استقالة رئيس فرقة مكافحة الإرهاب في بريطانيا بسبب خطأ عجل باعتقال 12 مشتبها بهم بالإرهاب

المشتبه بهم كانوا يخططون لمهاجمة مركز تجاري وملهى ليلي في مانشستر

TT

استقال رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في شرطة اسكتلنديارد بوب كويك، أمس، بعد خطأ ارتكبه كاد يتسبب في إفشال توقيف إرهابيين مفترضين، في انتكاسة جديدة للشرطة البريطانية التي كان أشير إليها بأصبع الاتهام في وفاة أحد المارة أثناء تظاهرة ضد قمة العشرين. وقال كويك في بيان «لقد سلمت استقالتي أمس، مدركاً أن تصرفي كان من شأنه أن يعرقل عملية كبيرة لمكافحة الإرهاب». وأضاف كويك «إنني آسف جداً للبلبلة التي سببتها لزملائي القائمين على العملية وإنني ممتن لهم للطريقة التي تأقلموا فيها سريعاً وبشكل مهني مع البرنامج المعدل». وتم توقيف 12 شخصاً يشتبه في علاقتهم بالإرهاب أول من أمس في شمال غرب إنجلترا في عملية دهم عاجلة نفذتها الشرطة خشية إفلات هؤلاء من الرقابة الأمنية بعد الخطأ الذي اقترفه كويك. وكان تم تصوير كويك، أول من أمس، وهو يتأبط ملفاً ظهرت منه صفحة أمكن قراءة أسماء 11 مشتبهاً بهم عليها (10 طلبة من أصول باكستانية، وبريطاني) وتفاصيل ملاحقتهم. وبعد ساعات معدودة من تصويره هو والوثيقة ألقت الشرطة القبض على 12 رجلا في شمال غرب إنجلترا في مداهمات جرت خلال النهار وهو موعد غير معتاد لتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب التي عادة ما تجري في الساعات الأولى من الصباح.

ويعتقد أنه تم تقديم حملة الاعتقالات بسبب هذه «الفضيحة الأمنية». وأفاد بيان صادر عن شرطة منطقة مانشستر الكبرى أن حملات الدهم والاعتقال شملت مناطق في شمال غربي إنجلترا، وشاركت فيها شرطة ميرسيسايد ومانشستر الكبرى ولانكشاير. ووفقاً لمصدر أمني مطلع على التحقيقات، فإن المعتقلين ضالعون بمخططات «خطيرة للغاية» مرتبطة بصورة وثيقة بتنظيم القاعدة والقيادي الهارب في التنظيم رشيد رؤوف، الذي تتهمه الاستخبارات البريطانية بالوقوف وراء مخطط تفجير الطائرات عبر الأطلسي التي كشف عنها عام 2006.

وقال ستيف آشلي رئيس شرطة مانشستر الكبرى، «إن الإجراء الذي اتخذ أمس جزء من تحقيقات متواصلة، وقمنا بذلك بناء على معلومات سرية حصلنا عليها». وأضاف آشلي: «نحن ندرك أن هذا النشاط الأمني يمكن أن يثير قلق السكان في المناطق المعنية، لذلك فقد اتخذنا المزيد من الإجراءات الأمنية كتسيير دوريات إضافية، لضمان أننا نقوم بكل ما في وسعنا للتأكيد على السلامة العامة والمحافظة عليها». وقال بوريس جونسون رئيس بلدية لندن، أمس، لإذاعة «بي بي سي» إنه وافق «بتردد كبير وبحزن» على استقالة بوب كويك. وأضاف «إن الأمر لا يتعلق بالبحث عن كبش فداء» بل «إن الناس شعروا بأنه سيكون من المؤسف جداً أن تفشل عملية بالغة الأهمية والدقة في مجال مكافحة الإرهاب تتعلق بتوقيف إرهابيين». وأشار سياسيون من المعارضة إلى أن موقف كويك يستحيل الدفاع عنه. إلى ذلك قال كريس جرايلينج، المتحدث باسم الشؤون الداخلية في حزب المحافظين المعارض، لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية: «كان هذا يمكن أن ينسف عملية كبيرة لمكافحة الإرهاب ومن حسن الحظ أن ذلك لم يحدث. لا تزال الاعتقالات جارية». وتتحدث الوثيقة التي حملت عنوان «مذكرة.. عملية الطريق» وحملت وصف «سري» عن: «تحقيق قادته أجهزة الأمن فيما يشتبه أنه هجوم تخطط (القاعدة) لتنفيذه داخل المملكة المتحدة». كما تحدثت الوثيقة عن أمر اعتقال 11 شخصاً؛ عشرة منهم مواطنون باكستانيون يعيشون في بريطانيا بتأشيرات دراسية، أما الحادي عشر فبريطاني.

من جهتها أشادت وزيرة الداخلية جاكي سميث بعمل كويك، وأوضحت أن موقفه «لا يمكن الدفاع عنه» رغم أن العملية الأمنية شكلت نجاحاً. وأشاد رئيس اسكتلنديارد بول ستيفنسن بكويك «لتفانيه ومهنيته» وأعلن أن جون ياتس مساعده سيحل محل كويك. وياتس عرف بقيادته التحقيق بشأن «قروض» منحت من قبل مانحين أثرياء للأحزاب لتمويل الحملة الانتخابية لعام 2005. وتم اقتراح هؤلاء المانحين إثر ذلك لمقعد في مجلس اللوردات. وجرت عمليات التوقيف أول من أمس بالخصوص في حي تشتام هيل بمانشستر وبجامعة جون موريس بليفربول وفي مدينة كليتيروي (لانكشاير).

وكشفت وسائل إعلام نقلا عن مصادر أمنية أن المشتبه بهم كانوا يخططون لمهاجمة مركز تجاري وملهى ليلي في مانشستر وكان توقيفهم مبرمجاً في الأصل فجر أمس. وأعلنت بريطانيا حالة تأهب عالية المستوى لمكافحة الإرهاب منذ اعتداءات 7 يوليو (تموز) 2005 بلندن التي خلفت 56 قتيلا في وسائل نقل عامة بينهم الانتحاريون الأربعة.