«الشاباك» يهدد صيادي الأسماك في غزة.. لتجنيدهم

اعتبر أن دور العملاء كان حاسماً في تخفيف الخسائر خلال الحرب على القطاع

TT

كشفت مصادر أمنية فلسطينية مطلعة لـ «الشرق الأوسط» أن جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة «الشاباك» كثف في الآونة الأخيرة محاولاته لتجنيد أكبر عدد من الفلسطينيين في القطاع لصالحه. وقالت المصادر إن «الشاباك» بات مؤخراً يبدي اهتماماً لمحاولة تجنيد الصيادين الفلسطينيين الذين يبحرون في عرض البحر، حيث تعترض سفن سلاح البحرية الإسرائيلي قوارب الصيد وتقتاد الصيادين إلى مراكز عسكرية، يخضعون فيها إلى عمليات استجواب من قبل محققي «الشاباك»، الذين يحاولون إسقاط عدد منهم. وأكدت المصادر أن عدة حالات مسجلة تم فيها اقتياد الصيادين إلى مراكز عسكرية يتواجد فيها ضباط «الشاباك» الذين حاولوا استغلال ظروفهم في محاولة لإقناعهم بالتخابر معهم، بعد أن يوجه لهم أسئلة حول المقاومة ومحاولة الاستفسار عن تحركات قادتها وعناصرها. وقالت المصادر إن ضباط «الشاباك» هددوا الصيادين بمنعهم من الصيد في حال لم يستجيبوا لمطالبهم، مؤكدة أن جميع الصيادين الذين تم توقيفهم أكدوا أنهم رفضوا التعاون.

وقالت المصادر إن الأجهزة الأمنية في غزة تواصل الاتصال بالصيادين للتعرف على ما يقوم به «الشاباك»، مؤكدة أن الصيادين يتعاونون بالكامل مع رجال الأمن ويدلون بمعلومات كاملة حول جلسات الاستجواب التي يخضعهم إليها ضباط «الشاباك». ويأتي الكشف عن هذه المعلومات في الوقت الذي أقر فيه الجيش الإسرائيلي بالدور الكبير الذي لعبه العملاء في مساعدة القوات الإسرائيلية خلال الحرب على القطاع. فقد أكد الجنرال هيرتسيل ليفي قائد لواء المظليين في الجيش الإسرائيلي أن المعلومات التي نقلها العملاء للمخابرات والجيش الإسرائيلي خلال الحرب كان لها بالغ الأثر في منع تكبد الجيش خسائر كبيرة. وفي مقابلة أجرته معه القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي قال ليفي «لولا الدور الذي لعبه العملاء في مساعدتنا لوقعت خسائر فادحة ولما تمكنا من إنهاء الحرب بخسائر قليلة نسبياً، فلو سقط عدد كبير من الجنود لثارت ثائرة المجتمع الإسرائيلي ولما قبل بمواصلة الحرب»، على حد تعبيره. وأشار ليفي إلى أن الجيش الإسرائيلي شرع في شن الحرب على غزة ولديه الكثير من المعلومات الحساسة والمهمة عن إمكانيات المقاومة الفلسطينية، وبالتالي لم تكن هناك أمور مفاجئة خلال الحرب. وأضاف «تلقينا معلومات ووصفاً دقيقاً جداً، حيث أرشدنا العملاء إلى المنازل المفخخة بالمتفجرات، ومواقع العبوات الناسفة». واعتبر ليفي أن النجاح في الحرب على قطاع غزة كانت يتمثل في نجاح الاستخبارات. ونقلت التلفزيونية الثانية عن أحد كبار ضباط «الشاباك» قوله «لقد تعاظمت أهمية العملاء في غزة بالنسبة لنا بعد فك الارتباط منها عام 2005، إنهم ببساطة يشكلون عيوناً وآذاناً لإسرائيل، تجنيدهم يتم بإغراءات مالية زهيدة أو بمساومتهم بالعلاج الطبي أو تأشيرات السفر».

من ناحيتها كشفت المقاومة الفلسطينية النقاب مؤخراً عن أنها حققت نجاحاً أمنياً كبيراً إبان الحرب الأخيرة على القطاع من خلال اختراق المخابرات الإسرائيلية عبر تجنيد عملاء مزدوجين. ونقل موقع فلسطيني يعنى بالقضايا الأمنية عن مسؤول في إحدى حركات المقاومة قوله إن المقاومة قامت بتجنيد فلسطينيين خلال الحرب على قطاع غزة سبق للمخابرات الإسرائيلية أن جندتهم لصالحها، حيث إنهم بعد أن أدلوا باعترافاتهم وافقوا على التعاون مع المقاومة.