موفد أوباما إلى السودان: دارفور على شفا أزمة إنسانية.. ونحتاج لعملية سلام عاجلة

القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم: مذكرة توقيف البشير ليست في قائمة اهتمامات واشنطن

نازحات سودانيات ينتظرن العلاج في مستشفى عسكرية مصرية في معسكر أبو شوق للاجئين بالقرب من قرية الفاشر في دارفور (أ.ب)
TT

قال مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للسودان أمس، إن إقليم دارفور على شفا أزمة إنسانية أعمق، وستحتاج إلى جماعات إغاثة جديدة لتحل محل التي طردتها حكومة الخرطوم، فيما أعلن دعمه لمفاوضات الدوحة بقطر بين متمردي دارفور والحكومة السودانية، وقال إن الإقليم يحتاج إلى عملية قصيرة الأجل ومكثفة لإحلال السلام. قال المبعوث سكوت غرايشن للصحافيين من شمال دارفور، إنه زار للتو مخيم زمزم للاجئين في الإقليم، وحذر من أن الماء قد ينفد في غضون أسابيع. وأضاف غرايشن «نحن على شفا أزمة أعمق في دارفور.. علينا أن نخرج بحلول على الأرض في الأسابيع القليلة المقبلة.. يتعين علينا أن نزيد قدرة وعدد وكالات المساعدات التي تتمكن من نقل المساعدات من المخازن إلى نقاط التوزيع ثم إلى أيدي وأفواه الناس في هذه المخيمات».

وفي يومه الثاني، من زيارته للسودان، انتقل غرايشن إلى إقليم دارفور أمس، حيث أمضى في مدينة «الفاشر» كبرى مدن الإقليم يوما طويلا، أجرى خلاله مباحثات مع المسؤولين في حكومة ولاية شمال دارفور، وتفقد معسكر زمزم للنازحين، وأجرى عدة لقاءات مع ممثلين للمنظمات غير الحكومية العاملة في دارفور، وعقد اجتماعا مع البعثة الخاصة بالقوات الأفريقية الأممية لحفظ السلام في دارفور «يوناميد»، واجتماعا آخر بالوسيط الأفريقي الأممي لسلام دارفور «جبريل باسولي».

وكشف المبعوث غرايشن في تصريحات صحافية في الفاشر أنه سيعمل مع وسيط سلام دارفور «باسولي»، من أجل دفع جهود السلام عبر المفاوضات إلى الأمام، وكرر أن زيارته للسودان تهدف للتعرف على التحديات التي تواجه عملية السلام وكيفية دعم العمل الإنساني. وقال غرايشن لمجموعة من الصحافيين: «إنني قلق للغاية بعد ما رأيت، وأعتقد أننا على شفير أزمة أعمق في دارفور». وأضاف: «ينبغي أن نتخذ إجراءات فورية من أجل إنقاذ أرواح».

وأكد الموفد الأميركي على أن «المشكلات الفورية هي المياه والرعاية الصحية»، غير أنه اعتبر أنه بالإمكان تجنب تفاقم الأزمة. وقال: «هذه الأزمة يمكن تجنبها إذا ما طرحنا خطة مرنة وخلاقة وقابلة للتحقق لتأمين حصول هؤلاء الناس على الرعاية الطبية الأساسية والمساعدة الغذائية أيضا». وأكد غرايشن ضرورة «العمل مع المنظمات غير الحكومية المحلية»، مشيرا إلى أنها «يمكن أن تملأ بعض الفراغ» الناجم عن طرد المنظمات الدولية التي كانت تتولى توزيع المساعدات الإنسانية على 2.7 مليون نازح في إقليم دارفور.

وتابع: «نريد مناخا يمكننا من استخدام كل المصادر المتاحة والحصول على مساعدة المنظمات غير الحكومية المحلية وربما منظمات غير حكومية من دول غربية، ومنظمات غير حكومية إضافية من الدول المانحة». وشدد الموفد الأميركي على «الحاجة، كذلك، إلى إطلاق عملية قصيرة الأجل ومكثفة لإحلال السلام في الإقليم»، مؤكدا دعمه للمفاوضات التي بدأت في الدوحة برعاية قطر ومشاركة الاتحاد الأفريقي. وقال: «أتيحت لي الفرصة لمقابلة (مسؤولي) الاتحاد الأفريقي، ووافقت على دعم جهود هذه المنظمة الإقليمية في الدوحة».

وأضاف غرايشن: «سأجري كذلك مشاورات مع قادة المنطقة، خاصة في جوار السودان قبل أن أذهب إلى قطر» في إشارة على ما يبدو إلى مصر. وتابع: «سأبذل قصارى جهدي لتأمين انضمام كل الأطراف التي ينبغي أن تمثل في (مفاوضات) قطر، وسوف نعمل على الحلول الوسط اللازمة للوصول إلى تسوية سياسية دائمة وقابلة للتحقق فعليا».

من جانبه، قال القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم، ألبرتو فرنانديز، في الفاشر: «لقد تحاورنا مع صديقنا كبر»، ووصف الحوار معه بأنه «مفيد»، وقال المبعوث إنه معجب بتحليلات كبر للأوضاع في دارفور، ودعا إلى التعاون من أجل مصلحة الشعبين السوداني والأميركي. وقال: «نحن مع شعب السودان»، وأضاف أن بلاده أكبر ممول للعملية الإنسانية في الإقليم»، وقال إنها ستستمر.

وقال فرنانديز إن قضية توقيف المحكمة الجنائية للرئيس عمر البشير لا تهم بلاده، وليست في قائمة اهتماماتها، وأضاف أن «الأزمة بين الخرطوم والمحكمة الجنائية هي موضوع سياسي.. ويتم حله في الميدان السياسي.. وهو ليس من اهتماماتنا». وقال إن بلاده تركز في حواراتها مع السودان حول قضايا: إيقاف الحرب في إقليم دارفور، وعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم، وتحقيق السلام الشامل في جنوب السودان، ومكافحة الإرهاب والانتخابات، وقال: «هذه القضايا صرفنا عليها الغالي والنفيس».