قمة تجمع العاهل الأردني وأوباما في 21 الشهر الجاري تركز على السلام على أساس حل الدولتين

ملك الأردن يحمل الموقف العربي الموحد إلى الإدارة الأميركية

الملك عبد الله الثاني العاهل الاردني لدى وصوله الى مطار هانيدا في طوكيو في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام لليابان (أ.ب)
TT

يلتقي العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، في واشنطن، الرئيس الأميركي باراك أوباما، في قمة ستركز على الجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وتحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة، إضافة إلى العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات كافة.

وقال بيان للديوان الملكي الأردني، أمس، إن الملك عبد الله الثاني سيلتقي خلال الزيارة، التي ترافقه فيها الملكة رانيا العبد الله، أركان الإدارة الأميركية، وسيعقد عدداً من اللقاءات مع ممثلي الجاليات العربية والإسلامية واليهودية الأميركية لبحث الجهود المبذولة للوصول إلى سلام عادل وشامل في المنطقة. كما سيلقي خطاباً في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في العاصمة واشنطن، يتمحور حول سبل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان العاهل الأردني قد استقبل، يوم أول من أمس، عدداً من وزراء الخارجية العرب وأمين عام الجامعة العربية، قبيل زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة، حيث سيحمل الموقف العربي الموحد الذي اتفق عليه في قمة الدوحة إلى الإدارة الأميركية. والعاهل الأردني، الذي اعتلى عرش الأردن قبل عشر سنوات، سعى إلى دفن مشاريع الارتباط مجدداً مع الضفة الغربية وقطع الجسور مع حماس الإسلامية خارج فلسطين. وربط مصالح الأردن بواشنطن وعواصم أوروبا الغربية من جهة، وبمصر والسعودية من جهة أخرى. ويرى مراقبون أن الملك الشاب، القادم من المؤسسة العسكرية، جمع خيوط السياسة الخارجية في يده، وسعى لبناء توازنات حساسة بين واشنطن وموسكو، طهران والرياض، فيما واصل الرهان على مشاريع السلام الأميركية، التي تركت لديه خيبة أمل بعد ثماني سنوات من الوعود بشأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وسعياً وراء هذا الهدف، جال في غالبية عواصم العالم من أميركا اللاتينية إلى أقصى شرق آسيا، مذكراً قادتها بأن استعصاء القضية الفلسطينية هو الذي يقف وراء قدح شرارات بؤر الاشتعال وتأجيج التطرف من بغداد إلى غزة ومن بيروت إلى كابل، كذلك حمل معه فرصاً وخططاً لبناء شراكات اقتصادية، والبحث عن استثمار طاقة بديلة مثل اليورانيوم أو شطب جزء من تركة الدين الخارجي لدى نادي باريس. وكان الملك عبد الله الثاني بين زعماء قلائل ألقوا خطابات تاريخية أمام الكونغرس الأميركي والبرلمان الأوروبي، وظل محور هجومه الدبلوماسي دائماً، التحذير من انتقال الاهتمام العالمي من القضية الفلسطينية إلى العراق. وحاول الابتعاد عن سياسة المحاور، لكنه وجد بلده الصغير محاطاً بتكتلات متصارعة بأبعاد إقليمية ودولية فرضتها سياسة المدفع، منذ اجتياح العراق في ربيع عام 2003، وتحطيم ما كان يعرف بـ«البوابة الشرقية» أمام مد الثورة الإسلامية الإيرانية. وهكذا التحقت عمان بما كان يعرف بـ«رباعية الاعتدال العربي» إلى جانب القاهرة والرياض وأبوظبي، مقابل خندق «الممانعة» بزعامة طهران وعضوية دمشق والدوحة إلى جانب حزب الله اللبناني الشيعي وحماس الفلسطينية. وقد أطلق العاهل الأردني «رسالة عمّان» حول التسامح وتقبل الآخر في ختام مؤتمر حاشد دعا إليه رجال دين من الشيعة والمذاهب كافة، جاء ذلك في غمرة الحرب على التطرف وفي مسعى لإبعاد شبهة المذهبية عن السياسة الخارجية الأردنية. وبعد خمس سنوات من تقلده سلطاته الدستورية، أعفى الملك عبد الله الثاني أخاه غير الشقيق، الأمير حمزة بن الحسين، من ولاية العهد، التي بقيت شاغرة حتى اليوم، إلا أن الدستور حدد النجل الأكبر للملك بتولي ولاية العهد دون الحاجة إلى تسميته.