الدوري مقيم في العراق.. وكان مصابا بحساسية من الألبان وعولج منها

قيادي بعثي لـ«الشرق الأوسط» : الحزب يعترف بأخطائه.. وصدام كان بشرا ويخطئ

عزة إبراهيم الدوري (أ.ف.ب)
TT

قال الكاتب العراقي صلاح المختار، القيادي في حزب البعث، تعليقا على ما جاء في بيان عزة الدوري، نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الصادر اول من امس بمناسبة ذكرى تأسيس حزب البعث، ان «الاخطاء مسؤولية جماعية في الحزب، ويتحملها الحزب، وهناك اخطاء فردية ما كانت معروفة في الدولة وفي الحزب، والمفروض ان يصير تحقيق موضوعي عن مسؤولية هذه الاخطاء».

وكان الدوري قد تطرق في بيانه إلى ما وصفه بـ«أخطاء وهفوات في مسيرة الخمسة والثلاثين عاما الأخيرة»، وقال، إنها «مردودة على من ارتكبها فهو وحده يتحمل مسؤولية ما ارتكب أمام البعث وشعبه العظيم، البعث براء من جميع الأخطاء والهفوات والانحرافات ومرتكبيها، سيدرس البعث تجربته بعمق وشمول، ويفرز الغث من السمين وسيميز الخبيث من الطيب، ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم».

وقال المختار الذي كان يشغل رئاسة تحرير صحيفة الجمهورية في العراق ويعمل دبلوماسيا قبيل غزو العراق في 2003، لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من العاصمة اليمنية صنعاء امس ان «الحزب مؤسسة تتحمل مسؤولية اخطائها، وتفتخر بإنجازاتها، ومسألة الاخطاء طبيعية ويجب ان تصحح ويعترف بها بروح نقدية من دون ان تلقى على عاتق شخص الا اذا كانت اخطاء فردية».

وفيما اذا كان الدوري يقصد في قوله «الاخطاء مردودة على من ارتكبها» صدام حسين، الذي كان يشغل منصب الأمين العام للقيادتين القومية والقطرية لحزب البعث، قال المختار، ان «الحزب ارتكب اخطاء، وصدام حسين بشر، وجل من لا يخطأ، وعندما نتحدث عن اخطائه (صدام حسين)، فيجب ان يأتي ذلك بعد تقويم موضوعي وموثق وليس بناء على اتهامات مثلما يحصل دائما، وما حصل من حملة تشويه و(شيطنة) طغت على الاخطاء الحقيقية، ويجب اجراء تحقيقات موضوعية حول هذه الاخطاء التي ارتكبت سواء من الحزب او الاشخاص».

وشدد المختار على اهمية ان «يتم اقرار الاخطاء في مؤتمر قطري انتخابي يجب ان يشارك فيه 300 عضو في الحزب حسب النظام الداخلي، فالمؤتمر القطري الانتخابي هو فقط ممن ينتقد ويرصد الاخطاء، وهو المخول بتقييم التجربة ولا يجب طرح هذه الاخطاء خارج الحزب»، مشيرا الى ان «الحزب (البعث) كان قد بدأ بالحديث عن الاخطاء التي ارتكبت في داخله بعد الغزو الاميركي في 2003 مباشرة، وبسبب التعتيم الاعلامي علينا لم يطلع الرأي العام على طروحاتنا تلك، وهناك (المنهاج الاستراتيجي والسياسي لبعث والمقاومة) الذي صدر في سبتمبر (ايلول) 2003 قد اشار الى هذه الاخطاء، كما ان هناك رسائل الرفيق عزة الدوري والتي تنشر منذ ثلاث سنوات وهي تتحدث ايضا في هذا الاتجاه، وان اهم تصحيح في مسيرة الحزب هو الدعوة الى عراق ائتلافي ديمقراطي يحكمه من يفوز في الانتخابات وليس من يملك الدبابات».

واعترف المختار بأن«اعضاء حزب البعث ليسوا بملائكة ولأنهم يعملون فهم يخطأون»، منوها الى ان «المؤتمر القطري الانتخابي، الذي تجري خلاله انتخابات قيادات الحزب وعضوية القيادة القطرية، يعقد كل اربع سنوات وان آخر مؤتمر قطري كان قد عقد في 2001».

واستبعد الكاتب البعثي «عقد مؤتمر قطري انتخابي للحزب خارج العراق، او عقده حاليا، فإذا تم عقده داخل العراق حاليا فسوف يستهدف اما بقصفه او باعتقال اعضائه، واذا عقد خارج العراق فإن مخابرات الدولة التي يعقد فوق اراضيها سوف تتدخل في اعماله، لذلك من المستحيل عقده حاليا في ظل الاحتلال الاميركي للعراق».

واكد المختار ان«عزة الدوري يتمتع بصحة جيدة وهو يعيش في العراق الى جانب بقية المجاهدين وان بياناته الصوتية التي تتضمن احداثا راهنة تؤكد بأنه على قيد الحياة»، مشيرا الى ان«ما كان يشاع عن اصابته بسرطان الدم مجرد كذبة فهو مصاب بحساسية من الألبان ومشتقاتها وقد عولج منها كما اخبرني شخصيا طبيب نمساوي كنت قد عولجت عنده عام 2005 وهو نفسه الذي كان قد عالج الدوري».

من جهته، قال بعثي سابق رافق صدام في احدى مراحل حياته في القاهرة عندما هرب من العراق اوائل الستينات من القرن الماضي«ان المقصود بمقترفي الهفوات والاخطاء هو صدام واقاربه». واشار البعثي السابق الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم نشر اسمه، إلى ان الدوري على الرغم من قربه من صدام ورغم أنه كان يعتبره المثل الاعلى ادرك اخطاءه في الخمسة والثلاثين عاما التي مرت على العراق وكان صدام حسين الشخصية الاساسية في الحكم. وقال البعثي السابق الذي اوضح انه ترك العمل في حزب البعث لأسباب مرضية بعد عودته من الدراسة في القاهرة ان صدام كان يرى ان «التفرد بإصدار القرارات جزء من نجاحه في الحكم وهو ما أخذه عليه العديد من البعثيين»، مؤكدا «ان الاخطاء والتفرد بالقرارات بدأت مع توليه السلطة في العراق بعد ازاحة احمد حسن البكر من الحكم».