بوتين يطرح أمام مجلس الدوما لأول مرة خطة حكومته للخروج من الأزمة

الشيوعيون يطالبون بإقالة وزيري المالية والدفاع

TT

لأول مرة، وبموجب التعديلات الدستورية الأخيرة، التي تلزم رئيس الحكومة بالتقدم بتقرير دوري حول عمل حكومته أمام مجلس الدوما، مرة كل ثلاثة أشهر، قدم فلاديمير بوتين، أمس، عرضا لحقيقة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للدولة الروسية، وتفاصيل خطة حكومته للخروج من الأزمة الراهنة. في تقريره الذي استغرق في تلاوته ما يزيد عن الساعة، أعلن بوتين، أن حكومته استطاعت تجاوز الأسوأ، وإن أشار إلى أن العام الحالي سيكون الأصعب. قال إن روسيا كانت مدعوة للخروج من تداعيات الأزمتين الداخلية، التي تمثلت في هروب الأموال والاستثمارات الأجنبية، إلى جانب الخارجية بكل نتائجها السلبية. وأشار بوتين، إلى تراجع خطر انهيار النظام المصرفي، فيما طالب النواب بعدم مهاجمة المصرفيين، وإن اعترف بموافقته على تسميتهم بـ«القطط السمان». وإذ أشار إلى أن نسبة التضخم يمكن تخفيضها من 13 في المائة حتى 8 في المائة في عام 2011، قال إن روسيا حققت، وعلى الرغم من حدة الأزمة في نهاية العام الماضي، نسبة نمو في القطاع الزراعي تقدر بما يزيد عن 10 في المائة، والاستثمارات بمقدار 9.8 في المائة، فيما بلغت نسبة زيادة المرتبات بمقدار 10.3 في المائة، وإن اقتصرت نسبة النمو في القطاع الصناعي على 2.1 في المائة. وأعرب بوتين، عن ارتياحه لارتفاع نسبة المواليد في روسيا، ولأول مرة منذ مطلع التسعينيات بمقدار 1.717 مليون نسمة، بعد أن كانت روسيا تشكو وعلى مدى ما يقرب من 15 عاما من أخطار انقراض القومية الروسية. وأوجز بوتين سلسلة الإجراءات التي قال إنها ستسهم إلى حد كبير في تجاوز الأزمة، على الرغم من انخفاض الدخل القومي بمقدار أربعة تريليونات و 213.5 مليار روبل، بالمقارنة مع الأرقام التي سبق وأقرتها الحكومة الروسية. وأشار إلى زيادة عجز الميزانية، الذي قال إنه يقترب من ثلاثة مليارات روبل. غير أن غينادي زيوغانوف، الشيوعي، وعلى الرغم من اعترافه ببعض إنجازات الحكومة لدى مواجهة الأزمة، شن هجوما شديد الوطأة ضد سياسات وزير المالية الكسي كودرين، مطالبا بإقالته متهما إياه بالمغالاة في ضخ الموارد المالية لدعم القطاع المصرفي والبنوك الأجنبية. وأشار إلى الكثير من أوجه القصور التي يواجهها المواطن الروسي، بسبب اعتماده على واردات المواد الغذائية من الخارج بنسبة 50 في المائة، ومن المواد الصناعية بنسبة 80 في المائة، ومن الأدوية بنسبة تقترب من 70 في المائة. وطالب زيوغانوف، بالمزيد من الاهتمام بقطاعات العلم والتعليم والصناعة والقضايا الاجتماعية. وإذ أشار إلى الأهمية القصوى للجيش، وضرورة البحث عن الكوادر القيادية المحترفة، انتقد زيوغانوف، اناتولي سيرديوكوف، وزير الدفاع، بسبب تاريخه غير العسكري، متهما إياه بالعجز عن تنفيذ مهمة إصلاح الجيش. وتقدم زعيم الشيوعيين الروس إلى الحكومة بخطة بديلة، قال إن حزبه أقرها لمساعدة الحكومة في مواجهة الأزمة المالية الراهنة. وكان النواب وزعماء الكتل البرلمانية الأربع ناقشوا ما تطرحه الحكومة الروسية من سبل لمواجهة الأزمة الراهنة، ليخلصوا إلى الاتفاق مع بوتين، الذي أشار في ختام حديثه، أن روسيا تملك كل القدرات اللازمة لتجاوز سلبيات الوضع الراهن، وأن الحكومة تسير بخطى ثابتة على طريق تنفيذ ما طرحته من برامج في مختلف المجالات.