حكومة إقليم كردستان تعلن توحيد وزارتي البيشمركة والداخلية.. ولكن من دون المالية

نيجيرفان بارزاني: مشاكل الاتحاد الوطني الداخلية الأخيرة وراء تأخر توحيد الوزارات

TT

أخيرا وبعد جهد جهيد وطول انتظار زاد على ثلاث سنوات، أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق على لسان رئيسها نيجيرفان بارزاني أمس رسميا، عن إعادة توحيد اثنتين من ثلاث وزارات ظلت محل خلاف وتفاوض بين الحزبين الرئيسيين الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني رئيس الإقليم، والاتحاد الوطني بزعامة الرئيس جلال طالباني منذ إعادة توحيد وزارات الحكومة الإقليمية في الخامس من يونيو (حزيران) 2006 والتي كانت قد انقسمت إلى إدارتين محليتين في كل من أربيل والسليمانية إثر الاقتتال الداخلي الذي اندلع بين الحزبين في منتصف عام 1994، بسبب تفاقم الخلاف بينهما على تقاسم الواردات والسلطات في الإقليم.

وقد جرى الإعلان عن إعادة دمج وزارتي شؤون قوات البيشمركة والداخلية أمام البرلمان الكردستاني الذي عقد جلسة خاصة لهذا الغرض، حيث تولى الشيخ جعفر مصطفى حقيبة وزارة شؤون البيشمركة وكريم سنجاري حقيبة الداخلية. لكن وزارة المالية التي شكلت بمفردها طوال السنوات الماضية العقبة الكأداء والعقدة العصية على الحل ظلت عالقة، بسبب غياب وزير المالية في إدارة أربيل سركيس آغا جان الذي يتلقى العلاج في الخارج حاليا.

وألقى نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم كلمة مطولة ألقاها في البرلمان علل فيها الأسباب التي حالت دون إعادة توحيد الوزارات الثلاث طيلة الفترة الماضية، موضحا أن المشاكل الداخلية التي عانى منها حزب الاتحاد الوطني أخيرا حالت دون الإعلان عن إعادة توحيد هذه الوزارات. وقال بارزاني في كلمته «غايتنا الأولى والأساسية هي مد جسور الثقة بين الأطراف المشاركة في الحكومة وبالذات الحزبين الرئيسيين الاتحاد والديمقراطي لأن الثقة فيما بيننا كانت قد زحزحت» وتابع يقول «الآن لا نشعر بأي تمييز حزبي بين وزراء حكومة الإقليم».

وفي ما يتعلق بعلاقات حكومته بالعالم الخارجي قال بارزاني «لقد سعينا بجد لإقامة علاقات طيبة مع جميع دول الجوار وقد تكللت مساعينا بالنجاح، وبالذات مع تركيا التي أصبحت علاقاتنا معها جيدة بعد أن كانت أنقرة تحشد نحو 100 ألف جندي على الحدود وتهدد باجتياح الإقليم، حتى أن الرئيس التركي كول وفي آخر لقائنا معه أكد لنا أن بلاده تتعامل مع الإقليم بموجب المضامين الواردة في الدستور العراقي» وأبدى رئيس حكومة الإقليم تفاؤله حيال ازدهار العلاقات الاقتصادية والتجارية مع كل من تركيا وإيران وقال إن حجم التبادل التجاري مع إيران قفز في العام الحالي إلى 1.6 مليار دولار وقد يصل إلى ملياري دولار لاحقا، أما مع تركيا فإن حجم التبادل التجاري بلغ 5 مليارات دولار، فيما يتراوح حجم الاستثمارات التركية في الإقليم بين 3ـ 4 مليارات دولار، وكذلك تعزز حجم الاستثمارات الأجنبية في الإقليم وقال «نحن نسعى الآن لإقامة سوق حرة في بلدة زاحو على الحدود مع تركيا».

وبخصوص المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد قال بارزاني «لكي ينعم العراق بالاستقرار والازدهار فإن المشاكل والقضايا العالقة بين الإقليم وبغداد، ينبغي أن تجد سبيلها إلى الحل مثل قضية كركوك وقانون النفط والغاز وطبيعة العلاقات بين بغداد وأربيل، وقد أكدنا في زيارتنا الأخيرة لبغداد على ضرورة حل قضايا الخلاف عبر الحوار، واتفقنا على إيقاف الحملات الإعلامية».

ووصف النائب آريز عبد الله رئيس لجنة العلاقات الخارجية والشؤون الثقافية في البرلمان عن كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، عملية إعادة دمج الوزارتين بأنها خطوة جيدة وإيجابية وستسهم في تحسين أداء الحكومة وتعزيز مستوى الخدمات وتوطيد الثقة بالحكومة وبمجمل العملية السياسية لدى سكان الإقليم. في ما يتعلق بأسباب عدم توحيد وزارة المالية حتى الآن قال عبد الله «وزارة المالية موحدة حاليا من الناحية العملية والفعلية ويتولى حقيبتها الشيخ بايز طالباني، لكن الإعلان تأخر بعض الشيء بسبب الوعكة الصحية التي ألمت بالوزير سركيس آغا جان الموجود حاليا خارج كردستان لتلقي العلاج وبمجرد عودته سيتم الإعلان عن توحيد هذه الوزارة أيضا». وفي تعليقه على ما ورد في كلمة رئيس الحكومة الذي عزا أسباب تأخر الإعلان عن توحيد الوزارات الثلاث إلى المشاكل الداخلية في الاتحاد الوطني الكردستاني الشريك الرئيسي في الحكومة، قال النائب عبد الله «أنا مندهش جدا من تلك التصريحات فمشاكل الاتحاد برزت خلال الشهرين الماضيين واستغرقت وقتا قصيرا، في حين أن مشكلة الوزارات قائمة منذ ثلاث سنوات، بمعنى أن العكس هو الصحيح، فالاتحاد الوطني كان مصرا جدا على إعادة توحيد الوزارات منذ إعادة توحيد الإدارتين».