المعلم: يمكن استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل على الأسس السابقة

وزير خارجية إيطاليا: تشاركنا الأفكار حول ضرورة أن يكون 2009 عام سلام

الرئيس السوري بشار الأسد أثناء استقباله وزيرالخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني في دمشق أمس (رويترز)
TT

أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم إمكانية استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل على «الأسس ذاتها التي جرى الاتفاق عليها»، خصوصا التزام إسرائيل بالانسحاب من الجولان.

وقال المعلم في أثناء مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني إن المفاوضات ستجري في حال استئنافها وفق «الأسس ذاتها التي جرى الاتفاق عليها في مايو (أيار) 2008 خلال حكومة إيهود أولمرت عقب الوساطة التركية».

وقال المعلم إن الأسس هي التي تمت على أساسها المفاوضات غير المباشرة و«هي الانسحاب من الجولان السوري حتى حدود الرابع من حزيران 1967، وأن لا تؤثر المحادثات غير المباشرة على المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن لا تُستخدم المحادثات كغطاء لشن عدوان على لبنان أو غزة». لافتا إلى أنه «عندما شنت إسرائيل عدوانها على غزة توقفت المفاوضات».

من جانبه دعا وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إلى «الاستفادة من دور سورية كعامل إقليمي أساسي في استقرار كامل المنطقة والشرق الأوسط»، ورأى أن هناك «فرصة مهمة» لأن «تتحدث أوروبا بصوت واحد في دعم مرجعيات الشرعية الدولية للصراع العربي الإسرائيلي»، مشيرا إلى أن «وجود انفتاح أميركي للحوار والانخراط يشكل فرصة مهمة لأوروبا والمنطقة لا بد من استثمارها». وكان الوزير الإيطالي التقى الرئيس السوري بشار الأسد صباح أمس، بحضور المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ومعاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة والسفير الإيطالي في دمشق والوفد الإيطالي المرافق. وقال فراتيني إن زيارته لدمشق تأتي في «إطار تفعيل هذه الدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط». وبحث اللقاء العلاقات بين سورية وإيطاليا خصوصا، وبين سورية والاتحاد الأوروبي عموما. وقال بيان رئاسي: «كان في وجهات النظر تطابق حول ضرورة تطوير هذه العلاقات في كلا الاتجاهين بما يساعد في تحقيق المسعى السوري الأوروبي لإرساء الاستقرار في المنطقة وتحقيق التنمية المستدامة على ضفتي المتوسط». وعبر فراتيني عن ارتياح أوروبا لمجريات قمة الدوحة وبداية تحقيق مصالحة عربية، لأن تنسيق المواقف العربية مهم جدا للتحرك الأوروبي وفاعليته. داعيا إلى «الاستفادة من دور سورية كعامل إقليمي أساسي في استقرار كامل المنطقة والشرق الأوسط» موضحا أن زيارته لدمشق تأتي «في إطار تفعيل هذه الدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط»، مشيرا إلى «وجود توجه مشترك ضمن الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاقية الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي في أسرع وقت ممكن». وفي المؤتمر الصحافي المشترك وصف المعلم مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة بـ«الإيجابية»، كما وصف علاقات سورية مع إيطاليا بالجيدة، وقال: «لمسنا توافقا في مواقفنا في المجالات السياسية، وفي الاقتصاد تعتبر إيطاليا الشريك الأول لسورية في التبادل التجاري وفي الاستثمارات»، وأكد المعلم على «أهمية البعثات الاستكشافية في سورية وكذلك العلاقات السياحية».

من جهته وصف وزير الخارجية الإيطالي لقاءه مع الرئيس الأسد والوزير المعلم بأنه «كان مفيدا جدا؛ بحثنا خلاله العديد من المواضيع»، وقال: «فتحنا اليوم صفحة جديدة من التعاون السياسي بين إيطاليا وسورية، تحدثنا عن مواضيع حساسة وهامة، كعملية السلام في الشرق الأوسط وإحلال السلام في الشرق الأدنى، باكستان وأفغانستان ودخول أميركا في الشراكة المتوسطية»، مشيرا رغبة بلاده أن «اتفقنا على متابعة الحوار والمشاورات بين البلدين نظرا إلى الدور الهام الذي تلعبه سورية في الشرق الأوسط».

وفي رده على سؤال حول موقف بلاده من حركة حماس وتصريحات وزير خارجية إسرائيل من أن عملية السلام انتهت قال: «إيطاليا تريد وتعمل على المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية»، معتبرا أنها «أحد مفاتيح السلام في المنطقة»، موضحا أن بلاده عندما تتحدث فهي تتحدث عما تحدث عنه الوزير المعلم، «الانسحاب وشروط الرباعية والمبادرة العربية للسلام»، وهنا عقّب الوزير المعلم: «ووقف الاستيطان».

وقال فراتيني: «سنطلب من جميع الأطراف أن توافق على هذه المبادئ، وأي طرف يوافق نتعامل معه». وأضاف فراتيني: «تشاركنا الأفكار مع الجانب السوري حول ضرورة أن يكون عام 2009 عام سلام عادل وشامل في هذه المنطقة وإيطاليا بحكم علاقاتها مع دول المتوسط تستطيع أن تتحدث مع الولايات المتحدة وأن تكون واسطة في سبيل إحلال سلام على أساس اللجنة الرباعية والمبادرة العربية»، وأعرب فراتيني عن أمله «معاودة المفاوضات بالبدء بمفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة». وعن دور بلاده في إمكانية ممارسة ضغوط على إسرائيل قال فراتيني «نحن نقوم بدور هام تعلم به جميع الدول.. لا يوجد كثير من الدول الأوروبية التي لها مكانة إيطاليا والدور الذي تلعبه مع دول المنطقة مثل لبنان وتركيا وكذلك الدور الذي تقوم به في إسرائيل والأراضي الفلسطينية»، وأضاف: «دور إيطاليا يمكن أن يكون إيجابيا وبنّاء بحكم علاقاتها الوثيقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل التوصل إلى سلام».

وكشف فراتيني عن «زيارة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لإيطاليا، كما سيقوم نتنياهو بزيارة للولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة»، وقال: «الرسالة إلى جميع الأطراف هي نفسها احترام مبادئ اللجنة الرباعية، شعبان ودولتان، ووقت قريب من أجل إحلال السلام، وهذه النافذة وفرصة السلام لن تكون مفتوحة لفترة طويلة».