«جن البحر» يستعيدون نشاطهم ويخطفون 6 سفن خلال 5 أيام

نائب رئيس البرلمان الصومالي لـ«الشرق الأوسط»: هناك من يساعد القراصنة خارجيا وداخليا

TT

أنهى القراصنة المسلحون على سواحل الصومال هدنة غير معلنة وواصلوا نشاطهم على نحو مكنهم من خطف ستة سفن دفعة واحدة منذ يوم السبت الماضي وهو ما وصفه مسؤول صومالي لـ«الشرق الأوسط» بأن القراصنة استفاقوا لتوهم من غفوة واستعادوا حيويتهم وبدأوا مجددا في ممارسة نشاطهم الإجرامي على سواحل الصومال.

وجاء استيلاء القراصنة الملقبين بـ«جن البحر» أمس على سفينة شحن دنماركية تحمل العلم الأميركي، وعلى متنها طاقم يضم 20 أميركيا، بعد يومين فقط من سيطرتهم على سفينة بريطانية وقارب صيد مسجل في تايوان، علما بأنهم خطفوا ثلاث سفن أخرى مطلع هذا الأسبوع.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن خطف السفينة الأميركية ولا السفن الخمس الأخرى, بينما تقول مصادر صومالية مسئولة لـ«الشرق الأوسط» إن وسطاء غير معروفين بدأوا على الفور محاولات أولية للاتصال بالجهات المالكة للسفن لحثهم على دفع فديات مالية ضخمة مقابل إطلاق سراح السفن وطواقمها المخطوفة.

وقال مسؤولون أميركيون إن التصعيد المفاجئ لأعمال القراصنة الصوماليين مؤخرا رغم تكثيف الدوريات البحرية الدولية يثبت أن القراصنة غيروا أساليبهم، مستفيدين من عشرات آلاف الأميال المربعة من المياه المفتوحة حيث لا توجد الدوريات بشكل كاف.

وفيما كانت عمليات القرصنة السابقة طيلة العام الماضي وأوائل العام الجاري تتم في خليج عدن، جرت عمليات الاختطاف الأخيرة، في السواحل الشرقية للصومال، وهي منطقة شاسعة.

وتصاعد أنشطة القراصنة المفاجئ بات لافتا للانتباه ويطرح تساؤلات كثيرة، خاصة أن إحصائيات مكتب الملاحة الدولي تفيد بأنه في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري لم تخطف سوى ثماني سفن في خليج عدن الذي تنشط فيه خطوط الملاحة البحرية قبالة السواحل الصومالية.

ويعتقد أندرو موانجورا مسؤول برنامج مساعدة ملاحي شرق أفريقيا والمعني بمتابعة أنشطة القراصنة أن هذا النشاط المكثف للقراصنة له علاقة باقتراب السفن أكثر وأكثر من سواحل الصومال.

موانجورا الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مقره في العاصمة الكينية نيروبي، لاحظ أن خطر القراصنة يتزايد على نحو مخيف ويسترعي الاهتمام، نافيا علمه بطلب القراصنة فديات مالية للإفراج عن السفن المخطوفة.

وخلال العالم الماضي، حصد القراصنة أرباحا تتجاوز قيمتها مائة مليون دولار، جراء خطف عشرات السفن واحتجاز مئات من البحارة كرهائن وتلقوا فديات بملايين الدولارات.

طلحة عمر نائب رئيس البرلمان الصومالي لمح من القاهرة التي يزورها حاليا لـ«الشرق الأوسط» إلى تورط جهات أجنبية في نشاطات القراصنة، واضعا سيناريو وجود مؤامرة دولية متشعبة ومتعددة المراحل لدفع القراصنة إلى استعادة نشاطهم المحموم.

يتساءل طلحة في مرارة واضحة عن كيفية خطف بضعة مسلحين على متن قوارب صغيرة وسريعة وكل تسليحهم صواريخ الـ«آر. بي. جي» ومدافع الهاون والرشاشات الأوتوماتيكية لهذا العدد من السفن في وقت قليل بينما سفن أميركية وفرنسية وبريطانية وروسية وصينية وغيرها تجوب سواحل الصومال بهدف منع القراصنة من خطف السفن والاستيلاء عليها؟

لا يمتلك طلحة إجابة قاطعة حول مدى تورط مسؤولين حكوميين في إقليم البونت لاند (أرض اللبان) الذي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال شرق الصومال منذ عام 1998، ويعتقد على نطاق واسع أنه المكان الذي يلجأ إليه القراصنة بسفنهم المخطوفة.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بالتأكيد هؤلاء(القراصنة) لديهم من يساعدهم داخل البلاد وخارجها، تصلهم معلومات لوجستية بشكل مستمر ويدفع على الذهول، طبعا هم يحصلون على المؤن والإمدادات من الأرض ويتلقون توجيهات من الخارج هذا أمر لا شك فيه».

عمر عبد الرشيد شارمارك رئيس الوزراء الصومالي يعتقد أن الحل في تعزيز قدرات حكومته وتزويدها بالإمكانيات المادية والعسكرية التي تجعلها قادرة على بسط سيطرتها على سواحل البلاد التي يصل طولها إلى نحو ثلاثة آلاف كيلو متر.

وقبل أحدث موجة من عمليات القرصنة قال مكتب الملاحة الدولي إن القراصنة يحتجزون تسع سفن، وطواقم تضم 153 فردا. وأضاف أنه جرى اعتقال 59 قرصانا هذا العام.