هاشم بدر الدين لـ«الشرق الأوسط»: ليس هناك بلاغ ضدي والعمليات الخاصة للمخابرات الأميركية ليست سراً

القائد في الجيش الشعبي بالجنوب ينفي توقيفه في الولايات المتحدة

TT

نفى قائد الجيش الشعبي هاشم بدر الدين الأنباء التي نقلتها صحيفة سودانية وتداولتها عدد من المنتديات الإلكترونية، حول توقيفه من قبل أجهزة المخابرات الأميركية في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة ووضعه تحت الإقامة الجبرية. وقال إن الخبر عار عن الصحة وأنه ليس في الولايات المتحدة الآن، واعتبر أن الغرض من الإشاعة محاولة لمعرفة مكانه بعد المعارك الشرسة بين قواته (لواء السودان الجديد) والقوات الحكومية في جنوب دارفور في الفترة الأخيرة. وقد تمت تبرئة بدر الدين الذي حاز على الحزام الأسود في بطولة (الكاراتيه) من قبل المحاكم الكندية بالاعتداء على الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي أوائل تسعينات القرن الماضي، قبل المفاصلة بين الترابي والرئيس السوداني عمر البشير نهاية التسعينات. وبعيد اغتيال النائب الأول للرئيس السوداني جون قرنق في حادثة طائرة رئاسية أوغندية في رحلة من أوغندا إلى جنوب السودان في ظروف غامضة، اتهم هاشم بدر الدين المخابرات الأميركية بأنها وراء عملية اغتيال قرنق، لمصالح تخصها في المنطقة ولإبعاده من التأثير على الأوضاع في القرن الأفريقي.

وقال بدر الدين لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي، إنه ما زال يحارب حزب الجبهة الإسلامية (التنظيم الرئيسي للإسلاميين في السودان قبل استيلائهم على السلطة بانقلاب عمر البشير في عام 1989). وأضاف: «أنا في حالة حرب مع الجبهة الإسلامية بشقيها الوطني والشعبي ولا فرق عندي بينهما»، معتبراً أن الهدف من وراء إشاعة توقيفه معرفة موقع مكانه في الوقت. وتابع: «أنا الآن لست في الولايات المتحدة ويمكنني أن أزورها في أي وقت لأنه لا يوجد بلاغ ضدي من أي جهة كانت في أميركا أو غيرها». وربط إثارة الإشاعة في الوقت الراهن بزيارة المبعوث الأميركي الخاص للسودان أسكوت غرايشن إلى جوبا، وزيارة وفد الحركة إلى واشنطون في الأسبوع الماضي وتصريحات وزير الخارجية عضو المكتب السياسي دينق الور  حول قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف البشير إضافة إلى طرد المنظمات الدولية من دارفور.

وقال جهاز الأمن وراء الإشاعة وهو يعمل على إثارة قلاقل داخل الحركة الشعبية، خاصة بعد إعلان تزويد الجيش الشعبي بشبكة دفاع جوي ومضادات للطائرات. وأضاف: «جماعة البشير كانوا يأملون أن يقدم المبعوث الأميركي لهم شيئا في صالحهم لكن خاب ظنهم». وقال: «أنا لم أتراجع عن اتهام المخابرات الأميركية باغتيال جون قرنق حتى زوجته ربيكا قالت إنه اغتيل ووزير الدولة الأسبق في الداخلية اليو اجانق اتهم أوغندا صراحة التي تحكمها علاقات صداقة مع الحركة الشعبية لذلك تم إبعاده من الحركة». وأضاف أن الحركة الشعبية وعدت بفتح التحقيق من جديد لكنها لم تفعل شيئا حتى الآن وتم إرجاء القضية.

وقال بدر الدين إن المخابرات الأميركية لا تنكر العمليات الخاصة التي تقوم بها سواء الاغتيالات أو الاختطاف، مشيراً إلى العديد من عملاء «السي اي ايه» ألفوا مذكرات تتحدث عن تلك العمليات الخاصة. وقال إن نهج المخابرات الأميركية في الاغتيالات لا تنفيه لأنها لا تحتكم إلى أخلاق أو قانون أو دين أو مثل والشواهد كثيرة وما أثرته من اغتيال جون قرنق للمخابرات الأميركية يقع ضمن العمليات الخاصة لها». وكانت إحدى الصحف السودانية والصادرة أمس والمقربة من حزب المؤتمر الوطني قالت إن المخابرات الأميركية حظرت تحرك بطل الكاراتيه السوداني هاشم بدر الدين وتم توقيفه أول أمس بولاية بنسلفانيا، ووضعه قيد الإقامة الجبرية بتهمة تلفيق معلومات مغلوطة استهدفت أجهزة المخابرات الأميركية، وتم منع أصدقائه من زيارته على خلفية توجيه هاشم بدر الدين لعدد من التهم لأميركا بأنها متورطة في التخطيط والتنفيذ لاغتيال زعيم الحركة الشعبية العقيد جون قرنق، وفتح مكتب التحقيقات الفيدرالية ملفا للتقصي حول اتهامات بدر الدين. وبحسب صحيفة الرائد خلص التقرير إلى تبرئة المخابرات الأميركية من الضلوع في حادثة مقتل قرنق.