المغرب: الإنابة القضائية البلجيكية تقرر عدم متابعة بلعيرج بتهمة اغتيال 6 أشخاص

نفى أن يكون عميل استخبارات بلجيكا.. وقال إنه عاش بها 40 عاما مثل صعلوك

TT

خلصت نتائج الإنابة القضائية البلجيكية، التي ينظر فيها القضاء المغربي، إلى عدم متابعة عبد القادر بلعيرج، الزعيم المفترض لخلية بالمغرب يشتبه في تورطها بالإرهاب، والمشكلة من 35 متابعا، بتهمة اغتيال ستة أشخاص فوق التراب البلجيكي، وذلك لعدم وجود دليل على اتهامه.

وقال عبد القادر بلعيرج، أمام هيئة المحكمة المغربية، إنه لم يسبق له أن التقى الطبيب جوزيف ويبران، لكنه سمع باسمه أثناء توجيه التهمة له، مؤكدا أنه زار مستشفى «إيرازم» ببروكسل عام 2004، حيث كان يرقد والده المصاب بمرض السرطان، ولم يصرح قط أمام قاضي التحقيق أنه اغتال ويبران، أو أي شخص آخر. مضيفا أنه استحسن عمل قاضي التحقيق البلجيكي الذي وضع عليه أسئلة تصب في صميم البحث القضائي، على حد تعبيره، وأجاب عنها بلعيرج بكل حرية، اتضح من خلالها انه لم يقترف أي جريمة من الجرائم التي نسبتها له السلطات المغربية، لغياب دليل أو حتى شبهة. ونفى بلعيرج أن يكون اشتغل لحساب الاستخبارات البلجيكية، وقدم معلومات لاستخبارات دول أوروبية أخرى لصد هجمات مفترضة لتنظيم القاعدة، سواء بهولندا، وبلجيكا، وبريطانيا. وقال: «لم أكن عميلا لأي أحد، ومن نسب إلي ذلك، أراد أن يصفي حساباته معي بطريقته الخاصة».

ونفى بلعيرج أن يكون قد التقى من قبل بجميع المتابعين معه في هذا الملف، مؤكدا أن حميد نجيبي، رئيس شبيبة الحزب الاشتراكي الموحد المغربي، ذي المرجعية الماركسية، المتابع معه في الملف، ظلم ظلما شديدا، كونه شقيق محمد نجيبي أحد أصهار أبناء عمومته، مثله مثل محمد الشعباوي، ضابط الأمن، والصحافي عبد الحفيظ السريتي، وغيرهم. مضيفا أنه تعرف على محمد المراوني، أمين عام حزب «الحركة من أجل الأمة» ببروكسل في عقد الثمانينات، حينما كان يدرس هناك، وطالع الصحف والمجالات التي كان يكتب فيها المصطفى معتصم، أمين عام حزب البديل الحضاري المحلول، فيما عرف البعض بحكم الجوار في السكن. ولم يذكر ما دار في لقاء جمعهم في منزل بمدينة طنجة (شمال المغرب).

وقال بلعيرج: هل الاطلاع في الانترنت مثلا على خطاب عبد الإله بن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي المعارض، ذي المرجعية الإسلامية، أو حضور محاضرة له بالرباط، يدخل في باب الاتهام.

وتردد بلعيرج في الجواب عن سؤال وضعه المدعي العام، بخصوص سفره إلى أفغانستان، وسورية، وإيران، ولبنان، والجزائر والسعودية. وقال بهذا الخصوص «إنني حرٌّ في التنقل، وهذا يدخل تحت طائلة الحرية الشخصية، وهو إشكال فلسفي، وليس أمنيا، فهناك من يضع بلدانا في خانة اللون الأحمر، وهناك من يضعها في خانة الأسود، وفيما بعد تتغير المواقع». وأضاف، «ألم تذكروا جيدا أن الذين كانوا يقاتلون جيش الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، كانوا ينعتون من قبل أميركا والعرب، وباقي المسلمين بالمجاهدين، لكن حينما غادر السوفيات أفغانستان، وتربع آل بوش على كرسي الإدارة الأميركية، أضحى من كان مجاهدا من وجهة نظر الإدارة السابقة، إرهابيا، فمن نصدق؟».

وبشأن مداركه في علوم الدين، نفى بلعيرج أن يكون قد تلقى تكوينا في هذا المجال. مشيرا إلى أنه حاصل على دبلوم في الكهرباء الصناعية، عام 1980، حيث اشتغل في شركة الصلب والحديد ببروكسل، وتعلم بعض أمور الدين بشكل عصامي، مؤكدا أن الدين الإسلامي هو الحياة، وليس فقط الشعائر التي يؤديها المؤمن.

ونفى بلعيرج أن يكون قد انتمى إلى جماعة دينية متطرفة أو معتدلة، مقرا أنه ذو مرجعية إسلامية، كما فطر عليها من قبل أبويه. مشيرا إلى انه ينتمي إلى تيار فكري له رؤية خاصة للعالم، ونظرة حضارية للكون تلمس جوهره، وليس شكله. وقال بلعيرج للقاضي: «إنني أنتمي إلى أكبر حزب بالمغرب، وهو حزب اللامنتمين سياسيا، حزب الصامتين».

وبالمقابل من ذلك، أكد بلعيرج أنه سبق له أن ذهب مع صديقه الايطالي، إلى نادي الرماية ببروكسل، مرة واحدة، وجرب التصويب، وهو شيء طبيعي في دولة ديمقراطية، على حد قوله. نافيا أن يكون قد تدرب على استعمال الأسلحة.

وأكد بلعيرج أنه كان يعيش حياته طولا وعرضا، ببلجيكا لمدة 40 عاما، شبيهة بحياة الصعاليك، حيث اشتغل في التجارة الحرة، مثل شراء ملابس وإعادة بيعها، وتسلم من شقيقه صلاح أموالا، كونه كان رجل مال وأعمال، واقترض مصاريف أخرى، من المتهم عبد اللطيف بختي المدان في بلجيكا بتهمة سرقة أموال شركة برينكس. مؤكداً أنه التقاه مرتين في المغرب، وعرف قصة السرقة من خلال وسائل الإعلام، ولم يستعملها لتبييضها في التخطيط لأعمال إرهابية. وقال بلعيرج «إن رجلا من الاستخبارات الخارجية، التمس من بختي تغيير هويته، ومنحه بطاقة جديدة مقابل حصوله على ألف يورو، وحينما رفض زج به في هذا الملف». مشيرا إلى أنه لا يريد الإدلاء باسم المعني بالأمر، معتبرا أن ملف النازلة، هو تصفية حسابات بين أشخاص ما يشتغلون لحساب الاستخبارات.

وتشبث بلعيرج بأقواله، حينما رفض أن توصف تصريحاته بالمتناقضة من قبل المدعي العام، إذ طلب منه أن يفتح تحقيقا حول تعرضه لمختلف أصناف التعذيب، التي ذاق مرارتها مدة شهرين ونصف الشهر، حيث روى قصتها أمام هيئة المحكمة.