استطلاع: غالبية الأميركيين يدعمون الرئيس أوباما لمد جسور الصداقة مع المسلمين

نصفهم يقرون بعدم معرفتهم الجيدة بالإسلام

TT

كشف الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» بالاشتراك مع قناة «إيه بي سي»، أن غالبية الأميركيين يرون في تعهد الرئيس باراك أوباما «بالبحث عن سبيل لمد جسور التعاون» مع العالم الإسلامي، هدفا هاما على الرغم من تمسك ما يقرب من نصفهم بأفكار مغلوطة عن الإسلام، وقول عدد كبير منهم إن المتدينين يشجعون العنف ضد غير المسلمين.

وقد كشف التقرير عن الافتقار الواضح في معرفة ثاني أكبر ديانة في العالم، إذ أعرب ما يقرب من 55% من المشاركين عن أنهم لا يملكون فهما واضحا للتعاليم والمعتقدات الإسلامية، وقال غالبيتهم إنهم لا يعرفون مسلمين على الإطلاق. وعلى الرغم من ازدياد الوعي خلال الأعوام القادمة فإن الأفكار الراسخة في أذهان الأميركيين لم تتطور بعد. وقال 48 من المشاركين في الاستطلاع إنهم يحملون أفكارا سلبية عن الإسلام، وهي نتيجة تعد الأعلى بين الاستفتاءات التي أجريت منذ عام 2001، وقال ثلاثة من بين كل 10، أي نحو 29%، إن الغالبية العظمى من المسلمين يدافعون عن العنف ضد غير المسلمين، على الرغم من أن 58% من منهم قالوا إنه دين مسالم.

ويشكل المسلمون في الولايات المتحدة نسبة 1% بين السكان البالغين.

وقال غالبية الأميركيين الذين شاركوا في الاستطلاع، والذين يحملون وجهات نظر إيجابية أو سلبية عن الإسلام: «إن من المهم أن يسعى الرئيس لمحاولة تحسين علاقات الولايات المتحدة مع الدول الإسلامية». أما أولئك الذين يتبنون وجهات نظر أكثر إيجابية عن الإسلام فقد اعتبروا تلك الخطوات في غاية الأهمية. وخلال كلمته الرئاسية الأولى، بعث أوباما برسالة إلى قادة الدول الإسلامية غير الصديقة قال فيها: «إن الولايات المتحدة ستمد يدها إذا ما كانت لديكم رغبة في بسط أيديكم». وفي المجمل، فقد قال ثلثا المشاركين في الاقتراع إن أوباما الذي وصل أمس إلى العاصمة التركية أنقرة سيدير المهمة الدبلوماسية «بصورة صائبة»، فيما قال ما يقرب من الربع إنه قد «يتمادى في ذلك»، وأعرب 9% منهم عن أنه «لن يتوصل إلى الحل المعقول».

وقال ما يقرب من نصف الجمهوريين إن أوباما يميل إلى التجاوز في جهوده إلى تطوير العلاقات الأميركية، في الوقت الذي أعرب فيه غالبية الأميركيين والمستقلين عن اعتقادهم بأن أوباما سيسير في الطريق الصائب. ويميل الجمهوريون أكثر من غيرهم إلى تبني أفكار سلبية عن الإسلام، إذ يحمل 6 من بين كل 10 منهم أفكارا سلبية عن الإسلام مقارنة بـ4 من بين كل 10 في صفوف الديمقراطيين. ويحمل 65% من الجمهوريين المحافظين وجهات نظر سلبية عن المسلمين، على العكس من الديمقراطيين الليبراليين الذين يحملون أفكارا إيجابية عن الإسلام.

وتَبدّى هذا الاختلاف بوضوح بين الحزبين أيضا خلال السؤال عما إذا كانت الغالبية العظمى من المسلمين يشجعون العنف ضد غير المسلمين، حيث كان المؤيدون لتشجيع العنف من المسلمين لغير المسلمين من الجمهوريين ضعف نظرائهم من الديمقراطيين، ويرى نصف الجمهوريين المحافظين أن الإسلام الوسطي مشجع للعنف.

كانت الاعتقادات بأن الإسلام دين مسالم عالية بين الأميركيين غير المتدينين، حيث يعتقد ما يزيد على ثلثيهم ذلك. ويرى 60% من الكاثوليك أن الإسلام دين سلام، بينما يرى 55% من البروتستانت ذلك، لكن هذه النسبة تنخفض إلى 48% بين البروتستانت الإنجيليين البيض.

وكانت الآراء السلبية بشأن الإسلام في استطلاعات الرأي السابقة مثيرة للشكوك، فـ53% من أولئك الذين ادعوا معرفتهم ببعض التعاليم الإسلامية يرون في الإسلام دينا جيدا مقارنة بـ31% لأولئك الذين قالوا إنهم لم يطلعوا عليه.

* «خدمة واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الاوسط»