في اجتماع عاجل عقده أمس، ناقش البرلمان الشيشاني الاتهامات التي أعلنها قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم بحق آدم ديليمخانوف عضو مجلس الدوما والنائب السابق لرئيس الحكومة الشيشانية حول ضلوعه في تدبير عملية اغتيال سليم يامادييف القائد الشيشاني الحائز على لقب «بطل روسيا الاتحادية» لإسهاماته البارزة في مواجهة المقاتلين الشيشان إبان سنوات الحرب الشيشانية الثانية منذ عام 1999. وأصدر البرلمان بيانا أشار فيه إلى «أنه يعتبر الاتهام الموجه إلى ديليمخانوف عملا استفزازيا ومحاولة تستهدف الحط من سمعة الدولة الروسية». وأضاف أن «البرلمان يعلن بشكل حازم عن عدم جواز توجيه هذه الاتهامات التي لا أساس لها، إلى شخص معروف بمواقفه الوطنية الصلبة». وأشار إلى أن ديليمخانوف سبق وساهم مع مؤسسات القوة الروسية (أجهزة الأمن والمخابرات والداخلية) بقسط ملموس في مكافحة الإرهاب الدولي وصيانة وحدة الأراضي الروسية، ويمثل حاليا السلطة التشريعية الروسية في إشارة إلى عضويته في مجلس الدوما. أما عن موقف ديليمخانوف من هذه الاتهامات فقد أوجزه في تصريحاته إلى وكالة «ريا نوفوستي» التي قال فيها إن الاتهام الذي توجهه إليه شرطة دبي «عمل استفزازي» مؤكدا استعداده للتعاون مع شرطة دبي في إطار التحقيقات في الجريمة. غير أن المصادر الروسية تقول باستحالة تسليم ديليمخانوف انطلاقا من بنود الدستور الروسي الذي يحظر تسليم أي من مواطني الدولة الروسية إلى أية دول أجنبية، وهو ما سبق وأشار إليه الرئيسان السابق فلاديمير بوتين والحالي ديمتري ميدفيديف لدى مطالبة بريطانيا لروسيا بتسليم ضابط المخابرات الروسية السابق لوغوفوي المتهم في قضية اغتيال زميله السابق ليتفينينكو بعد هربه إلى بريطانيا وحصوله على حق اللجوء السياسي هناك. وفي تحقيقها الذي نشرته أمس صحيفة «فريميا نوفوستي» الروسية حول اتساع قائمة المتهمين التي أعلنتها دبي، قالت إن ديليمخانوف أحد أقرباء الرئيس الشيشاني الحالي رمضان قادروف وأقرب مناصريه، فيما نقلت عن زياد سبسبي السوري الأصل وعضو مجلس الاتحاد عن جمهورية الشيشان وصفه لهذه الاتهامات بأنها «كاذبة وتتسم بطابع الاستفزاز وليست سوى محاولة لإخفاء الفشل الذريع لشرطة دبي» على حد قوله. وطالب سبسبي بـ«البحث عن الجناة حيثما هم موجودون، بدلا من الإشارة بأصابع الاتهام إلى سياسي مرموق ساهم بقسط كبير في وحدة المجتمع الشيشاني».
أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قادروف، عن إدانته للاتهامات التي وجهتها شرطة دبي إلى آدم ديليمخانوف في قضية اغتيال سليم ياماداييف.
ونقلت وكالة أنباء «ايتار تاس» عن قادروف تهديده إلى كل من يوجه مثل هذه الاتهامات إلى ديليمخانوف بأنه «سوف يتحمل مسؤولية ترويج الأكاذيب» التي قال إنه يعتبرها موجهة إلى شخصه. واتهم قادروف رئيس شرطة دبي بـ «محاولة طمس الحقائق والتستر على المسؤولين الحقيقيين عن ارتكاب الجريمة وتبرير عجزه عن العثور على الجناة» ووصف اتهاماته بـ«الساذجة والتي لا يمكن لأي عاقل تقبلها على محمل الجد». وقال إنه سوف يتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل مروجي مثل هذه الشائعات والاتهامات. وأشارت وكالة أنباء «ايتار تاس» إلى أن ديليمخانوف موجود الآن في سورية، في مهمة تتعلق بتفقد أحوال الطلبة الشيشان الذين يدرسون في معاهدها والاطلاع على المناهج التعليمية، والتأكد من عدم تضمنها أي معلومات تتسم بالتطرف.