وزراء خارجية 6 دول عربية يسلمون ملك الأردن رسالة إلى أوباما.. حول حل الدولتين والسلام

وزير خارجية الأردن: المعلم اعتذر لأسباب لوجيتسية.. ومصدر يرجع غياب سورية إلى تسجيل موقف

وزراء خارجية الدول العربية الست والأمين العام للجامعة العربية خلال اجتماعهم في عمان أمس (ا. ف. ب)
TT

أكد مصدر دبلوماسي عربي أن وزراء خارجية ست دول عربية صاغوا برعاية ألامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، رسالة باللغة الإنجليزية من صفحتين، تم تسليمها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لنقلها إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، حين يلتقيه في الحادي والعشرين من شهر أبريل ( نيسان) الحالي. وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» الذي فضل عدم ذكر اسمه، وكان على إطلاع بتفاصيل اجتماعين، دام الأول 90 دقيقة، فيما امتد الثاني لنحو 30 دقيقة، أن وزراء الخارجية «جهزوا رسالة مكتوبة بالإنجليزية تتمحور حول مبدأ حل الدولتين، فلسطينية إلى جانب إسرائيل»، حتى يسلمها الملك عبد الله الثاني إلى أوباما، ولم يعلن رسميا عن الرسالة أو فحواها. وأشار المصدر أن تكليف الدول العربية للعاهل الأردني له أبعاد سياسية، أولها أن الأردن على علاقة طيبة مع جميع الدول العربية، وهو الدولة الأكثر التصاقا بالقضية الفلسطينية، ومطلع على جميع الملفات فيما يتعلق بملفات القدس والمستوطنات والحدود واللاجئين وغير ذلك، من خلال تواجد أكثر من مليوني فلسطيني فيه، إضافة إلى معاهدة السلام مع إسرائيل، وعلاقاته الممتازة مع الولايات المتحدة وأوروبا. إضافة إلى أن العاهل الأردني له (كاريزما) حضور لدى الغرب.

وقد أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس، خلال لقائه الوزراء، ضرورة التحرك بشكل فوري لإطلاق مفاوضات جادة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفي إطار جهود تحقيق السلام الشامل وفق المرجعيات المتفق عليها، وخصوصا مبادرة السلام العربية.

وشدد على أهمية عامل الوقت في إطلاق المفاوضات التي يجب أن تستند على خطة تحرك واضحة للوصول إلى حل الدولتين، وتحقيق السلام الشامل الذي يعيد جميع الحقوق العربية، ويضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني. وأكد الملك، بحسب بيان للديوان الملكي الأردني، أن بلورة موقف عربي موحد، والتحدث بلغة واحدة مع المجتمع الدولي وخصوصا الولايات المتحدة، يشكلان عاملا أساسيا في خدمة المصلحة العربية، المتمثلة بالتوصل إلى السلام الشامل المبني على المبادئ، التي أعاد العرب إقرارها في قمة الدوحة الشهر الماضي.

وكان وزراء خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، ومصر أحمد أبو الغيط، ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد بن عبد الله آل محمود، ووزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ، ووزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، اجتمعوا في عمان اليوم تلبية لدعوة من وزير الخارجية ناصر جودة، لاستكمال لقاءات تشاورية عقدوها خلال قمة الدوحة، للتشاور حول آليات التحرك المطلوبة لتحقيق السلام على أساس الموقف العربي الموحد، الذي عبر عنه بيان قمة الدوحة وقراراتها فيما يتعلق بالالتزام بالسلام المرتكز إلى شمولية الحل، والمتوافق مع مرجعيات عملية السلام المتفق عليها، وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية. واتفق الوزراء على الاستمرار في تنسيق المواقف والتوجه إلى العالم بخطاب موحد يعزز الموقف العربي ويخدم المصالح العربية خصوصا في ما يتعلق بالجهود المستهدفة تحقيق السلام الشامل والدائم. من جانب آخر، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي: إنه تم تضمين مقترح مصري ضمن «الرسالة التي صاغها وزراء الخارجية العرب في عمان». وأضاف زكي لـ«لشرق الأوسط»، أن الوزير أحمد أبو الغيط ضمن الرسالة المكتوبة للرئيس الأميركي، التأكيد على ضرورة الوقف الفوري لكافة الأنشطة الاستيطانية من جانب إسرائيل، بالإضافة إلى تجميد كافة الإجراءات الإسرائيلية التي تهدف إلى تغيير صيغة وهوية القدس، وفصلها عن بقية الضفة الغربية المحتلة.

