حماس: مصر اقترحت تشكيل لجنة وطنية تكون مرجعية لكل من الضفة وغزة

الاقتراح يسمح لحكومة فياض بالعمل وفق شروط «الرباعية» دون معارضة من الحركة الإسلامية

TT

كشف قيادي بارز في حركة حماس أن حركته تلقت اقتراحاً مصرياً يقضي بتشكيل «لجنة وطنية» موحدة تكون مرجعية سياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بحيث تسمح لحكومة سلام فياض في رام الله بالعمل وفق برنامج يلتزم بالاتفاقيات الموقعة وشروط اللجنة الرباعية، على ألا تقوم حماس بمعارضة قرارات حكومة رام الله.

وفي تصريحات نقلتها وكالة «سما» الفلسطينية المستقلة، أوضح صلاح البردويل القيادي في حماس أن المقترح المصري جاء خلال الجولة الأخيرة من الحوار الثنائي مع حركة فتح في القاهرة، منوهاً إلى أنه لم تتضح كل التفاصيل المتعلقة بالاقتراح المصري. وأوضح أن المصريين قدموا الاقتراح في اللحظات الأخيرة من الجولة الأخيرة من الحوار، مما لم يتسنَّ للحركة دراسته بعناية. وأعرب البردويل عن أمله في أن تسفر الجولة القادمة من الحوار عن اتفاق بين حركتي فتح وحماس، مستدركاً أنه في حال لم يتم التوصل لحل المشاكل الخلافية، فإن لقاء الحوار الأخير لن يكون الأخير، مشيراً إلى التزام كل من حماس وفتح بمواصلة المحاولة حتى تتم استعادة وحدة الصف الفلسطيني. وشدد البردويل على أن حركته مصرة على موقفها فيما يتعلق بالبرنامج السياسي. وترفض حماس شروط اللجنة الرباعية، المتمثلة في ضرورة إعلان أي حكومة فلسطينية التزامها بالاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير وإسرائيل، والاعتراف بإسرائيل ونبذ «الإرهاب». وأضاف البردويل قائلا «في ظل مواقف حكومة إسرائيل المتطرفة وتنكرها لكل الاتفاقات، علينا كفلسطينيين أن نضع برنامجاً مضاداً بعيداً عن الضغوطات الدولية، ويحفظ لنا حقوقنا ونضالنا في مواجهة المخططات الإسرائيلية التي لن تعطينا شيئاً».

وفيما يتعلق بالحوار مع حركة «فتح»، قال البردويل إن اللقاءات التي أجراها وفد حركة فتح مع ممثلي حماس في قطاع غزة مؤخراً أسفرت عن اتفاق الطرفين على تشكيل لجنتين، إحداهما في الضفة والأخرى في غزة لمناقشة ملف المعتقلين السياسيين، معتبراً هذا الملف من أبرز القضايا الخلافية بين الجانبين. وفيما يتعلق بملف إعادة الإعمار، قال البردويل إن حركته اقترحت أن يتم الشروع في عملية إعادة الإعمار وعدم الانتظار حتى يتم التوصل لاتفاق بين الجانبين، بسبب المعاناة التي يتكبدها عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تركوا بدون مأوى بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير. وأشار البردويل إلى أن عبد الله الإفرنجي رئيس وفد حركة فتح وافق في البداية على مقترح حماس، لكنه فيما بعد تراجع قائلا إن قبول هذا المقترح بحاجة إلى قرار سياسي. وكانت كل من حركتي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد اقترحتا تشكيل حكومة بدون برنامج سياسي، تكون مهمتها الإشراف على عملية إعادة الإعمار وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وتوحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. يذكر أن القضايا الخلافية بين حركتي فتح وحماس التي تعيق التوصل لاتفاق ينهي حالة الانقسام تتمثل بشكل رئيسي في الخلاف حول ملفات: منظمة التحرير، والأجهزة الأمنية والنظام الانتخابي، بالإضافة إلى الخلاف حول البرنامج السياسي.