وزير الداخلية التركي يتوجه إلى بغداد لبحث سبل مكافحة «العمال الكردستاني»

أربيل: لا علم لنا بالزيارة ولسنا معنيين بها

TT

فيما توجه وزير الداخلية التركي بشير اتالاي أمس الى بغداد للمشاركة في اجتماع بشأن مكافحة عناصر حزب العمال الكردستاني التركي المحظور الذين يشنون هجماتهم على تركيا من شمال العراق، أكد مسؤولون في حكومة إقليم كردستان ان أربيل لا علم لها بالزيارة ولا علم لها بإرسال اي مبعوث ليمثل الاقليم في المحادثات بين بغداد وأنقرة. وتندرج هذه المحادثات في اطار لجنة ثلاثية تركية اميركية عراقية تم تشكيلها في نوفمبر (تشرين الثاني) لمكافحة انفصاليي حزب العمال الكردستاني. وجاءت زيارة اتالاي بعد أقل من ثلاثة اسابيع على زيارة الرئيس التركي عبد الله غل الى بغداد، التقى خلالها بكبار المسؤولين العراقيين وتم بحث الملف الامني بين البلدين. ويرى مراقبون ان زيارة وزير الداخلية التركي تأتي لتفعيل ما تم الاتفاق عليه بين بغداد وانقرة خلال زيارة غل. واعلن الوزير لوكالة أنباء الاناضول التركية قبل مغادرته «اننا ننتظر ان تتخذ الحكومة المركزية العراقية والادارة الاقليمية في الشمال اجراءات ملموسة» ضد حزب العمال الكردستاني.

ورأى ان عمل اللجنة «سيؤدي الى نتائج جيدة وخصوصا في مجال تبادل المعلومات».

وأكد مكتب وزير الأمن الوطني، شيروان الوائلي، لـ«الشرق الأوسط»، أن اجتماعاً عقد للجنة الثلاثية (العراق ـ تركيا ـ أميركا)، وعلى مستوى وزاري في مكتب القائد العام للقوات المسلحة، وأوضح المصدر «أن الاجتماع بحث مشكلة عناصر حزب العمال الكردستاني، وآلية العمل لإنهاء أعماله الإرهابية التي تنطلق من الأراضي العراقية». ومن جهته، قال محمد الحاج حمود وكيل وزارة الخارجية العراقي، إن زيارة وزير الداخلية التركي إلى البلاد، تأتي في إطار التعاون بين البلدين في الشؤون الأمنية وتحديداً مع الجهات ذات الصلة بهذا الموضوع (اللجنة الثلاثية ـ العراقية ـ التركية ـ الأميركية). وقال حمود لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجانب التركي يسعى إلى تنسيق الجهود مع الجانب العراقي، سيما فيما يتعلق بحماية الحدود بين الطرفين (العراقي ـ التركي)»، مشيرا إلى أن دور وزارة الخارجية «ينحصر في تنظيم اللقاء وتسهيل الاجتماعات اللجنة الثلاثية، أما جدول الأعمال فإنه من مهام وزيري داخلية البلدين». وعلى صعيد متصل، أكد جلال كريم وكيل وزارة الداخلية في حكومة اقليم كردستان لـ«الشرق الاوسط» ان وزارته لم ترسل اي مسؤولين عنها الى بغداد للمشاركة في المباحثات التي يجريها اتالاي مع المسؤولين في الحكومة العراقية ونفى علمه بطبيعة المباحثات التي ستجرى بين الجانبين.

كما اوضح اللواء جبار ياور وكيل وزارة شؤون البيشمركة في حكومة الاقليم ان المباحثات التي يجريها الوزير التركي تخص وزارة الداخلية في العراق، وان وزارة البيشمركة ليست معنية اطلاقا بتلك المباحثات، نافيا علمه بما اذا كانت وزارة الداخلية في الاقليم قد ارسلت مسؤولين عنها الى بغداد للمشاركة في تلك المباحثات ام لا.

وحزب العمال الكردستاني الذي يعتبره الاتحاد الاوروبي وانقرة والولايات المتحدة منظمة ارهابية، يستخدم منذ وقت طويل قواعد في كردستان العراق (شمال) لشن هجمات ضد اهداف تركية على الجانب الآخر من الحدود. وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية فقد قتل سبعة من حزب العمال الكردستاني في منطقة جبلية في محافظة شيرناك التركية القريبة من الحدود مع العراق، خلال عملية اطلقها الجيش غداة مقتل اثنين من جنوده أول من أمس برصاص مقاتلي الحزب، كما اكدت هيئة اركان الجيش التركي على موقعها الالكتروني. ومنذ ديسمبر (كانون الاول) 2007، يقصف الطيران التركي معسكرات المقاتلين الاكراد في شمال العراق. واتهمت انقرة طويلا اكراد العراق بالتساهل وحتى بمساعدة حزب العمال الكردستاني، لكنهم باتوا يشاركون في محادثات اللجنة الثلاثية.

والشهر الماضي، دعا الرئيس العراقي جلال طالباني (كردي) اثناء زيارة نظيره التركي غل، الناشطين في حزب العمال الكردستاني الى القاء السلاح او مغادرة البلاد. غير ان حزب العمال الكردستاني رفض تلك الدعوة.

وشن حزب العمال الكردستاني في 1984 حملة مسلحة بهدف الحصول على الحكم الذاتي لمنطقة جنوب شرق تركيا التي يسكنها غالبية من الاكراد. واسفر النزاع عن مقتل 44 الف شخص.