باكستان: مقتل 3 إسلاميين في قصف صاروخي أميركي

الأمين العام للأمم المتحدة يدين جلد فتاة في باكستان

TT

أعلن مسؤولون أمنيون باكستانيون مقتل ثلاثة مقاتلين إسلاميين أمس في قصف صاروخي أميركي على المنطقة القبلية شمال غرب باكستان، حيث غالبا ما تستهدف طائرات أميركية دون طيار، أو وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) عناصر «القاعدة».

وأضاف المسؤولون أن الصاروخ الذي أطلقته طائرة أميركية دون طيار انفجر في غانجي خل قرب ونا، كبرى مدن منطقة جنوب وزيرستان، معقل بيعة الله محسود زعيم حركة طالبان الباكستانية، حليفة تنظيم أسامة بن لادن. وتنفرد وحدات في الجيش الأميركي المرابطة في أفغانستان المجاور أو وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) بحيازة طائرات دون طيار في المنطقة.

وصرح مسؤول أمني لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم كشف هويته أن «طائرات دون طيار حلقت فوق تلك المنطقة الجبلية التي ينتشر فيها عناصر (طالبان) الباكستانية عندما تعرضت لإطلاق النار». وأوضح أن «الطائرات ردت مستهدفة سيارة متوقفة قرب محل تجاري فقتلت ثلاثة أشخاص»، وأكد مسؤولان كبيران في الأمن الباكستاني أن القتلى الثلاثة من المقاتلين الإسلاميين، وأن أربعة من السكان والتجار جرحوا أيضا». وحصل القصف غداة زيارة قام بها الموفد الخاص الأميركي رتشارد هولبروك وقائد الأركان الأميركي الأميرال مايك مولن إلى باكستان.

وبالمناسبة أعربت الحكومة الباكستانية مجددا عن معارضتها «الحازمة» لتلك الغارات، لكن دون التوعد بإجراءات انتقامية ضد واشنطن. ومنذ أغسطس 2008 أطلقت الطائرات الأميركية دون طيار نحو أربعين صاروخا، أو سلسلة من الصواريخ على شمال غرب باكستان، فقتلت 360 شخصا معظمهم من المقاتلين الإسلاميين حسب باكستان التي تعرب عن الأسف لتلك الغارات التي تطال مدنيين أحيانا. وتحالفت إسلام أباد نهاية 2001 مع الولايات المتحدة في «حربها على الإرهاب».

وتعتبر واشنطن أكبر ممول لباكستان. وأوضح وزير الخارجية شاه محمود قريشي أول من أمس عقب محادثات مع هولبروك ومولن للصحافيين: «هناك اختلاف في وجهات النظر» حول تلك الهجمات، وأضاف: «من وجهة نظري إنها غارات تصب في مصلحة المتطرفين، إننا مختلفون على هذه النقطة». ويزداد الشعور المناهض المضاد للأميركيين بقوة في السنوات الأخيرة في جمهورية باكستان الإسلامية، القوة النووية العسكرية الوحيدة في العالم الإسلامي، حيث يتهم معظم الباكستانيين الولايات المتحدة بـ«بتصدير» الحرب على «طالبان» الأفغان و«القاعدة» إلى بلادهم. قتل شخصان في ما يشتبه أنه هجوم صاروخي أميركي في منطقة القبائل شمال غرب باكستان أمس، حسب ما صرح مسؤولون أمنيون. وصرح مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «صاروخا أطلق من طائرة بدون طيار أدى إلى مقتل شخصين»، مضيفا أن الصاروخ سقط على منطقة غانغي خيل القريبة من وانا البلدة الرئيسية في ولاية جنوب وزيرستان التي تتمتع بحكم ذاتي على الحدود مع أفغانستان. وتحدثت تقارير أولية عن وقوع انفجارين. وقال مسؤول أمني آخر أكد وقوع الهجوم والتقارير الأولية بوقوع قتيليــن، إنه من غير الواضــح ما إذا كان الهدف عربة أم منزلا. من جهة أخرى وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إقدام متشــددين من حركة طالبــان في باكستان على جلد فتاة بأنه أمر غير مقبــول وقال إنه يتحتـم احترام حقــوق الإنسان بصرف النظر عن الممارسات التقليــدية.

ودعا بان في حديثه مع الصحافيين أول من أمس الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أيضا إلى إلغاء قانون خاص بالأقلية الشيعية في بلاده يقول منتقدون إنه ينتهك حقوق النساء. وظهر تسجيل مصور في باكستان الأسبوع الماضي لجلد فتاة، 17 عاما، في وادي سوات حيث وافقت الحكومة الإقليمية في فبراير (شباط) على السماح للإسلاميين بتطبيق الشريعة الإسلامية هناك مقابل السلام. وأفادت تقارير بأن الفتاة كانت على علاقة برجل.

وفي أول تعليق له على القضية قال بان إنه لم يشاهد تسجيل الفيديو ولكنه قرأ تقارير. وأضاف «هذا أمر غير مقبول». بينما أقدر كل هذه الأنظمة والتقاليد المختلفة في العديد من الدول إلا أن احترام والحفاظ على الحقوق الإنسانية الأساسية هو الأهم. وأشاد بان بتصرف كبير القضاة في باكســتان الذي أعيد لمنصبــه في الآونة الأخيرة والذي أمــر بالتحقيق في قضية الجــلد. وقــال بان إن افتخار تشــودري اتخــذ القرار الصحيح. وتحول بان إلى أفغانســتان ليثـير قضيـة القانون الخاص بالأقليــة الشــيعية هنــاك والذي أثار احتجاجــا في الغرب. ويقول منتقدون إن القانون يبيح للزوج معاشرة زوجته بالإكراه ما دامت حالتها الصحية تسمح بذلك. وقال بان أحث الرئيس الأفغاني على إلغاء هذه القوانين التي تنتهك بشكل كبير الحقوق الأساسية للنساء. وقالت وزارة العدل الأفغانية يوم الاثنين إنه جرى تعليق القانون ويخضع للمراجعة. ويمثل الشيعة نحو 15 في المائة من سكان أفغانستان التي تقطنها أغلبية مسلمة.