إسلام أباد تراجع الترتيبات الأمنية في المدن الكبرى

انتحاري المركز الديني الشيعي حصل على نصف مليون روبية

باكستانيات يبكين أقارب لهن أثناء مراسم تشييع ضحايا تفجير انتحاري قتل فيه 22 مدنيا في شاكوال أمس (رويترز)
TT

ترأس رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، أمس، اجتماعًا رفيع المستوى مع المسؤولين الأمنيين، وأعطى توجيهاته إلى الحكومات الإقليمية لتضييق خناق الإجراءات الأمنية في الأقاليم الخاضعة لإدارتها في وجه موجة الإرهاب الجديدة التي ضربت المناطق المدنية بباكستان. وتمت الدعوة لعقد اجتماع رفيع المستوى بين رؤساء وزراء الأقاليم ومسؤولي الأمن البارزين لمراجعة الترتيبات الأمنية للتصدي للتهديد الإرهابي متعاظم الأثر في المراكز المدنية الكبرى بالبلاد. وصرح مسؤول حكومي بارز لـ«الشرق الأوسط» بأن رئيس الوزراء الباكستاني جيلاني وجه المسؤولين الأمنيين إلى مراجعة التنسيق بين الشرطة الإقليمية وأجهزة الاستخبارات لتعزيز فرص ردع موجة الإرهاب الجديدة. جدير بالذكر أن المراكز المدنية الباكستانية شهدت خلال الشهر الماضي موجة جديدة من التفجيرات الانتحارية، وأشكال الإرهاب الأخرى، التي زادت من إدراك أن الفكر المسلح ينتشر في تلك المناطق من باكستان، والتي كانت آمنة طيلة السنوات السابقة. وأفاد مسؤول حكومي بارز أن الاجتماع حضره جميع قادة الشرطة ورؤساء وزراء الأقاليم، وراجع الاجتماع الترتيبات الأمنية التي تخضع لها المراكز المدنية بالبلاد، والموجود أغلبها في إقليمي البنجاب وسينده، أكبر وثاني أكبر الأقاليم في باكستان على التوالي.

ومن المعروف أن المراكز المدنية في إقليم البنجاب ـ أكبر أقاليم البلاد ـ كانت الأسوأ تأثرًا بموجة الإرهاب الجديدة. كما شهدت لاهور ـ العاصمة الإقليمية للبنجاب ـ هجومين مسلحين جريئين من نوعهما ضد فريق الكريكيت السيريلانكي، ومركز تدريب الشرطة خلال شهر مارس (آذار).

ودق هجومان انتحاريان على مركزين دينيين شيعيين في البنجاب ـ أحدهما في ديرا غازي خان، وهي مدينة صغيرة في المنطقة الجنوبية من البلاد، والآخر في شاكوال، مدينة صغيرة على بعد 100 كيلومتر جنوب إسلام آباد ـ نواقيس الخطر داخل الدوائر الحكومية الباكستانية. وفي السياق نفسه، تم إخطار الاجتماع الأمني المُنعقد بمنزل رئيس الوزراء، بأن شرطة ديرا غازي خان ألقت القبض على العقل المدبر للهجوم الانتحاري الذي وقع على المركز الديني الشيعي يوم 5 فبراير (شباط) بمدينة نائية. وقال وزير الداخلية رحمن مالك ـ الذي أطلع الاجتماع برئاسة جيلاني على هذه المعلومات ـ أن المتهم لديه اتصالات مع المنظمة الطائفية المحظورة، فضلاً عن أنه اعترف بوجود صلات بينه وبين زعيم طالبان بيت الله محسود. وقيل إن قاري إسماعيل ـ العقل المدبر للهجومين الانتحاريين في ديرا غازي خان وشاكوال ـ عضو بالجماعة الطائفية المحظورة. وأطلع وزير الداخلية الاجتماع أيضًا على أن جميع منفذي الهجمات الانتحارية الأخيرة من أصول باكستانية، وذلك حسبما أفادت التحقيقات الأولية التي أجرتها أجهزة الأمن الباكستانية. وأوضح أن المفجر الانتحاري لم يخضع إلى أي نوع من الإكراه لتنفيذ تلك الهجمات، وتابع: «لقد بيعوا بالمال».

وأشار إلى أن أسرة المفجر الانتحاري حصلت على 500.000 روبية مقابل تفجير نفسه، وتمنى الوزير تطهير البلاد من الإرهابيين.