بريطانيا: تمديد الحبس الاحتياطي لـ11 مشتبها بعلاقتهم بالإرهاب

تقرير: لا أدلة على وجود قنابل أو مواد لصنع المتفجرات.. والمعلومات جاءت من الخارج

ضباط من شرطة اسكتلنديارد يحرسون البوابات الخارجية للبرلمان بوسط لندن في أعقاب مداهمات لاعتقال مشبوهين في مانشستر وليفربول (أ.ب)
TT

حصلت الشرطة البريطانية على تمديد سبعة أيام فترة الحبس الاحتياطي لأحد عشر مشتبها به يتم استجوابهم منذ أول من أمس في إطار تحقيق بشأن مؤامرة إرهابية مفترضة وصفتها السلطات بأنها «كبيرة»، وفق ما علم أمس من مصدر أمني. وقالت متحدثة باسم شرطة مانشستر شمال غربي انجلترا التي شهدت ابرز اعتقالات مساء اول من امس «لقد تلقت وحدة مكافحة الارهاب لمنطقة الشمال الغربي مساء امس مذكرة تمديد احتجاز 11 رجلا». وقال مصدر امني ان امام الشرطة الان سبعة ايام إضافية لاستجواب المشتبه بهم الذين تتراوح اعمارهم بين 22 و41 عاما. وسلم المشتبه به الثاني عشر البالغ من العمر 18 عاما الى شرطة الحدود، دون المزيد من التفاصيل. وكان تم توقيف الـ12، بينهم 11 باكستانيا، مساء الأربعاء أثناء عملية أمنية واسعة النطاق نفذها مائة شرطي في مانشستر وليفربول وفي نواح أخرى من منطقة شمال غربي انجلترا. وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان الغارة أتاحت إحباط «مؤامرة ارهابية كبيرة». ولم توضح الشرطة طبيعة هذه المؤامرة. وبحسب وسائل اعلام، فقد تكون موجهة ضد ملهى ليلي يرتاده الكثير من الزبائن في مانشستر اضافة الى اكبر مركز تجاري في المدينة. وتم تنفيذ عملية الدهم بشكل مبكر خشية افلات المشتبه بهم وذلك بعد نشر صور لوثيقة سرية كشفت بسبب خطأ ارتكبه رئيس شعبة مكافحة الارهاب السابق بوب كويك. وكويك الذي تم تصويره وهو يتأبط وثائق مصنفة سرية حين كان يدخل مقر الحكومة، اضطر الى اعلان استقالته الخميس. وظهرت في الوثيقة المصورة اسماء وتفاصيل العملية اضافة الى اشارة الى علاقة المؤامرة بتنظيم القاعدة.

الى ذلك ذكر تقرير إخباري امس أن عمليات التفتيش التي تمت في أعقاب إلقاء القبض على 12 شخصا في عدة مدن بريطانية لم تكشف عن أي أدلة تشير إلى وجود «مؤامرة إرهابية». وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، نقلا عن مصادر وصفتها بأنها عليمة بالتحقيقات الجارية، إن جهاز الاستخبارات البريطاني «إم.آي.6» هو الذي قدم المعلومات التي أثارت المخاوف بين أجهزة الأمن البريطانية من وجود خلية «إرهابية» تستعد لشن هجوم بالقنابل على أراضي البلاد. وأضافت أنه تم جمع المعلومات أولا من خارج بريطانيا ثم من داخل البلاد قبل القيام بمداهمات الأربعاء الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد 48 ساعة من الاعتقالات فإن مصادر قريبة من التحقيقات أكدت عدم وجود أي دليل على وجود قنابل أو أجزاء تصنيعها أو الكيماويات التي تستخدم في تصنيعها أو حتى مجرد وجود أسلحة أو ذخائر. وقالت الصحيفة إن ما تم جمعه من معلومات استخباراتية دفع جميع الأجهزة الأمنية إلي الاقتناع التام بضرورة اعتقال الأشخاص الـ12 المعتقلين حاليا. ويرى المحققون أن العملية كانت في مراحلها الأولى. ونقلت الصحيفة عن مصدر بارز قوله إنه لم يتم العثور على شيء له «أهمية كبيرة» مشيرا إلى أنه من الممكن ألا يتم العثور على أي أدلة قبل مرور الـ28 يوما المسموح خلالها باعتقال عناصر «إرهابية» دون محاكمة.

وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت نفسه فإن مصادر أخرى قالت إن هناك الكثير من المعلومات عندما توضع معا قد «تأخذنا إلى مكان آخر» مؤكدين أن العملية ستستغرق وقتا طويلا في مجال التحقيقات. وذكرت الصحيفة أن البحث المكثف داخل عشرة منازل ذات صلة بالأشخاص المعتقلين الذين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة لم يسفر عن الحصول على أي أدلة تشير بوضوح إلى وجود مؤامرة إرهابية. ونقلت عن مصادر مطلعة على سير التحقيقات أنه لم يتم العثور على أي أدلة تتعلق بوجود قنابل أو معدات لصنع القنابل أو مواد كيميائية لصنع المتفجرات أو مصنع للقنابل أو أسلحة أو ذخائر. وأضافت أنه لا يزال يجري فحص أجهزة الكومبيوتر التي عثر عليها في منازل المشتبه فيهم لعلها تقود إلى أي دليل. من جهة اخرى تعرضت الشرطة البريطانية الى انتقادات واسعة بعد استقالة رئيس فرقة مكافحة الارهاب، وبعد ساعات فقط من الخطأ الأمني المحرج استقال بوب كويك من منصبه تاركا سمعة أشهر قوة شرطة في العالم وإستراتيجيتها الخاصة بمكافحة الإرهاب في حالة تخبط.

وقال المنتقدون إن التصرف الأرعن لكويك، الذي يتعلق في الأساس بعملية مداهمة تقودها الاستخبارات على مؤامرة تستلهم روح تنظيم القاعدة في مدينة مانشستر بشمال البلاد، ألقى الضوء على قوة يبدو أنها تنقصها القيادة الحازمة وتحتاج بشكل ملح إلى الإصلاح.