الفلسطيني «شيخ مصنعي القنابل» حير الأميركيين منذ الثمانينات.. وشكوك في هروبه إلى سورية

انفصل عن «الجبهة الشعبية» وأسس «15 مايو».. اسمه الحركي أبو إبراهيم.. وساعد متطرفي العراق

TT

نيويورك - أ.ب: بينما كانت الرحلة الجوية رقم 830 التابعة لشركة طيران «بان أميركان» تهبط في مطار هونولولو الدولي، وبعد أن أنهى الركاب تناول وجبة الإفطار، أعمى أبصارهم فجأة ضوء باهر. وبعد ذلك سمعوا صوت انفجار. ارتجف الركاب البالغ عددهم 747 راكبا بشدة، وعمّت الفوضى في الوقت الذي كانت الطائرة تهبط فيه. وعلا الصراخ، وملأ الدخان الكثيف مقصورة القيادة، وسقطت أقنعة الأكسيجين. وفي مؤخرة الطائرة، كان تورو أوزاوا، الذي يبلغ من العمر 16 عاما، يجلس على كرسي متكئا على المسند. شُقّ بطنه، وخرجت أحشاؤه، وتسبب الانفجار في التواء رجليه. علا صوته مناديا أمه وأباه، كانا ينظران برعب وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. لم يكن الانفجار المروع الذي وقع في الحادي عشر من أغسطس (آب) 1982 مصادفة، حيث قُتل أوزاوا بقنبلة متطورة، هي واحدة ضمن العديد من القنابل التي انتشرت مثل الفيروس في مختلف أنحاء العالم خلال الثمانينات من القرن الماضي، لتقتل وتجرح العشرات في أكثر من 24 حادثا إرهابيا. ويُكنى الرجل الذي يقف وراء هذه الحوادث بأبي إبراهيم، وكان يدير شبكة تضم نشطاء خطرين من محل إقامته ببغداد، حيث كان يعيش تحت حماية صدام حسين. وتشير تحقيقات «أسوشييتد برس» إلى أن أبا إبراهيم، الذي طواه النسيان وظن البعض أنه مات، ما زال حيا يرزق. ومنذ غزو العراق عام 2003، تمكن أبو إبراهيم من خداع قوات التحالف، ربما خلال مساعدته للتمرد السني، قبل أن يعبر الحدود أخيرا إلى سورية، حسب ما يعتقده مسؤولون في وكالة الاستخبارات المركزية ومسؤولون فيدراليون مضطلعون بتطبيق القانون.

ويحرص مكتب التحقيقات الفيدرالي على الإمساك بأبي إبراهيم، واسمه الحقيقي حسين العمري، وقد عزز المكتب من جهوده أخيرا سعيا وراءه، ونشر رسما افتراضيا له، وتعد هذه أول صورة له تنشر علنا. ولكن الوقت ينفد. ففي الوقت الذي تغادر فيه القوات الأميركية العراق، يخشى مكتب التحقيقات الفيدرالي أن يكون تحديد مكان أبي إبراهيم أصعب إذا ما عاد خلسة إلى العراق. كما سوف يتم إطلاق سراح شاهد رئيسي يمكن أن يدلى بشهادته ضد أبي إبراهيم من سجن كولورادو بعد أربعة أعوام، إن لم يكن في وقت أقرب. ويقول بوب باير، وهو عميل بارز سابق في وكالة الاستخبارات المركزية كان يعمل في منطقة الشرق الأوسط بصورة سرية: «هذه حرب على الإرهاب لم تنته، وهو جزء من هذه الحرب. كان هو الرجل الأكفأ والأكثر خطورة في مجال صنع القنابل في العالم دون استثناء خلال الفترة التي عملت فيها كضابط في وكالة الاستخبارات المركزية. يمكنه فتح الكثير من القضايا القديمة».

