اقتراب موعد إقفال الترشيح يحفز الاتصالات في «14 آذار».. والسنيورة يبقي الغموض حول ترشحه

المعارضة أنجزت لوائحها في غالبية الدوائر

قوات حفظ سلام فرنسية في دورة تدريبية حول الوقاية من الألغام لطالبات في بلدة بنت جبيل. (أ.ب)
TT

يسهم اقتراب موعد إقفال الترشيحات للانتخابات البرلمانية اللبنانية (بعد غد الثلاثاء) في ارتفاع حرارة الاتصالات الجارية بين القيادات المعنية بالملف الانتخابي من أجل تظهير اللوائح النهائية التي ستخاض بها الانتخابات.

وفيما واصلت قوى «14آذار» اتصالاتها الداخلية المكثفة لتذليل العقبات التي تحول دون الاتفاق النهائي على هذه اللوائح، أبقى رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الغموض قائما في ما يتعلق بملف ترشيحه للانتخابات. وقال أمس انه لم يحسم بعد مسألة ترشحه عن المقعد النسي في مدينة صيدا رغم مطالبة جهات عدة له بالترشح، معتبرا أن «هناك المزيد من الوقت». وفي الإطار نفسه قالت وزيرة التربية والتعليم العالي النائبة بهية الحريري إن ترشيح السنيورة لم يحسم بعد. وعن قول رئيس البرلمان نبيه بري عن إزاحة مدينة صيدا أو تحييدها عن الخط المقاوم، قالت: «نحن والرئيس بري في خندق واحد». وشدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على وجوب سهر القوى العسكرية والأمنية على ضمان الاستقرار الأمني وتوفير أجواء الحرية والديمقراطية خصوصا في المرحلة المقبلة وفي ظل اقتراب موعد الانتخابات النيابية. واطلع من وزير الداخلية والبلديات زياد بارود على تحضيرات الوزارة للإشراف على الانتخابات في السابع من يونيو (حزيران) المقبل في أجواء هادئة وديمقراطية. وأصدر وزير العدل إبراهيم نجار من جهته تعميما على الكتاب العدول يقضي بوجوب وجودهم في مكاتبهم حتى منتصف ليل الثلاثاء المقبل وهو اليوم الأخير من مهلة تقديم طلبات الترشيح المحددة في كل محافظة، وذلك إفساحا للمرشحين لإتمام الإجراءات الخاصة العائدة إلى ترشحهم في الانتخابات النيابية المقبلة. وأكد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرا أن الانتخابات ستُجرى في موعدها من دون احداث امنية كبرى تؤثر في حدوثها، متوقعا أن تنتج «غالبية واضحة لقوى 14 آذار التي عليها ان تباشر الحكم لا ان تشارك غيرها من اجل التعطيل» معتبرا ان «خسارة قوى 14 آذار الانتخابات هي مدعاة لإعطاء الفريق الآخر الفرصة لاستئخار وتأجيل كل خطوات بناء الدولة التي نعمل عليها منذ أربع سنوات وحتى اليوم، وفي أحسن الحالات سنحتاج الى 30 او 35 سنة أخرى لنعود الى الموقع الذي نحن فيه اليوم على طريق بناء هذه المؤسسات في الدولة اللبنانية، كل المؤسسات العسكرية والأمنية التي تمثل عنوان السيادة الوطنية الكاملة، وطبعا مؤسسات الدولة الأخرى والتي يعرف الجميع ما تعانيه وما فيها من فساد». وجزم بـ«أن قوى 14 آذار ستخوض المعركة متماسكة متضامنة بمرشح واحد عن كل مقعد نيابي، وكل من ادعى انه ينتسب الى 14 آذار وخرج عن قراراتها بالترشيح والتحالف يخرج من الصف السياسي لـ 14 آذار، اما نحن في القوات وفي سائر قوى 14 آذار فقرارنا واحد ومعركتنا واحدة».

وأكد عضو كتلة «حزب الله» النائب حسن فضل الله خلال لقاء انتخابي في جنوب لبنان أن المعارضة ستخوض الانتخابات موحدة وأنها أنجزت لوائحها في غالبية الدوائر. وقال: «ربما بقيت دائرة او دائرتان، ولم يبق الا النقاش التفصيلي في طريقة تشكيل اللائحة في هذه الدائرة او تلك، وهذا الامر سننتهي منه ولدينا متسع من الوقت ولسنا مستعجلين لأننا يمكن أن نناقش بكل جدية وانفتاح وحرص مشترك بين أطراف وقوى المعارضة». وأضاف: أن «المعارضة تخوض الانتخابات لتفوز بالأكثرية في مجلس النواب ولكي يكون لديها قوة قانونية دستورية نستطيع من خلالها ان نأتي بشريك آخر الى إدارة البلد وان يكون لنا دور اساسي في السلطة التنفيذية». وتابع: «نحن في الجنوب نريد أن نوجه رسالة للجميع بأن الجنوب على عهده وميثاقه مع خياراته السياسية والوطنية بالتفافه حول هذا التحالف القائم وهذا التكامل بين «حزب الله» وحركة «أمل» ولا نخوض هذه الانتخابات للربح والخسارة، بل لنقول ان هناك صوتا جنوبيا مدويا سيعبر عن رأيه في الانتخابات في 7 يونيو (حزيران) للداخل والخارج». من جهته، دعا عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي بزي الى المشاركة «الكثيفة في الانتخابات النيابية ليس فقط على صعيد الجنوب وإنما على صعيد كل لبنان». وقال:«حتى وان اعتمدنا في هذه الانتخابات قانون القضاء، ولكننا من وجهة نظرنا كحركة أمل وكمعارضة وطنية لبنانية معنيون بالانتخابات التي تجري في كل منطقة من لبنان، لان المعارضة تخوض الانتخابات من منطلق ان لبنان كله دائرة انتخابية واحدة وليس كما هي التقسيمات الآن، ولديها رؤية مشتركة منسجمة وموحدة مع نفسها وهي متماسكة ومتضامنة وليس لديها أي حمولة زائدة على غرار الحمولات الزائدة لدى الفريق الآخر».

ورأى رئيس كتلة «حزب الله» النائب محمد رعد انه«لا يوجد حل إلا أن تأتي المعارضة بالأكثرية التي تملك برنامجا، وهي تعرف أن هذا البلد لا تستطيع أن تحكمه وحدها، ولذلك ستصر على أن يشارك آخرون ممثلين للقوى الأخرى الموجودة في لبنان لكن ضمن البرنامج المعتمد للمعارضة. إذا وافقوا فهذه أمنيتنا، وإذا لم يوافقوا فلا يتوهمن أحد أننا سنتخلى عن مسؤولياتنا سنتابع جهدنا من أجل إنقاذ البلد من الوضع الكارثي الذي هو فيه».