.

وأضافت: «لقد طلبنا أن نلتقي بوزارات رئيسية تؤثر على التجارة والسياحة والزراعة.. وكل هذه المجالات الرئيسية التي نعتقد أن الشعب الأميركي سيكون مهتما بفهمها ومعرفتها».

وتأتي الزيارة، وهي الأولى منذ تولي أوباما السلطة في يناير (كانون الثاني) الماضي، وتستمر خمسة أيام، في وقت يستعد فيه مجلسا النواب والشيوخ للنظر في مشروعات قرارات من شأنها أن ترفع الحظر على سفر الأميركيين إلى كوبا، وذلك في إطار حظر تجاري فرضته الولايات المتحدة على الجزيرة منذ عام 1962.

وكان أوباما أعلن أنه سيخفف الحظر، لكن لن يرفعه حتى تظهر كوبا تقدما نحو الديمقراطية ومراعاة أكبر لحقوق الإنسان. ودعا أيضا إلى الحوار مع كوبا في إطار تحرك نحو تطبيع العلاقات التي تتسم بالعدائية منذ ثورة عام 1959 التي أتت بفيدل كاسترو للسلطة وحولت الجزيرة إلى ما أصبح الآن واحدة من أواخر الدول الشيوعية في العالم. وأثار نهج أوباما الأكثر تصالحية تجاه كوبا بعد ثمانية أعوام من السياسات المتشددة لإدارة الرئيس السابق جورج بوش، الأمل نحو التغيير بين كوبيين وأميركيين يعارضون سياسة الحظر الأميركي التي فشلت في تحقيق هدفها المتمثل في الإطاحة بالحكومة الكوبية.

وجاء ذلك في وقت كتبت فيه صحيفة «وول ستريت جورنال» أن أوباما يعتزم القيام بتخفيف جديد للعقوبات المفروضة على كوبا، خصوصا من خلال السماح للأميركيين من أصول كوبية بالسفر بلا قيود إلى كوبا. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية لم تكشف هويته، إن الرئيس يعتزم السماح بتحويلات الأفراد المالية دون قيود إلى كوبا. وستشمل هذه القواعد الجديدة التي لا تحتاج إلى موافقة الكونغرس، نحو 5.1 مليون أميركي لديهم أقرباء في كوبا. وقد يتم إعلان ذلك خلال قمة الأميركيتين المقررة في أبريل (نيسان) في ترينيداد وتوباغو، بحسب الصحيفة التي نسبت ذلك إلى خبراء في الملف الكوبي، موضحة مع ذلك أن أوباما لن يعرض اقتراح رفع الحظر الأميركي على كوبا.

وتفرض الولايات المتحدة حيث يعيش نحو مليون كوبي، منذ 1962 حصارا على كوبا استثنيت منه المواد الغذائية والأدوية، وهو موضع تنديد منتظم من الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان الكونغرس أقر في بداية مارس (آذار) تخفيف القيود على السفر إلى كوبا بالنسبة للأميركيين من أصل كوبي مما أتاح لهم زيارة كوبا مرة واحدة في العام بدلا من مرة واحدة كل ثلاث سنوات. كما أتاح لهم إنفاق 179 دولارا يوميا في مقابل 50 دولارا في السابق. أما بالنسبة لباقي الأميركيين فوحده من يملك سببا يعتبر وجيها سواء في المجالات التجارية أو الرياضية أو الثقافية أو الدينية، يمكنه زيارة كوبا.