ويعد أبو إبراهيم، الذي يبلغ من العمر اليوم 73 عاما، شخصية أسطورية في علم الإرهاب، فهو أشبه بلاعب عرائس غامض، دائما ما يتعذر الوصول إليه، ويعمل من وراء الستار. ونادرا ما توجد صورة له، فهذا الرجل الفلسطيني لم يسجل أي شرائط، ولم يتحدث عن عدائه لإسرائيل وأميركا علنا يوما ما. ولكنه يسمح للقنابل أن ترسل أبلغ الخطابات، كما أنه يعلّم البعض مهاراته المرعبة، تلك المهارات التي اكتسبها من دراسة الهندسة الإلكترونية والكيميائية، وبعد ذلك تعلمها من «كي جي بي» (جهاز الاستخبارات السوفياتية). قيل عنه إنه شخص «عبقري»، وإنه «شيخ مصنعي القنابل»، وإنه مثل «الدكتور فرانكنشتاين»، على حد تعبير مسؤول سابق في البنتاغون. وتمتد مهنته ذات السمعة السيئة إلى عقود، حيث تم الربط بينه وبين العديد من التنظيمات (الإرهابية)، بما فيها «سبتمبر الأسود» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين». وفي عام 1979 انفصل أبو إبراهيم عن الجبهة الشعبية وشكل تنظيما تابعا له أطلق عليه «15 مايو»، وحينئذ بدأ يكتسب الشهرة في مجال صنع القنابل، وجذب انتباه الهيئات الاستخباراتية الأجنبية من مختلف أنحاء العالم. سمّى أبو إبراهيم التنظيم الجديد «15 مايو»، وهو اليوم الذي أُسست فيه دولة إسرائيل، واتخذ التنظيم من بغداد مقرا له حيث بدأ في ابتكار قنابله الخاصة. وأجرى تجاربه على نطاق واسع، وابتكر قنبلة خاصة تضمنت ملء مواسير التبريد في الشاحنات المبردة بمتفجرات سائلة. ولكن كان إنجازه الكبير عبارة عن شيء مختلف تماما وعلى نطاق أصغر كثيرا، فداخل ورشته الصغيرة، تمكن من ابتكار مزيج من المتفجرات البلاستيكية قام بحشوها في حقائب سفر وحقائب عادية، وتعتمد على أداة تفجير تجعل الانفجار يتم بعد فترة زمنية، ويطلق عليها «البطارية الإلكترونية». وكانت هذه بصمته في مجال صنع القنابل. وتمكن أبو إبراهيم من تنفيذ العديد من الهجمات بعد حصوله على مساعدة من الاستخبارات العراقية. ونفّذ هجمات في لندن وروما وأثينا. وفي غرب برلين قتل طفلا وجرح 24 آخرين بعد انفجار إحدى قنابله في مطعم يملكه إسرائيلي. ولكن أشهر عملياته هي محاولة تدمير طائرات تابعة لـ«بان أميركان» وشركة «العال». وفي الحادي عشر من أغسطس (آب) 1982، استقل محمد راشد، وهو مساعد بارز في تنظيم «15 مايو»، طائرة من بغداد إلى طوكيو مع زوجته الأسترالية المولد كريستين بينتر وطفلهما. وقبل أن يغادر راشد ـ وهو أحد تلاميذ أبي إبراهيم ـ الطائرة في طوكيو، نشّط قنبلة موضوعة تحت كرسي بجوار المقعد رقم 47k، وبمجرد أن لامست الطائرة الأرض، خرج راشد وزوجته من الطائرة، التي استمرت في طريقها إلى مطار هونولولو. وجلس أوزاوا، الذي كان يقضى الأجازة مع عائلته، على الكرسي الذي كان يجلس عليه راشد. ومع أن القنبلة تسببت في مقتل أوزاوا وجرح 14 آخرين، فإن ذلك كان نجاحا جزئيا لراشد في مهمته. وعلى الرغم من الفجوة الكبيرة في أرضية الكابينة، تمكنت الطائرة من الهبوط بسلام. ويقول داف ماغنس، وهو فني قنابل في وكالة الاستخبارات المركزية تمكن من تفكيك العديد من الأدوات التي صنعها أبو إبراهيم: «أنا متأكد من أن ذلك كان يستهدف تفجير الطائرة بالكامل». أربكت القنبلة مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية إذ كانوا يتساءلون: كيف تمكن حامل القنبلة من تجاوز أمن المطار دون أن يتم اكتشاف القنبلة؟ وماذا عن الكلاب المدربة على اكتشاف القنابل؟

