المرشح الإصلاحي للرئاسة الإيرانية: سياستنا الخارجية متطرفة.. وهذا أضر بنا كثيرا

أوباما يخير إيران بين السلاح النووي ومستقبل أفضل

رئيس الوزراء الإيراني السابق ميرحسين موسوي (الثاني من اليسار) في مؤتمر صحافي بطهران أمس (رويترز)
TT

وعد مرشح الرئاسة الإيرانية مير حسين موسوي بتغيير صورة إيران كدولة «متطرفة» في حال انتخابه، إلا أنه استبعد أي تراجع في جهود بلاده النووية. وقال موسوي للصحافيين في أول مؤتمر صحافي يعقده منذ إعلانه ترشحه في الانتخابات التي ستجري في 12 يونيو (حزيران) إن «التطرف أضر بنا كثيرا. علينا العمل بجد لاكتساب الثقة على المستوى الدولي». وأضاف: «قلت إن سياستنا الخارجية متطرفة. في بعض الأحيان وصلنا إلى حافة التطرف، ثم وجدنا أن علينا الرجوع». وتابع: «يجب أن لا نتبنى سياسة إلا بعد دراستها بشكل كاف.. وبذلك سنتمكن من إنعاش مركز جمهورية إيران الإسلامية».

ومنذ الثورة الإيرانية التي أطاحت بحكم الشاه عام 1979 عرفت إيران بسياستها المعادية للغرب، وانقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع واشنطن، كما عرفت بدعمها لتنظيمات راديكالية في المنطقة من بينها حماس وحزب الله، ورفضها كشف تفاصيل برنامجها النووي، مما أدي إلى فرض عقوبات اقتصادية عليها خلال الأعوام الثلاثة الماضية. ويشتبه الغرب، وعلى رأسه واشنطن، في أن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية تحت غطاء برنامج نووي مدني، وهو ما تنفيه إيران بشدة. وقال موسوي في هذا الصدد إن طهران لن تتراجع عن برنامجها النووي. وأضاف: «هذا حقنا، وليس لنا الحق في التراجع، وإلا ستكون العواقب وخيمة»، مؤكدا أن إيران لا تنتج أسلحة نووية.

وتعد تصريحات موسوي، الذي كان آخر رئيس وزراء إيراني قبل إلغاء ذلك المنصب، أول تصريحات من قبله ينتقد فيها السياسة الخارجية للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وكان موسوي قد انتقد مرارا سياسة نجاد الاقتصادية. وحتى اليوم لم يعلن الرئيس الإيراني رسميا ترشحه للانتخابات الإيرانية، مما أعطى المجال لتقارير ذكرت أنه قد لا يترشح بدعوى حالته الصحية، وذلك وسط مناخ عام في إيران يدعو للتغيير والاستفادة من فرصة الانفتاح الذي أبدته أميركا حيال إيران. ويأتي ذلك فيما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في أول زيارة يقوم بها لتركيا، إن على إيران أن تختار بين حيازة السلاح النووي أو بناء مستقبل أفضل لشعبها. وقال أوباما في كلمة أمام البرلمان التركي: «أوضحت لشعب وقادة الجمهورية الإسلامية أن الولايات المتحدة تسعى إلى إقامة صلات مبنية على المصالح والاحترام المتبادل». وأضاف: «الآن على قادة إيران الاختيار ما بين مواصلة محاولتهم بناء سلاح أو بناء مستقبل أفضل لشعبهم». وجاءت تصريحات أوباما الجديدة حول إيران بعد تصريحات له أول من أمس دعا فيها لعالم يخلو تدريجيا من الأسلحة النووية، مشيرا بشكل خاص إلى القلق من البرنامج النووي الإيراني. إلا أن إيران انتقدت تصريحات أوباما هذه. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي إن إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش هى التي قادت مساع لعزل إيران بشأن خططها النووية المثيرة للجدل، ووصفت أيضا الدولة الإيرانية بأنها تهديد. وقال قشقاوي: «يبدو أن تكرار اتهامات الإدارة الأميركية السابقة ضد إيران يناقض شعار التغيير الذي رفعه أوباما.. ومثل هذا الشيء ـ التسليح النووي ـ لا يوجد في إيران لتظهر وكأنها تهديد». وعرض أوباما الشهر الماضي على إيران «بداية جديدة» للتواصل الدبلوماسي في أعقاب ثلاثة عقود من العداء. وردت إيران بحذر على العرض، قائلة إن على واشنطن إظهار تغيير سياسي حقيقي تجاه إيران بدلا من الكلمات. وقال قشقاوي إن الأسلحة النووية ليس لها مكان في مبدأ الدفاع الإيراني، وإن وجود مثل هذه الأسلحة يمثل تهديدا خطيرا للمجتمع العالمي. وأضاف: «نحن مثل باقي دول العالم، ننتظر عالما خاليا من الأسلحة النووية. توقعاتنا من الولايات المتحدة ودول أخرى هي اتخاذ إجراءات جدية وعملية تجاه نزع السلاح النووي وتفكيك أسلحة الدمار الشامل». وتعهد أوباما الأحد بخفض الترسانة النووية الأمريكية وبتفعيل معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وبالسعي لفرض عقوبات صارمة على الدول التي تخرق قواعد حظر الانتشار.

وقدم لإيران «خيارا واضحا» إما وقف نشاطها النووي والصاروخي أو مواجهة عزلة متزايدة. وبسؤاله حول إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ الذي قال عنه محللون إنه اختبار لصاروخ ذاتي الدفع صمم لحمل رأس حربي يمكنه الوصول إلى ولاية ألاسكا الأميركية، قال قشقاوي إن الأنشطة الصاروخية الإيرانية والكورية الشمالية غير متصلة، مدافعا عن حق كوريا الشمالية في إجراء تجارب إطلاق صواريخ. وعلى صعيد آخر، ذكرت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية أن الأستاذ الجامعي الإيراني مهدي زكريان الذي اعتقل في 2008 بتهمة التجسس ثم أفرج عنه، منع من مغادرة البلاد للمشاركة في مؤتمر في إيطاليا حول فلسطين. نقلت الوكالة الاثنين عن محمد شريف محامي زكريان قوله إن «موكلي الذي كان أحد منظمي المؤتمر، كان يفترض أن يتوجه إلى فلورنسا في 25 مارس (آذار)، لكنه أبلغ بأنه ممنوع من السفر».

وكان زكريان (41 سنة) أوقف في يوليو (تموز) 2008 بتهمة التجسس قبل أن يفرج عنه في موعد وظروف غير معروفة. وقال المحامي: «في فبراير (شباط) عقدت المحكمة الثورية الجلسة الأخيرة المخصصة للدفاع عن موكلي، لكن أي حكم لم يصدر بعد».

وزكريان الذي حجز جواز سفره عضو في إدارة مركز الأبحاث العلمية والدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط في طهران. وهو يتولى في المركز رئاسة قسم الدراسات حول إسرائيل. وكان يفترض أن يشارك في فلورنسا في مؤتمر بعنوان «العدالة الانتقالية في الأراضي المحتلة».

ومنع أساتذة جامعيون إيرانيون في السنوات الأخيرة من مغادرة إيران للمشاركة في مؤتمرات أو منتديات في الخارج.