المستوطنون يبدأون عيد الفصح بأعمال انتقامية ضد فلسطينيين في الخليل

السلطة تطلب حماية دولية وحماس والجهاد تطالبان بإطلاق يد المقاومة في الضفة

جنود اسرائيليون يحمون مجموعة من المستوطنين تقذف بالحجارة اهالي بلدة صفا شمال مدينة الخليل، امس (رويترز)
TT

استهل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون المتطرفون، بداية عيد الفصح أمس، بمهاجمة فلسطينيين في الخليل والقدس، وإصابة العشرات منهم، بالرصاص الحي، والاختناق بالغاز، والضرب.

وبدأ المستوطنون يومهم، بهجوم انتقامي شنه العشرات من مستوطنة «بات عاين» على أهالي قرية صافا القريبة، جنوب الضفة الغربية، بعد أن أدوا صلاة العيد، المعروفة بصلاة بركة الشمس، على تلة قريبة من القرية.

وأكدت مصادر طبية أن 11 فلسطينيا أصيبوا بالرصاص الحي، أحدهم في حالة الخطر في الصدر، و5 آخرين بالرصاص المطاطي، فيما تعرض 22 من أهل القرية لحالات اختناق شديد.

وفي القدس أصيب عدد آخر من الفلسطينيين في البلدة القديمة بعد تعرضهم لاعتداءات من متطرفين يهود كانوا في طريقهم إلى حائط البراق أو ما يسمونه بحائط المبكى، بمناسبة عيد الفصح العبري الذي يستمر 8 أيام.

وبينما طالب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، بحماية دولية للفلسطينيين، حمّلت حركة حماس السلطة الفلسطينية في رام الله مسؤولية مباشرة عن اعتداءات المستوطنين بسبب «التنسيق الأمني» مع إسرائيل، وطالبت بوقف هذا التنسيق، ودعت حركة الجهاد الإسلامي إلى إطلاق يد المقاومة في الضفة للدفاع عن أهلها في وجه عربدة المستوطنين المتزايدة.

وقال شاهد عيان من أهالي قرية صافا لـ«الشرق الأوسط»، إن المستوطنين المسلحين أدوا صلاتهم على تلة مشرفة على القرية في نحو الساعة السادسة صباحا، ثم أقاموا حلقات الرقص والغناء وأطلقوا شعارات عنصرية ضد الفلسطينيين قبل أن يهاجموا القرية.

وقدر أهالي صافا عدد المستوطنين بأكثر من 40، وقال بعضهم لـ«الشرق الأوسط»: «اقتربوا من منازلنا وأطلقوا النار علينا، وكلما أصابوا شابا بالرصاص عادوا للرقص من جديد». واضطُر أهالي القرية إلى مواجهة المستوطنين وجها لوجه، وأطلقت مكبرات الصوت في مساجد مدينتي بيت أمر و صوريف القريبتين، نداءات للفلسطينيين بالتوجه إلى القرية والدفاع عن أهلها. واتهم أهالي صافا الجيش الإسرائيلي بتقديم المساعدة للمستوطنين بعد ساعتين من المواجهات معهم، وقال سميح (33 عاما) لـ«الشرق الأوسط»: «اقتحم الجيش القرية بعد ساعتين من المواجهات، وأطلق النار علينا وفتح لهم (المستوطنين) طرقا ليتقدموا أكثر». ويأتي اعتداء مستوطني بات عاين بعد أيام من عملية نفذها فلسطيني في ذات المستوطنة، وانتهت بقتل مستوطن، والده المتطرف المعروف حاييم ناتيف أحد نشطاء منظمة «أمناء جبل الهيكل»، وإصابة آخر.

وكانت أجهزة الأمن الإسرائيلية قد حذرت سابقا من احتمال قيام المستوطنين بشن هجوم على الفلسطينيين. ونُقل عن مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عقب مقتل المستوطن يوم الخميس الماضي، قولها إن هناك مخاوف تشير إلى احتمال قيام عناصر اليمين المتطرف بتنفيذ عمليات انتقامية ضد فلسطينيين حسب تجارب سابقة.

من جهتها قالت مصادر إسرائيلية إنه لا يزال غير واضح إذا كان مصدر إطلاق النار في صافا من المستوطنين أو الجيش.

وحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإن المستوطنين وصلوا إلى تله مجاورة لخربة صافا لأداء صلاة «بركة الشمس» بعد حصولهم على إذن مسبق من الجيش، لكنهم دخلوا القرية دون إذن وعاثوا فيها فسادا.

وعقّب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض خلال زيارته لجمعية إنعاش الأسرة في رام الله، على الهجوم على صافا، بقوله: «إن وجود المستوطنين على أراضينا المحتلة هو أساس غير قانوني ويقترن بأعمال إرهابية تجاه أبناء شعبنا، ونحن بحاجة إلى حماية دولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وفي قطاع غزة».

وتوالت ردود الأفعال على العدوان فقالت حماس: «إن العدوان ما كان ليحدث لولا تكبيل أيادي المقاومة في الضفة، واستمرار التنسيق الأمني، وسحب سلاح المقاومة». واعتبر فوزي برهوم، الناطق باسم الحركة، أن مسؤولي السلطة «هم السبب الرئيسي في استشراس المغتصبين، وجنود الاحتلال، بالتزامهم بالاتفاقيات الأمنية الموقعة بينهم وبين الاحتلال»، معتبرا الرد «بإطلاق العنان ليد المقاومة».

من جهتها أكدت الجهاد الإسلامي أن السبيل الوحيد لمواجهة المستوطنين هو التصدي لهم، وإطلاق يد المقاومة وتشكيل المجموعات لحماية القرى والمدن. ودعت إلى مسيرات «غضب» في الأراضي الفلسطينية.

أما كتائب القسام الجناح العسكري لحماس فقد اعتبرت «ما يجري في القدس بداية الانفجار». وقال أبو عبيدة الناطق باسم القسام إن «هذه العمليات ستستمر وستتصاعد مع تصاعد وتيرة الإرهاب الإسرائيلي وتهويد القدس الذي دخل في مراحل خطرة وغير مسبوقة، وكذلك تصاعد عمليات طرد وتهجير المقدسيين».