وبعد أسبوعين، اكتشف طاقم النظافة في ريو دي جانيرو قنبلة أصابها عطب فوق طائرة أخرى تابعة لـ«بان أميركان». ومثلما كان الحال في القنبلة الأولى، كانت القنبلة تعتمد على «بطارية إلكترونية» ووُضعت تحت كرسي بجوار النافذة، وكان من المستهدف أن تفتح ثقبا في جانب الطائرة. وأصاب الارتباك مكتب التحقيقات الفيدرالي، وكان ديني كلين، وهو خبير متفجرات متقاعد يعمل لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي وأجرى تحقيقات خاصة بـ«15 مايو»، قد رأى البطارية الإلكترونية مرة واحدة من قبل، في قنبلة وضعها إرهابي تابع لمنظمة «سبتمبر الأسود» في مطار جون كينيدي عام 1973، ولكنها لم تنفجر. ولكن قال كلين إن هذا كان نوعا مختلفا من البطاريات الإلكترونية. وعرف أن القنابل ذات صلة بعضها ببعض، ولكنه لم يكن لديه المزيد من التفاصيل. ولأن راشد وبينتر استخدما جوازي سفر مزورين لشراء تذاكر الطيران، لم يعلم مكتب التحقيقات الفيدرالي اسميهما الحقيقيين وأخذ بصمة لم تشر بعدها إلى المكان الذي ذهب إليه راشد. وكانت صورهما لا قيمة لها. ماذا عن أبو إبراهيم؟ كان شبحا، يدير تنظيما لم يربطه مكتب التحقيقات الفيدرالي بالهجمات. وحصل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في النهاية على استراحة في عام 1984 بعد أن ذهبوا إلى سويسرا لإجراء مقابلة مع عدنان عواد، وهو منشقّ عن تنظيم «15 مايو»، حسب ما تشير إليه وثائق محكمة فيدرالية. كان أبو إبراهيم قد طلب من عواد أن ينفذ هجوما على فندق يملكه إسرائيلي في جينيف وأعطاه حقيبة بها قنبلة وبطارية إلكترونية. وعندما رفض عواد القيام بذلك أغلق أبو إبراهيم موقع تشييد كان لديه عقد فيه وجمد حساباته في البنوك. قال عواد بعد ذلك في شهادته: «كنت أشعر بالرعب، وهذا هو الوقت الذي أدركت فيه أن شيئا خطيرا يحدث وأن أبو إبراهيم لديه علاقات مع السلطات العراقية. ذهبت إلى مكتبه لأني أدركت أن له نفوذا كبيرا جدا، وقلت له إنني سأقوم بكل ما يريد».

لكن لم تكن لعواد رباطة الجأش التي يحتاج إليها كي ينفذ الهجوم. وفي عام 1982 أعطى حقيبة المتفجرات للسلطات السويسرية الذين طلبوا منه الاتصال بأبي إبراهيم كي يتثبتوا من قصته. قام بذلك. بعث أبو إبراهيم مبعوثا مع مال، وكان المبعوث معه أيضا حقيبة كتف عندما ألقت السلطات السويسرية القبض عليه. وعندما وصل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في عام 1984، كانوا قادرين للمرة الأولى على فحص الأدوات التي صادرتها السلطات السويسرية. يقول كلين: «كان هناك جزء مفقود من قاع الحقيبة. كان يستخدم هذا الحشو لتغطية الأداة التي حصلنا عليها من ريو. وهذا ما مكننا من ربط جميع هذه الأدوات بعضها مع بعض. كانت درة التاج».

