مجلس الأمن يفشل في الرد على كوريا الشمالية وواشنطن تتطلع إلى قرار إدانة غير ملزم

هيئة أركان الجيش الروسي: كوريا لم تضع قمرا في المدار

TT

فشل مجلس الأمن بعد مشاورات طويلة استغرقت ثلاث ساعات في الرد على كوريا الشمالية بعد إطلاقها صاروخا بعيد المدى، ونظرا للانقسام في مواقف الدول الأعضاء في المجلس، أخفق المجلس في الوصول إلى اتفاق لإدانة بيونغ يانغ، وانتهت مشاورات المجلس المغلقة ببيان مقتضب أدلى به رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر سفير المكسيك كلاود هيلر قائلا: «إن المجلس بحث الوضع الخطير الناجم عن عملية الإطلاق من قبل كوريا الشمالية، وإن الأعضاء تبادلوا وجهات النظر حيال المسألة». وتابع هيلر يقول: «إن أعضاء المجلس قد اتفقوا على الاستمرار في المشاورات حيال الرد المناسب من المجلس استنادا لمسؤولياته».

وكانت الولايات المتحدة وبالاشتراك مع بريطانيا وفرنسا واليابان تدفع باتجاه إصدار قرار يندد بقوة بالخطوة التي أقدمت عليها كوريا الشمالية. وأفادت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس قائلة: «إن إطلاق الصاروخ يعتبر انتهاكا واضحا لقرار مجلس الأمن 1718، ومن وجهة نظرنا فإن هذا الأمر يستوجب ردا واضحا وقويا من مجلس الأمن». وهي بذلك تشير إلى القرار الذي يحظر على كوريا الشمالية إنتاج وتطوير الصواريخ بعيدة المدى. وذكرت مصادر المجلس أن الصين عارضت بقوة أي إجراء أو حتى بيان يدين كوريا الشمالية، وكان السفير الصيني غانغ جيزوي قد دعا إلى التحلي بضبط النفس، وقال: «نحن الآن نمر في مرحلة بالغة الحساسية، وموقفنا هو أن على جميع الدول المعنية التحلي بضبط النفس والامتناع عن أي عمل من شأنه زيادة التوتر». وعبرت كل من الصين وروسيا وليبيا وأوغندا وفيتنام عن اعتقادها بأن أي إجراء من مجلس الأمن قد يعكر سير المحادثات السداسية «التي تضم أميركا وروسيا والصين واليابان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية». ولم يخف سفير الصين معارضته لأي قرار من شأنه أن يدين كوريا الشمالية، وتمسك بالمحادثات السداسية واعتبرها الطريق البناء الوحيد لمعالجة الأزمة مع كوريا الشمالية. وعلى الرغم من الإخفاق الذي عبر عنه مجلس الأمن، فإن السفيرة الأميركية سوزان رايس قالت «إنها ستواصل المشاورات مع بقية أعضاء المجلس وحلفائها والدول المعنية خارج المجلس بهدف الاتفاق على موقف موحد». وأضافت: «أن الرد المناسب لهذا الوضع الخطير هو قرار من مجلس الأمن».

وصرحت مصادر غربية من مجلس الأمن أن الولايات المتحدة وحلفاءها في المجلس يتطلعون إلى قرار غير ملزم يندد بعملية إطلاق الصاروخ ويؤكد على العقوبات الواردة في قرارات مجلس الأمن، خاصة القرار 1718.

وتفيد المصادر نفسها أن الصين وروسيا تعارضان بشدة أي قرار جديد ينطوي على فرض عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية. ولم تحدد واشنطن موعدا للمشاورات القادمة ولا موعدا لعودة مجلس الأمن لبحث القضية من جديد. وكانت هيئة أركان الجيش الروسي أعلنت أن كوريا الشمالية لم تضع قمرا اصطناعيا في المدار خلافا لتأكيدات بيونغ يانغ إثر إطلاق الصاروخ. وقال مصدر رفيع المستوى في هيئة الأركان الروسية لوكالة «إنترفاكس» للأنباء: »نظامنا لمراقبة الفضاء لم يرصد وضع قمر كوري شمالي في المدار. ومعلوماتنا تفيد أنه غير موجود بكل بساطة».

كما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه سيلتقي مجددا نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في مايو (أيار) في واشنطن، وذلك في مقابلة نشرت أمس. وقال لافروف لصحيفة «روسيسكايا غازيتا»: «توافقنا على أن أتوجه في مايو (أيار) إلى واشنطن، حيث سأبحث مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التقدم الذي أحرزه إعداد الوثائق من أجل لقاء موسكو»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.