السيناتور جون كيري يزور دارفور ويجري محادثات مع مسؤولين في الخرطوم

واشنطن تعتزم نهج سياسة جديدة تجاه النظام السوداني

TT

يزور السيناتور جون كيري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، إقليم دارفور المضطرب في غرب السودان، كما سيزور الخرطوم، حيث من المقرر أن يجري محادثات مع مسؤولين في الحكومة السودانية، في الوقت الذي لا يزال فيه سكوت غراشن، المبعوث الأميركي، يجوب المنطقة. ويرافق كيري بعض أعضاء لجنة الشؤون الخارجية، خلال هذه الزيارة غير المسبوقة والنادرة إلى إقليم دارفور.

وتعد زيارة كيري للخرطوم، أوضح إشارة إلى أن واشنطن ستعيد النظر في سياساتها تجاه الخرطوم، وأنها تتعامل مع الوضع دون اكتراث لقرار المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت أمراً بالقبض على الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير.

وكان من المفترض أن يقوم كيث أليسون عضو الكونغرس المسلم بزيارة إلى السودان خلال هذا الشهر، إلا أن هذه الزيارة أرجئت، وأفادت مصادر قريبة من كيري في الكونغرس أن السيناتور الديمقراطي سينقل صورة ما يجري على أرض الواقع إلى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، مشيرة إلى أن هذه الصورة لا تتقاطع، بل تتكامل، مع التقرير المتوقع أن يقدمه غراشن إلى الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، حيث يتوقع بعدها أن تبلور واشنطن استراتيجية جديدة باتجاه القضايا السودانية.

وفي اتصال مع مكتب كيري في الكونغرس لم يتم تحديد موعد وصوله إلى الخرطوم، وقالت مصادر لـ «الشرق الأوسط» «سيزور السيناتور الخرطوم ودارفور الأسبوع المقبل وسيمضي 4 أيام في المنطقة ويجري محادثات مع مسؤولين سودانيين». وهذه هي أول مرة يزور فيها أعضاء من الكونغرس السودان منذ عام 2007.

وكان غراشن زار أمس جوبا (عاصمة الجنوب) وسيعود إلى الخرطوم وسط تكهنات بأنه سيلتقي الرئيس السوداني عمر البشير. وكان غراشن قال في وقت سابق إن واشنطن تريد «صداقة وتعاون مع الحكومة السودانية» وقال إننا نمد يدنا للسودان.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش اعتمدت على سياسة الضغط على حكومة الخرطوم وأصدرت عدة قرارات لفرض عقوبات اقتصادية، كما أنها خضعت لتأثير من مجموعات مساندة لدارفور في أميركا وبعض الناشطين من الإقليم المضطرب، وعلى الرغم من ذلك ربطت إدارة بوش علاقات استخبارية مع حكومة الخرطوم، بيد أن تلك العلاقات بقيت في مستويات محدودة، وكانت الخارجية الأميركية في عهد الإدارة السابقة أطلقت إذاعة موجهة نحو دارفور، وأوكلت مهمة الإشراف على هذه الإذاعة إلى إذاعة «سوا»، وتزايد الاهتمام بهذه الإذاعة في ظل الإدارة الحالية. وكانت إدارة باراك أوباما تأمل أن تتراجع الخرطوم عن قرارها بطرد المنظمات الإنسانية من السودان، لكن يبدو أن هذه الطموحات تضاءلت بعد أن قال سكوت غراشن إنه ليس هناك احتمال ولو محدود لعودة 13 منظمة إنسانية إلى دارفور مرة أخرى. وتتهم الخرطوم هذه المنظمات بتقديم معلومات ضارة للمجتمع الدولي، وللمحكمة الجنائية الدولية.

وفي موضوع ذي صلة قالت الشرطة السودانية إن اثنين من موظفي الإغاثة، أحدهما كندي والآخر فرنسي، اختطفا الأسبوع الماضي، يوجدان في صحة جيدة، ولم يتعرضا لأذى. وكان كندي وفرنسية يعملان مع منظمة دولية للمساعدة الطبية اختطفا السبت الماضي في جنوب دارفور، بيد أنهما استطاعا في وقت لاحق الاتصال بزملائهما في البعثة الطبية، وقالت الفرنسية إنهما في حالة طيبة. وقالت مصادر سودانية إن الخاطفين يطالبون بمبلغ 200 مليون دولار فدية لإطلاق سراح المختطفين.