مصادر مصرية حول الموقف من الترابي: الاتصال بالأصوليين في الخارج «خط أحمر» ما عدا حماس

مسؤول سوداني لنظيره المصري: لماذا تعقدت الأمور بعد أن أصبحنا معتدلين؟

TT

في وقت تشير فيه أوساط في الخرطوم إلى وجود «غزل خفي» بين السلطات المصرية، وزعيم المؤتمر الشعبي المعارض الإسلامي، الدكتور حسن الترابي، وإلى لقاء أجراه معه السفير المصري في الخرطوم، أكدت مصادر مصرية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن الاتصال بين القاهرة وأي من رموز الحركة الإسلامية في السودان، أو غير السودان، «خط أحمر»، لا يمكن أن تتجاوزه تحت أي ظرف.

وأشارت أنباء إلى أن السفير المصري في الخرطوم التقى الترابي، كما نقلت صحف سودانية تصريحات منسوبة إلى مدير المخابرات المصري الوزير عمر سليمان تشير إلى أن زيارة الترابي إلى مصر ليست من الممنوعات. إلا أن المصادر المصرية نفت قطعياً حدوث اجتماع أو اتصال من أي نوع بين السفير المصري في الخرطوم (عفيفي عبد الوهاب)، والمعارض السوداني الدكتور حسن الترابي، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، هذه الأيام أو في أي وقت سابق. وشددت مصادر مصرية غير حكومية على أن الاتصال بين القاهرة وأي من رموز الحركة الإسلامية في السودان، أو غير السودان، «خط أحمر»، لا يمكن أن تتجاوزه مصر تحت أي ظرف، وذلك لحسابات تتعلق في أغلبها بالداخل المصري، ولفتت المصادر إلى أن العلاقة المصرية الوحيدة مع الحركات الإسلامية في الخارج، تقتصر على حركة حماس بقطاع غزة فقط.. وذلك لاعتبارات تتعلق بالدور المصري على الساحة الفلسطينية، وهي اعتبارات «لا تخفى على أحد»، على حد تعبير المصادر.

وقالت المصادر إن استضافة القاهرة لعدد من رموز الحركات الدارفورية المعارضة، يأتي في إطار الانفتاح المصري على الساحة السودانية بكل مكوناتها. وقالت إن القاهرة «ستظل منفتحة على كل القوى السودانية الفاعلة، والراغبة في تحقيق السلام هناك»، وأن تفعيل الدور المصري باتجاه السودان «ضرورة» تفرضها الظروف المحلية والإقليمية والدولية التي تواجهها الخرطوم والرئيس عمر البشير.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن مسؤولا سودانياً رفيع المستوى قال لنظيره المصري حين زار الأخير الخرطوم، مؤخراً، فيما يتعلق بنظام الحكم في السودان: «كنا متطرفين والأمور تسير (في إشارة للفترة التي شارك فيها الترابي في حكم السودان مع البشير قبل أن ينفصلا) فلماذا تتعقد الأمور حين يصبح نظام الحكم معتدلا؟».

وأشار المصدر إلى أن الخرطوم طلبت من القاهرة في هذه المقابلة إعطاء الأولوية في تحركاتها بشأن السودان للساحة الدولية، على اعتبار أن ذلك يساعد نظام الحكم في السودان، أكثر من الاهتمام بالتحرك على الساحة السودانية الداخلية.

وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أن السفير المصري بالسودان عفيفي عبد الوهاب زار «الترابي» بمنزله عقب الإفراج عنه مؤخراً، لكن السفارة المصرية في الخرطوم نفت ذلك قطعياً، وقالت في بيان لها وقعه السفير «عفيفي» إن «السفارة تنفي ما ورد حول زيارة السفير المصري بالخرطوم للترابي بمنزله لأول مرة بعد الإفراج عنه»، وأكدت أن «السفير المصري لم يقم بزيارة الدكتور حسن الترابي لا قبل دخوله السجن ولا بعد الإفراج عنه».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال رئيس لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري، اللواء سعد الجمال، إن مصر حريصة على علاقاتها مع كل الأطراف السودانية في الجنوب والغرب والشمال، بما يساعد على تحقيق استقرار السودان، ووحدته، مستبعداً تماماً أي توجه مصري مع تيار سوداني بعينه على حساب أي تيار آخر، سواء كان في المعارضة أو الحكومة، وقال: «بين مصر والسودان روابط مصاهرة.. السودان هو أمننا القومي، ولنا علاقات طيبة مع الجميع، وإلا ما كانت مصر استقبلت الرئيس السوداني (الأسبوع الماضي)، أو أرسلت إلى السودان ورئيسه الذي اختاره الشعب، وزير خارجيتها (أحمد أبو الغيط) ورئيس المخابرات (عمر سليمان)».