الحكومة الإسرائيلية لن تستأنف المفاوضات حول الأسرى قبل زيارة نتنياهو إلى واشنطن

الإجراءات ضد الأسرى الفلسطينيين تتضمن منعهم من احتضان أطفالهم

TT

أكد مصدر إسرائيلي حكومي أن المفاوضات بين حكومة إسرائيل وبين «حماس» حول صفقة تبادل الأسرى لن تستأنف في نهاية هذا الشهر كما نشر مؤخرا، وأن نتنياهو لن يتفرغ للموضوع قبل زيارته القادمة إلى الولايات المتحدة في مطلع الشهر. وهو لم يقرر بعد أي مسار للمفاوضات، ولم يعين مبعوثا من طرفه يحل محل المفاوض الرئيس الحالي، عوفر ديكل.

وقال المصدر الإسرائيلي إن نتنياهو يخطط لإجراء تغييرات في أسلوب المفاوضات وحتى في المعايير المقررة في الحكومة السابقة لإطلاق سراح الأسرى، وإن رئيس جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، يوفال ديسكين، يوافقه على ذلك. وإنه يريد أن يثبت لحركة «حماس» أنها ستدفع ثمنا باهظا لقاء رفضها اقتراح حكومة إيهود أولمرت لشروط الصفقة.

وفي هذه الأثناء بدأت الإجراءات الإسرائيلية الانتقامية من الأسرى تترك أثرها وتتسبب في معاناة إضافية لهم ولعائلاتهم. وحسب «جمعية أنصار السجين» العاملة في إسرائيل، والتي حظرتها الحكومة الإسرائيلية لكنها تواصل نشاطها عبر متطوعين، فإن مصلحة السجون قلصت مدة زيارات الأهل من ثلاثة أرباع الساعة في كل أسبوعين إلى 20 دقيقة في الشهر، وعادت لتحرم الأسرى من احتضان أطفالهم.

وحسب رئيس هذه الجمعية، منير منصور، وهو نفسه أسير محرر تم إطلاق سراحه في صفقة جبريل سنة 1985 وهو مواطن في إسرائيل (من فلسطينيي 48)، فإن هناك تراجعا في أبسط الخدمات المقدمة للأسير منذ فشل المفاوضات بين إسرائيل وحماس. وهذا التراجع يصل إلى حد تقليص الخدمات الطبية وخصوصا في معالجة الأسنان.

الجدير ذكره أن الأسرى وذويهم والحكومة الفلسطينية في رام الله والعديد من المؤسسات الفلسطينية تستعد للاحتفاء بيوم الأسير الفلسطيني في يوم الجمعة القادم وستجري العديد من النشاطات الجماهيرية للتضامن مع الأسرى، البالغ عددهم حوالي 11 ألفا. ويقول منصور إن «يوم الأسير» في هذه السنة يأتي في ظل تهديد إسرائيلي واضح في زيادة وضع الأسرى سوءا وفي ظل محاولات السلطات الإسرائيلية لمحو الإنجازات المهمة التي حققها الأسرى عبر سنين طويلة من الجهد والنضال والتضحيات، مثل العودة إلى الإلقاء بالأسرى في الزنازين والمساس بالحد الأدنى من الحقوق لكل من يحاول رفع رأسه ويعترض على أنظمة الطاعة.

ويضيف منصور أن هدف النشاطات هذه السنة هو أن تصل إلى الأسرى رسالة تقول إنه رغم فشل المفاوضات فإن هناك من يناضل من أجل تحرير الأسرى وإنهم ليسوا منسيين. ويشير إلى أن الجهود لإطلاق سراح الأسرى من خلال صفقة تبادل ستستأنف وأن حركة حماس تصر في مفاوضاتها مع الإسرائيليين على تحرير أسرى من جميع الانتماءات، إسلاميين وعلمانيين وفتحاويين ومن حماس والشعبية والديمقراطية ومن كل المناطق الجغرافية، بمن في ذلك أسرى فلسطينيي 48، آخذة بعين الاعتبار مدة محكومية الأسير وكم أمضى منها، وسنّه ووضعه الصحي، وهي تولي أهمية خاصة لتحرير صغار السن من الفتيان، وكذلك النساء والفتيات الفلسطينيات.

من جهة ثانية، عاد القيادي في حركة حماس، أسامة المزيني، تكرار موقف «حماس» المتمسك بمطلب الإفراج عن جميع الأسرى الـ450، مقابل إطلاق سراح غلعاد شاليط. وقال إن الضغوط التي تمارسها إسرائيل على الأسرى لن تغير موقف الحركة ولن تفت من عضد صمودهم داخل السجون. ورحب المزيني بوساطة أية دولة لإنجاز الصفقة على قاعدة الاستجابة لمطالب حركته. وأوضح في تصريح صحافي أن حماس لا تستطيع مع ذلك أن تطلب من أية جهة التدخل، لكنه إذا أرادت ألمانيا أو فرنسا أن تتدخل فلن ترد حماس بالرفض. وأشار إلى أن بعض الدول الإسلامية والأوروبية عرضت الوساطة، وأنه تم قبول ذلك. لكن هذه الوساطات لم تفلح في إنجاز الصفقة بسبب التعنت الإسرائيلي.