بحارة أميركيون يستعيدون سفينتهم من قراصنة صوماليين بعد 24 ساعة من اختطافهم

القراصنة يحتفظون بالقبطان رهينة

الأميركية أندريا فيليبس تعرض صورة لزوجها قبطان السفينة التي اختطفت أول من أمس في الصومال (أ.ب)
TT

بعد 24 ساعة من اختطاف القراصنة الصوماليين لسفينة ترفع علما أميركيا وعلى متنها طاقم بحارة أميركيين قالت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون إن طاقم السفينة الدنماركية المختطفة قبالة السواحل الصومالية في المحيط الهندي تمكنوا من السيطرة عليها من جديد، وان ثلاثة من القراصنة الصوماليين الذين اختطفوها قفزوا نحو البحر، فيما قام طاقم السفينة الذي يتكون من 20 أميركيا باعتقال أحد القراصنة. وقال البنتاغون أيضا في توضيحات للمراسلين في واشنطن «معلوماتنا تفيد أن الطاقم استعاد زمام المبادرة وسيطر على السفينة، وأنها تبتعد الآن من المنطقة التي اختطفت منها، وتمكنوا من ربط اتصال مع الطاقم، كما أن الطاقم ربط اتصالا مع رئاسة الشركة التي تتبع لها السفينة».

وأفادت أنباء في وقت لاحق بأن قبطان السفينة لا يزال رهينة. وحسب «أسوشييتد برس» فإن شخصا اتصل من السفينة وتحدث بلهجة أميركية وقال إن البحارة كانوا قد تمكنوا من احتجاز أحد الخاطفين ثم فاوضوا على إطلاق سراحهم، وسيطروا على السفينة لكن القراصنة الموجودين الآن في قارب نجاة لا يزالون يحتجزون القبطان كرهينة ويجري التفاوض معهم.

وكانت السفينة التي تحمل مواد إغاثة في طريقها إلى ميناء مومبسا الكيني عندما اختطفت في المحيط الهندي واستمرت عملية الاختطاف قرابة 24 ساعة. حين هاجمها قراصنة صوماليون بثلاثة قوارب. على صعيد متصل نسب إلى الكابتن جوزيف ميرفي الذي يعمل أستاذا في الكلية البحرية في ولاية ماسيشوتس أن ابنه ويدي «شان» وهو القائد الثاني للسفينة اتصل به وأبلغه بأن الطاقم أعاد السيطرة على السفينة.

وقبل إعلان البنتاغون كان البيت الأبيض قال أمس إنه يدرس عدة خيارات للإفراج عن رهائن أميركيين اختطفهم قراصنة صوماليون في المحيط الهندي على بعد 400 كيلومتر شرقي العاصمة الصومالية مقديشو. وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض للمراسلين إن المسؤولين يراقبون الوضع عن كثب، وأوضح أن الأولوية القصوى هي ضمان السلامة الشخصية لأفراد طاقم السفينة.

وقالت الناطقة باسم الأسطول الأميركي الخامس في الخليج العربي يوم أمس إن قراصنة صوماليين اختطفوا سفينة دنماركية ترفع العلم الأميركي وعلى متنها 20 من أفراد طاقم السفينة الأميركيين وذلك قبالة السواحل الصومالية.

وقالت ستيفاني موردك الناطقة باسم الأسطول «إن العملية وقعت صباح أمس على بعد 240 ميلا بحريا جنوب شرق مدينة ايل الصومالية ضد سفينة دنماركية لنقل الحاويات وأن جميع المختطفين هم أميركيو الجنسية من طاقم السفينة».

وكانت هذه أول عملية اختطاف لرهائن أميركيين بهذا العدد منذ عقود. وقالت جان كامبيل المتحدثة باسم قيادة الأسطول الخامس في البحرين إنه أول هجوم من طرف قراصنة ضد مواطنين أميركيين منذ أمد بعيد. ونسبت شبكات التلفزيون الأميركية إلى مسؤول عسكري في البحرية الأميركية قوله «نحن على اتصال حالياً مع شركة الشحن للإجابة عن الأسئلة: من وماذا ولماذا وأين ومتى وقع الحادث».

وتضاربت الأنباء حول عدد الأميركيين إذ قيل إن عددهم 21 شخصاً بيد أن تقارير إخبارية قالت إن عددهم 19 شخصاً. وقالت مصادر رسمية إن الرهائن بحالة جيدة، وان لا أحد أصيب خلال عملية اختطاف السفينة التي تملكها شركة دنماركية وتشغلها شركة أميركية وتبلغ حمولتها 17 ألف طن، والشركة لها تعاقدات مع الجيش الأميركي لكنها خلال هذه الرحلة لم تكن تعمل في إطار هذه التعاقدات. وأفادت تقارير تلقاها البنتاغون أن سفينة الشحن ربما كان تحمل على متنها مواد غذائية. وذكر أن القراصنة هاجموا السفينة في البداية ثم صعدوا بعد ذلك على متنها وطلبوا من طاقمها تغيير وجهتهم. وبدأت قرصنة السفينة فجر أمس واستمرت عملية القرصنة لنحو خمس ساعات، وذكر أن السفينة تعرضت للهجوم من ثلاثة قوارب خفيفة. وحاول طاقم السفينة إحباط عملية الاختطاف والابتعاد عن قوارب القراصنة، لكن هؤلاء استطاعوا تسلق الناقلة في نهاية المطاف والسيطرة عليها، يشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما عاد أمس إلى واشنطن بعد جولة أوروبية وزيارة مفاجئة للعراق، ليجد موضوع اختطاف أميركيين فوق طاولته. قرصنة ضد الأميركيين ولفتت المتحدثة من الأسطول الخامس في اتصال أجرته معها «الشرق الأوسط» من دبي أن هذه العملية قد تكون الأولى من نوعها ضد رعايا أميركيين، مشيرة إلى أن أقرب عملية قرصنة حدثت على بعد 300 ميل من الأسطول الخامس «فهي مسافة بعيدة، لذلك من غير المرجح أن تكون القطع البحرية والطيران على مسافة قريبة بشكل كاف لمساعدة السفن عندما تتم مهاجمتها» ولفتت الناطقة باسم الأسطول الخامس إلى وجود «تنسيق وتعاون» مع الشركة الدنماركية التي تشغل السفينة لتزويدهم بالمعلومات «لن نتدخل بما يتعلق بأي مفاوضات فهي من صلاحيات الشركة.. نحن نقدم لهم المعلومات».

بدورها أكدت شركة مايرسك الدنماركية، وهي إحدى أكبر شركات الشحن في العالم، في بيان أمس أن قراصنة خطفوا على بعد حوالي 500 كلم عن السواحل الصومالية سفينة «مايرسك الاباما» التابعة لفرعها الأميركي وعلى متنها 20 أميركية، وأشار البيان إلى أن مجموعة من القراصنة هاجموا حاملة الحاويات (الاباما) واستولوا عليها وهي تحمل العلم الأميركي وعلى متنها طاقم مؤلف من عشرين اميركيا. ووقع الحادث بينما كانت السفينة التابعة لشركة مايرسك لاين، الفرع الأميركي للمجموعة الدنماركية، في طريقها نحو مرفأ مومباسا الكيني، على ما أوضح البيان.