وسأل العملاء عواد إذا ما كان يعرف صور راشد وبينتر، فردّ بالإيجاب. وفي النهاية ربط مكتب التحقيقات الفيدرالي بين راشد وبينتر وأبو إبراهيم، وعملية تفجير الطائرة التابعة لـ«بان أميركان» التي وقعت في عام 1982. وساعد ذلك على إصدار لائحة اتهام بحق الثلاثة في عام 1987 في واشنطن دي سي. وأراد مكتب التحقيقات الفيدرالي إلقاء القبض على أبي إبراهيم، ولكنه مكث في بغداد. ومما عقّد مساعي المكتب الأحداث التي وقعت على الساحة الدولية. كانت وزارة الخارجية تضغط على العراق كي يتوقف عن دعم الإرهاب. وأعلن العراق، الذي كان يسعى للحصول على مساعدة أميركا في حربها ضد إيران، أن أبا إبراهيم لن يشكل تهديدا بعد الآن. وزعم العراقيون أن أبا إبراهيم تقاعد وأن تنظيم «15 مايو» عُلقت أنشطته بحلول منتصف الثمانينات من القرن الماضي. ولكن، لم يقتنع كلين هذا الكلام. قال كلين: «إنه ما زال يصنع القنابل وما زال يعلّم الناس كيف يمكنهم القيام بذلك. كان لديه متجر صغير في بغداد ولديه المساعدون الذين يذهبون إلى الخارج على غرار راشد. كان إرهابيا متمرسا».

وقال كلين إن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان قادرا على ربط 21 أداة على الأقل بأبي إبراهيم. واستمرت الأجهزة الباقية في الانتشار بين أيدي الإرهابيين، وتم الربط بينها وبين تفجيرين وقعا في طائرتين في عامي 1986 و1989، وأفضى إلى مقتل 174 شخصا، كان من بينهم زوجة السفير الأميركي في تشاد. وعلى الرغم من ذلك، لم ينتهِ اهتمام وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي بأبي إبراهيم وراشد. وسعت الوكالة للإمساك براشد في تونس في عام 1986 وفي السودان في عام 1988. ولكن لم يتم ذلك. وبالنسبة إلى إلقاء القبض على أبي إبراهيم، أفاد تقرير مصدر مطلع في عام 1990 أن أبا إبراهيم كان يعيش في منطقة المنصور داخل بغداد بعلم ودعم الاستخبارات العراقية، وكان يعيش في مكان قريب من مقر جهاز الاستخبارات. ولكن، كانت أي خطة لاختطاف أبي إبراهيم في بغداد يكتنفها الكثير من المخاطر، فلديه الكثير والكثير من الأصدقاء داخل النظام الحاكم كان يقدمون له الحماية. ويقول مسؤولون استخباراتيون سابقون إن أبا إبراهيم، وهو سني متدين، كان على علاقة قوية بجهاز الاستخبارات، حيث كان يعلم ضباط الجهاز على مدى أعوام في الوقت الذي كان يعمل على تنفيذ هجمات إرهابية ضد سورية وإيران. وكان تنظيم «15 مايو» التابع لأبي إبراهيم يحصل على «أموال دعم» شهرية حتى عام 1995، وربما لأعوام تلت، حسب ما تفيد به وثائق عسكرية أميركية نُشرت أخيرا تعتمد على سجلات استخباراتية عراقية تم الحصول عليها. وفي الوقت الذي كان فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي يتربص بأبي إبراهيم، تمكن عملاء المكتب في النهاية من إلقاء القبض على راشد في عام 1998 بعد أن أُطلق سراحه من سجن يوناني.

