المالكي في موسكو  لبحث ملفات اقتصادية وعسكرية

عبد المهدي يصل إلى باريس الاثنين في إطار دينامية جديدة في العلاقات العراقية ـ الفرنسية

TT

وصل نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، إلى موسكو أمس في زيارة رسمية تستغرق يومين تلبية لدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقالت مصادر الكرملين إن الرئيس دميتري ميدفيديف سيلتقي اليوم الضيف العراقي فيما من المقرر أيضا وحسب تصريحات المكتب الصحافي لرئيس الحكومة الروسية، أن تتناول مباحثات المالكي مع بوتين «الاتصالات الثنائية المستقبلية ومناقشة شؤون تطوير التعاون التجاري والاقتصادي بين العراق وروسيا، خاصة عودة الشركات الروسية إلى العراق والتعاون في مجالات النفط والغاز والنقل والكهرباء والبناء والتعمير إلى جانب مناقشة تجديد العقود النفطية وإعادة العلاقات بعد توقفها ما يقارب سبعة أعوام». ونقلت وكالة أنباء «ريانوفوستي» عن على الدباغ، المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، قوله، إن المباحثات ستتناول مسائل تطوير العلاقات السياسية والتجارية والعسكرية مع روسيا الاتحادية، وستتناول بشكل أكثر تفصيلا مسائل التعاون العسكري مع روسيا. مؤكدا أن العراق تعاقد عن طريق وسيط على توريد بعض المعدات والأسلحة، منها 22 طائرة مروحية من طراز «مي -17» مزودة بأجهزة الرؤية الليلية. من ناحية ثانية، يصل نائب رئيس الجمهورية العراقي، عادل عبد المهدي، إلى باريس يوم الاثنين في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام يلتقي خلالها رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي وكبار المسؤولين ما يعكس الدينامية الجديدة للعلاقات بين باريس وبغداد بعد سنوات الانقطاع. ويسبق عبد المهدي إلى العاصمة الفرنسية بثلاثة أسابيع المالكي الذي سيحل ضيفا على الحكومة الفرنسية في الثالث من الشهر المقبل في أول زيارة له إلى باريس منذ وصوله إلى رئاسة الحكومة. ونوهت مصادر دبلوماسية فرنسية بـ«العلاقات الخاصة» التي تربط عبد المهدي بفرنسا، التي عاش فيها سنين طويلة أيام نظام صدام حسين، وبكون عبد المهدي فرنكوفونيا. وكانت باريس استقبلت في الأيام الأخيرة وزير النفط، حسين الشهرستاني ووزير الدفاع، عبد القادر العبيدي. وجاء الأول على رأس وفد رسمي يضم ممثلين لعشر وزارات عراقية، وترأس خلال إقامته في باريس مع وزيرة الاقتصاد، كريسيتن لاغارد، أعمال اللجنة العليا المشتركة بعد توقف دام عشرين عاما. وأتيحت للعبيدي خلال زيارته فرصة التباحث مع وزير الدفاع الفرنسي، هيرفيه موران، وكبار الضباط وممثلي الصناعات الدفاعية من القطاعين العام والخاص، بخصوص التعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين بعد أن قام الجانبان، قبل أسابيع بالتوقيع عل عقد عسكري يحصل العراق بموجبه على 24 طوافة عسكرية مخصصة لأغراض النقل من طراز «إي سي 635 »، تصنعها شركة يوروكوبتر. وبلغت قيمة الصفقة 360 مليون دولار.

وقالت مصادر رسمية فرنسية وعراقية لـ«الشرق الأوسط»، إن الجانبين «يبحثان ما يمكن أن تقوم به فرنسا على صعيد إعادة بناء القوات العراقية المسلحة». جدير بالذكر أن باريس كانت المصدر الأول للسلاح إلى العراق أيام نظام الرئيس السابق، صدام حسين، خصوصا في سنوات الحرب العراقية ــالإيرانية الثماني. وعلمت «الشرق الأوسط» أن البحث جار لتزويد العراق بزوارق ومراكب عسكرية، وكذلك إعادة تشكيل القوات الجوية العراقية، علما أن هذه القوات لم تعد موجودة في الوقت الحاضر.