وشدد أبو الغيط على أهمية تعبئة جهد دولي يقوم باستعادة زمام المبادرة ، فيما يتعلق بمفاوضات السلام ، وحمل إسرائيل على الالتزام بشكل واضح بتسوية القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وأشار السفير زكي، إلى أن اجتماع وزراء الخارجية العرب في عمان، بحضور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، بشكل عام، كان ناجحا، وأظهر وجود تشابه في وجهات النظر بين كل وزراء الخارجية المشاركين، ونأمل في أن تصل الرسالة العربية الداعية إلى السلام للرئيس الأميركي ، وأن يتم استيعابها بشكل إيجابي، وأن يتم العمل على أساسها من جانب الولايات المتحدة، وغيرها من القوى الدولية المهتمة بتحقيق السلام في المنطقة. من جانبه أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، للصحافيين عقب اللقاء أنه جاء «استكمالا لمشاورات تتعلق بعملية السلام بدأها العرب في قمة الدوحة» الدورية أواخر الشهر الماضي. وكان القادة العرب جددوا «التزامهم بنهج السلام وشددوا على شمولية الحل في المنطقة طبقا للمرجعيات الدولية بما فيها مبادرة السلام العربية وحل الدولتين».

وقال جودة: إنه ونظراءه في مصر والسعودية ولبنان والسلطة الفلسطينية وقطر اجتمعوا لتنسيق المواقف، مستغلين فرصة القمة الأردنية ـ الأميركية.

وغاب عن اجتماع أمس في عمان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، بسبب ارتباطه بزيارة مبرمجة سابقا إلى طهران في التوقيت ذاته، بحسب مصادر أردنية. وقال جودة: إن الوزير السوري تعذر تواجده لأسباب «لوجسيتية»، ونحن على اتصال مباشر، وسنكون على لقاء ثنائي الأسبوع المقبل، وسنتبادل وجهات النظر في اجتماع الأسبوع المقبل.

إلا إن مصدرا مرافقا للوفود العربية أبلغ «الشرق الأوسط» أن سبب غياب سورية هو لتسجيل موقف سياسي حول بعض الموضوعات التي تتضمنها الرسالة، وما جرى في الاجتماع أكثر من التشاور، واستطيع القول: إنه جلسة عصف ذهني. وأضاف جودة «أن الاجتماع تشاوري، استكمالا للاجتماعين اللذين عقدا في الدوحة، على هامش القمة العربية، والهدف من هذه المشاورات، قبيل رحلة الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن، هو تنسيق المواقف ونقل وجهة النظر العربية، وما تم الاتفاق عليه في قمة الدوحة من قرارات وبيان القمة، والالتزام بالسلام وإستراتيجية السلام العربية، وكذلك مبادرة السلام العربية» وأردف، «سينقل الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس أوباما، وجهة النظر العربية في مبادرة السلام العربية، للوصول إلى حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني ، في إطار الحل الشامل بالمنطقة» وقال، «هدفنا جميعا إطلاق مفاوضات سلام جادة ومباشرة، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وحل شامل لكافة النزاعات، وصولا إلى الأمن والاستقرار المطلوب». وأكدت مصادر رسمية أن ملك الأردن سيحث أوباما على التأكيد صراحة على حتمية التوصل إلى تسوية طبقا لمبدأ الدولتين، فلسطينية وإسرائيلية، كذلك سيحاول الحصول على وعد أميركي بالضغط على إسرائيل من أجل تجميد الاستيطان. وأكد السفير هشام يوسف، مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أن اجتماع اليوم «ايجابي للغاية»، للتنسيق بين وزراء الخارجية العرب قبيل توجه العاهل الأردني إلى واشنطن، حيث تعكس المداولات التي تجرى، ليس فقط التوجهات والمواقف والرغبات الأردنية، بما يسمح للملك بالتحدث باسم مجموعه من الدول العربية، التي ترغب في إحراز تقدم في مسار عملية السلام العربي ـ الإسرائيلي. وأضاف يوسف، لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، «ما يتم التفاهم حوله، عناصر تعكس التوجهات العامة والرؤى المتفق عليها في ضوء نتائج قمة الدوحة، والتطورات التي تشهدها المنطقة، في إشارة إلى الانتخابات الإسرائيلية، والمواقف الأولية التي تم التعبير عنها من جانب المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك تصريحات وزير الخارجية افيجور ليبرمان، ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو. وأضاف ردا على سؤال «من الواضح أن هذه الحكومة يمينية متطرفة، والكرة الآن في الملعب الأميركي، والرباعية الدولية للتعامل مع المواقف التي تم التعبير عنها، التي لا تعكس وجهة النظر الدولية، بحل الدولتين.