واعترف الأردني في ديسمبر (كانون الأول) 2002 بمشاركته في التفجير الذي وقع عام 1982 في طائرة «بان أميركان». كما أعطى مسؤولي الاستخبارات نظرة أكثر تعمقا في ماضي أبو إبراهيم. وبعد أقل من أربعة أشهر من اعتراف راشد، قامت قوات التحالف بغزو العراق. وسرعان ما أخذوا يطلبون أعضاء نظام صدام حسين، الذين وُضعوا على ما أطلق عليه «القائمة السوداء». ولكن، لم تكن القائمة كاملة، فلم يُدرَج أبو إبراهيم فيها. ولكن لم يكن قد نسيه من كان يسعى لإلقاء القبض عليه أو أجهض بعضا من عمليات خلال الثمانينات. ويقول مسؤول بارز سابق كان يعمل لدى وكالة الاستخبارات المركزية كخبير في المتفجرات وظل في العراق بعد الغزو: «كان الجيش ينتهي مما لديه من كروت. لم يتوفر فيه الحد الأدنى من المواصفات. ضغطنا كثيرا، ولكن لم يتغير شيء. كان خارج قائمة الأولويات وتمكن من الإفلات».

ويقول مسؤول وكالة الاستخبارات المركزية السابق، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه لأنه ما زال يعمل في منطقة الشرق الأوسط، إنه ضغط كثيرا ولكنه لم يحصل على مساعدة من الجيش. وتمكن من الحصول على رسم لأبي إبراهيم. وفي عام 2008 ذهب مسؤول وكالة الاستخبارات إلى بعقوبة، وهي منطقة تقع على بعد قرابة 35 ميلا (56 كيلومترا) شمال غرب بغداد، حيث علم أن أبا إبراهيم كان قد انتقل إلى هذا المكان قبل الغزو. وتعرف سكان المنطقة على الرجل الموجود في الصورة، ولكن لم يكن أبو إبراهيم هناك. كان قد انتقل إلى الموصل شمال العراق، وفي ما يبدو فإنه اختفى من جديد. لكن في عام 2004 قام الجيش بغارة على مصنع لصناعة القنابل في الموصل وعثر على آثار لأبي إبراهيم وأدواته، مما يدل على أنه أو بعض من تلاميذه كانوا يدعمون حركة التمرد. ويقول روبرت غرينير، الذي كان يعمل كمندوب لوكالة الاستخبارات المركزية في البيت الأبيض المسؤول عن العراق قبل غزو البلاد في مارس (آذار) 2003 خلال الثماني عشر شهرا الأولى في جهود مكافحة التمرد: «علمنا أنه لم ترد تقارير عن أبي إبراهيم من قبل. دائما ما كنت أتساءل ما إذا كان له يد في أعمال التمرد أو يساعد على تدريب أشخاص يشاركون في حركة التمرد، ولكن بعيدا عن التخمينات، أنا غير متأكد ما إذا كان هناك ما يثبت ذلك». ويقول مسؤول في مجال مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات الفيدرالي، شريطة عدم ذكر اسمه لأن التحقيقات ما زالت قائمة، إن أبا إبراهيم لم يكن دون معمل في العراق. ويضيف: «هناك ما يدفع إلى الاعتقاد أن خبراته لها علاقة بأعمال التمرد. ليس هناك ما يبرر القول إنه غيّر طبيعة عمله».

ومن ثم يطفو تساؤل: أين أبو إبراهيم اليوم؟ يعتقد مسؤولون سابقون كانوا يعلمون لدى وكالة الاستخبارات المركزية ومسؤولون فيدراليون مسؤولون عن تطبيق القانون، أن أبا إبراهيم هرب إلى سورية. ويحتمل أن يكون في صحبته أبناؤه وبنته وزوجته سلمى. ومع أن مكتب التحقيقات رفض مناقشة الجهود الخاصة المبذولة للعثور على أبي إبراهيم، يقول المسؤول إن نافذة جلبه للعدالة تغلق. ومن المقرر أن يطلق سراح راشد ـ الذي وصفه المدعون في أوراق المحكمة بأنه «يقتل بدم بارد» ـ من سجنه في 2013، ويعني ذلك أنه سيغيب عن أي قضية ضد أبي إبراهيم الشاهد الرئيسي.