علاوي: لا استقرار أمنيا من دون الرجوع إلى وثيقة الإصلاح والمصالحة مع كل الأطراف

رئيس الوزراء العراقي الأسبق: لم التق الدوري.. لكنني مع أي لقاء مع أي شخص لخدمة العراق

TT

أكد إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق والأمين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي، أن جملة خطايا وليس أخطاء ارتكبت في العراق من قِبل الولايات المتحدة الأميركية منها تفكيك الدولة العراقية ومؤسساتها، ووضع العراق على طريق المحاصصة الطائفية السياسية، وتسييس القوانين التي تتعلق بالجيش والأمن وسياسات اجتثاث البعث. مؤكدا أثناء لقائه بمجموعة من الإعلاميين العراقيين أمس أن الاستقرار الأمني لا يمكن أن يفرض نفسه على الشارع العراقي، ما لم يتم العمل وفق وثيقة الإصلاح السياسي التي اقرها مجلس النواب، وإجراء مصالحة وطنية شاملة من دون استثناء، ما لم تكن الجهة قد آذت العراقيين وتلطخت يديها بدمائهم.

وأعلن علاوي انه سيرفض أن يكون رئيسا لوزراء العراق من جديد إذا اختارت أميركا ذلك، لأنه يريد أن يكون في أي موقع يختاره العراقيون له، وليس أي مسؤول في أي بلد آخر. وقال علاوي «إن مفاتيح الاستقرار الأمني في العراق تكمن في وجود مصالحة وطنية تستثني الإرهاب، ومن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين، وأن تتم إعادة مؤسسات الدولة، ومن يكون ضمن دائرة الشك والاتهام، فالقضاء هو الفيصل إضافة إلى تحريك الاقتصاد إضافة إلى أن الأمن مرتبط أيضا بعدد القوات وتجهيزها قبل عملية انسحاب القوات الأجنبية من البلاد». وتوقع أن يشهد الملف الأمني «تراجعا مع قرب انسحاب القوات الأميركية من العراق مع تراجع الإمكانيات للمؤسسات الأمنية العراقية، ما لم يتم العمل ضمن وثيقة الإصلاح السياسي، والعمل على بناء المؤسسات، والفصل بين الإرهاب وبين القوى الأخرى الواجب التصالح معها». وحول رؤيته لتطورات المواقف السياسية الراهنة مع ظهور تحالفات بين الكتل السياسية قال علاوي «ما زلنا نعيش في مشكلة فراغ إداري، وليس لدينا مؤسسات تستطيع مواجهة التحديات، ومع عدم وجود رؤية واضحة للمصالحة الوطنية، فإننا سنواجه أياما صعبة في العراق على الرغم من ظهور تحالفات بين بعض القوى السياسية لأغراض الانتخابات». مؤكدا أن الانتخابات الأخيرة «أفرزت تفكيرا وطنيا لدى العراقيين، فقد فازت قوى وطنية على الرغم من أن قوى أخرى استخدمت نفس الشعارات التي فازت بها في الانتخابات النيابية الماضية». وحول الحملة الأخيرة التي تعرض لها تشكيل الصحوات قال علاوي «لقد نبهنا في بداية تشكيل الصحوات إلى أنها إذا لم تكن ضمن استراتيجية واضحة فإن المشكلة ستعالج بمشكلة اكبر، وكانت نصيحتي هي دمج الصحوات بالشرطة والجيش، وأن لا يكون الدمج مع الانسحاب الأميركي، وبعد أن ساهمت الصحوات في طرد القاعدة والإرهاب من مناطق كثيرة من العراق بدأ التفكير في عملية إدماجها وهذا خطأ، لأن الاندماج أو العمل يجب أن يكون ضمن المؤسسات الرسمية وليس في تشكيلات منفصلة».

وأكد علاوي أن المؤسسات الأمنية العراقية لن تستطيع النهوض بالأمن داخل المدن العراقية في الوقت الذي ستنسحب منه القوات الأميركية. وقال «نحن لا نملك طائرات عسكرية ولا نملك قطعا بحرية، وكل ما نقوم به في المؤسسات يقوم على الطائفية السياسية، وإذا لم يكن هناك إجراء سريع وصريح في مسألة تطبيق وتنفيذ وثيقة الإصلاح فلن يكون هناك أي استقرار امني».

وحول المراهنة على المصالحة مع البعثيين بأنها ستكون محطة مهمة في الإصلاح والمصالحة، وهل فعلا انه التقى عزة الدوري مؤخرا، قال علاوي «أنا لا أراهن على البعثيين.. أراهن على العراقيين والمصالحة الوطنية مع كل أطياف وانتماءات الشعب العراقي هي شرط المصالحة الحقيقية، أما من أساء، فيقدم للقضاء والمصالحة لا تعني البعثيين فقط، بل تعني التيار الصدري وقوى أخرى من الجيش السابق، بعضهم في المعتقلات». ونفي أن يكون قد التقى بعزة الدوري لكنه قال «أنا مع أي لقاء مع أي شخص من اجل خدمة العراق». مؤكدا أن لقاءات عدة حصلت بين بعثيين ومن أطراف متعددة من المقاومة العراقية وبين الأميركيين، وكان يحضر هذه اللقاءات التي استمرت إلى الآن مع انه لم يعد يحضرها، وأن الأميركيين ما زالوا ينظمون لقاءات من هذا النوع مع عدة أطراف من البعثيين وغير البعثيين. وحول العلاقات العراقية العربية والسعودية بشكل خاص قال علاوي إن أي أزمة أو تصريح قد يطلق من هنا أو هناك سببه الوجود السلبي الإيراني في العراق والدور الأميركي غير الواضح، وأن على العراق بناء علاقات قوية مع دول الجوار والمنطقة والدول العربية، لأن العراق بلد مهم، وأي صراع فيه يؤدي إلى أزمات في دول أخرى.