انتقال العدوى إلى الصومال: الحكومة تخير المنظمات الإنسانية بين التسجيل أو الرحيل

وزير الخارجية لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي للمانحين في بروكسل للمساعدات لبناء قوة أمنية وعسكرية

TT

انتقلت عدوى طرد المنظمات الإنسانية من السودان إلى الصومال، بعد أن خير رئيس الوزراء الصومالي، عمر عبد الرشيد شارماركي، أمس كل المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية في الصومال بين تسجيل نفسها لدى حكومته أو مغادرة الأراضي الصومالية، في خطوة تثير قلق هذه المنظمات من خطورة الوضع الإنساني والإغاثي في الصومال الذي يفتقر لوجود حكومة مركزية فاعلة وتجتاحه الأوبئة والمجاعات.

وأبلغ عبد القادر محمد وايلو الناطق الرسمي باسم شارماركي الصحافيين في العاصمة الصومالية مقديشو: أن حكومته لن تسمح من الآن فصاعدا لأي منظمة إغاثية بأن تمارس أنشطتها دون إبلاغ الحكومة، وقال «نحن بحاجة إلى أن نعرف أي مساعدات يقدمونها للشعب وأين». وبرر الناطق باسم رئيس الوزراء الصومالي هذه الخطوة بقوله: «على أن البلد الآن لديه حكومة عاملة وإذا ما وقع أي ضرر على العاملين في المنظمات الإنسانية فإن المسؤولية ستقع على عاتق الحكومة وحدها».

إلى ذلك كشف وزير الخارجية الصومالي محمد عبد الله عمر لـ«الشرق الأوسط» أمس النقاب عن أن العاصمة البلجيكية بروكسل ستستضيف في السادس والعشرين من الشهر الجاري مؤتمرا هو الأول من نوعه للدول والهيئات المانحة للصومال بهدف دراسة الاحتياجات المالية واللوجستية العاجلة لأجهزة الأمن والشرطة المحلية في البلاد.

وقال عبد الله إن المؤتمر الذي سيفتتحه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وتشارك فيه الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي ودول عربية وغربية بالإضافة إلى الولايات المتحدة والاتحادين الأفريقي والأوروبي، سيبحث كيفية تقديم الدعم والمساعدات للقوات الحكومية الموالية للسلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد.

وأوضح أن المؤتمر سيعنى بتوفير الموارد اللازمة لإنشاء وتعزيز قدرات القوات الأمنية التي تحتاجها السلطة الصومالية في إطار مساعيها لفرض الأمن والاستقرار في البلاد، لافتا إلى أن بعض الدول العربية مثل مصر واليمن وسورية وافقت خلال اجتماعات القمة العربية التي عقدت الشهر الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، على تدريب قوات الأمن والشرطة الصومالية وتوفير ما تحتاجه من إمكانيات تقنية أو عسكرية.

ورأى أن العالم العربي أيد وتعهد بدعم قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والمكونة من نحو أربعة آلاف مقاتل من بوروندي وأوغندا، مشيرا إلى أن هذه القوات موجودة بالأساس لمساعدة الشعب الصومالي وستعود إلى بلادها عندما يتمكن الصوماليون من تحمل مسؤولياتهم وبناء قواتهم الأمنية. وأضاف: «سيعودون عندما يمكننا الاهتمام بشؤوننا، هم ليسوا قوات غازية إنهم موجودون تحت مظلة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ومن السخف أن نظن أن القوات البوروندية والأوغندية غازية لبلدنا، هم لم يطلبوا الحضور إلينا، نحن طلبنا منهم». ونفى عبد الله لـ«الشرق الأوسط» وجود أي خلافات بينه وبين رئيس الوزراء عمر عبد الرشيد شارماركي، معتبرا أن الجدل الذي أثارته تصريحاته خلال جلسة عقدها لمجلس الأمن الدولي مؤخرا حول حاجة الصومال لمزيد من قوات حفظ السلام الأفريقية والدولية، «مصطنع وليس له ما يبرره».