مولدوفا تتهم رومانيا بتغذية «الانقلاب».. والرئيس يتهم المعارضين بالخيانة

الشرطة تستعيد السيطرة على مبنيي البرلمان والرئاسة بعد أن اقتحمه المتظاهرون

متظاهرون ضد الحكومة الشيوعية يرمون رجال الشرطة بالحجارة في شيسينو بمولدوفا (إ.ب.أ)
TT

أعلنت السلطات الرسمية في مولدوفا عن طرد السفير الروماني في كيشينيوف فيليب توديريسكو وفرض نظام تأشيرات الدخول على المواطنين الرومانيين، بعد أن اتهمت رومانيا بتأجيج أعمال الشغب التي اندلعت احتجاجاً على فوز الحزب الشيوعي بالانتخابات يوم الأحد الماضي. وأعلن الرئيس المولدوفي، فلاديمير فورونين، عن طرد من وصفهم بـ«ممولي» أعمال الشغب من مولدوفا واعتقال 118 من مدبري الأحداث الأخيرة. وقال إن الاحتجاجات العنيفة على فوز الحزب الشيوعي في الانتخابات تعد «محاولة انقلاب». وأضاف فورونين في خطاب أذاعه التلفزيون في إشارة إلى زعماء المعارضة: «بعد كل ما فعلوه في الساعات الأربع والعشرين لا يمكن وصفه إلا بأنه انقلاب». وقال إن زعماء المعارضة «سلكوا طريق العنف من أجل الوصول للسلطة»، وإن السلطات «ستدافع عن الدولة ضد قادة هذا المخطط».

وأضاف فورونين في حديث لوكالة نوفوستي الروسية، أن المعارضة المولدوفية «خانت مصالح الشعب، وحاولت دفع البلاد إلى أتون حرب أهلية». وقال: «رأى الشعب المولدوفي لأول مرة أن المعارضة خانته بشكل سافر، وحاولت إثارة حرب أهلية في مولدوفا». واعتبر أن الشعب المولدوفي تعرض في السابع من شهر أبريل (نيسان) الجاري إلى أكبر إهانة منذ «حصوله على استقلاله»، مشيراً بذلك إلى قيام المتظاهرين بإنزال العلم المولدوفي ورفع العلم الروماني بدلا عنه على بعض المقرات الحكومية. ورفضت رومانيا الاتهامات الموجهة لها، وقالت إنها لن تفرض أي قيود جديدة على سفر مواطني مولدوفا إليها. وقالت وزارة الخارجية الرومانية في بيان: «هذا الاتهام مثير للاستفزاز... ليس من المقبول أن تلقي القوة الشيوعية في كيشيناو مسؤولية المشاكل الداخلية في جمهورية مولدوفا على عاتق رومانيا». كما قالت رومانيا إن مولدوفا أغلقت نقاط العبور الحدودية معها أمس، ولا تسمح إلا بمرور مواطنيها المقيمين في بلدات رومانية قريبة من الحدود. وكانت فصائل المعارضة قد نظمت أحداث الشغب الأخيرة احتجاجاً على نتائج الانتخابات التي فاز فيها الحزب الشيوعي برئاسة فورونين بما يزيد على خمسين في المائة، ما يعني ضمناً أن الشيوعيين يحصلون في الدورة البرلمانية المقبلة على فرصة ترشيح ممثلهم لمنصب الرئاسة، حيث ينص الدستور المولدوفي على أحقية البرلمان في الانتخاب المباشر للرئيس. وقالت المعارضة إنها ستستمر بالتظاهر لحين تحديد موعد جديد للانتخابات. وفقد منظمو التظاهرة، ومنهم رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي فلاديمير فيلات، السيطرة على الجموع الغاضبة يوم أمس فتحرك حشد من 5 آلاف شخص حاملين الأعلام الرومانية، نحو مبنى البرلمان والقصر الجمهوري. وطالب عدد من المشاركين في التظاهرة بضم مولدوفيا إلى رومانيا، وهتفوا: «نحن رومانيون!» و«ليسقط الشيوعيون!». واقتحم المتظاهرون أمس مقريْ الرئاسة والبرلمان، إلا أن شرطة مكافحة الشغب المولدوفية استعادت السيطرة على المقرين في وقت مبكر من يوم أمس. وقام المتظاهرون بنهب مقر الرئاسة وأشعلوا النار في مبنى البرلمان. وقال مراسل لـ«رويترز» إنه لا يوجد ما يشير إلى وجود محتجين في المبنيين. وشوهد عشرات من شرطة مكافحة الشغب وهم يحرسون المبنيين.

وكانت لجنة مؤتمر الأمن والتعاون الأوروبي قد سجلت أن الانتخابات جرت بشكل سليم، فيما أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا عن أن العملية الانتخابية في مولدوفا لم تسجل أي انتهاكات وأنها جرت بشكل ديمقراطي. وأعلنت موسكو عن إدانتها لأحداث الشغب التي عصفت بالعاصمة المولدوفية كيشينيوف. وفي اتصال هاتفي جرى بين الرئيس ديمتري ميدفيديف ونظيره المولدوفي فلاديمير فورونين، دعا الرئيس الروسي إلى سرعة التوصل إلى تسوية سلمية، فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو تجاه تطورات الأحداث التي قالت إنها محاولة لتأجيج المشاعر واللعب على عواطف الشباب من جانب قوى خارجية وصفتها بقصر النظر وبأنها تستحق الإدانة.