طهران تصر على قبول واقع «إيران دولة نووية»

أحمدي نجاد يطالب أوباما بـ«تغييرات جوهرية»

TT

أكد مسؤولون إيرانيون أمس التزامهم بسياسة تطوير البرنامج النووي الإيراني ومواصلة تخصيب اليورانيوم على الرغم من مطالب الدول الكبرى لها. وعبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن انفتاحه على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، لكنه رفض مجددا المطالب بوقف النشاط النووي الذي يخشى الغرب أن يكون هدفه صنع قنابل.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ارنا» عن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني قوله أمس، إنه بات على الدول الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا) أن تقبل بأن الجمهورية الإسلامية دولة نووية مدنية. وقال لاريجاني: «لم يعد الآن أمام مجموعة 5+1 أي سبب لرفض أو إنكار وجود تكنولوجيا نووية إيرانية، وبالتالي على المفاوضات المقبلة أن تقوم على الحقوق الواردة في معاهدة الحد من الانتشار النووي». وصرح لاريجاني بأن البرلمان الإيراني سيقوم بالإشراف بدقه علي المباحثات النووية التي تعتزم إيران إجراءها وأن البرلمان سيمرر المباحثات التي تجري في إطار قرارات المجلس فقط.

وكانت الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا دعت إيران إلى مفاوضات مباشرة حول برنامجها النووي المثير للجدل. وتشتبه الدول الغربية في أن إيران تسعى لامتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني. وهو ما تنفيه طهران على الدوام. ودشن الرئيس الإيراني أول مصنع لإنتاج الوقود النووي الخميس الماضي، وأعلن أنه قام بتجربة طرازين من أجهزة الطرد المركزي أكثر قوة لتخصيب اليورانيوم.

ورفض لاريجاني مراقبة أكثر صرامة للبرنامج النووي الإيراني من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واعتبر لاريجاني أن «أنظمة مراقبة أكثر صرامة طالب بها البعض في مجموعة 5+1 ليس لها أي قواعد قانونية وشرعية».

وأوضح أحمدي نجاد في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن إيران لن تنحني للضغوط الدولية وتعلق تخصيب اليورانيوم والذي يمكن استخدامه في أغراض مدنية وعسكرية على حد سواء. وأضاف: «هذه النقاشات قديمة انتهى وقتها». وتربط إيران التطورات في المباحثات حول برنامجها النووي مع علاقاتها مع الولايات المتحدة. ودعا محمود أحمدي نجاد في المقابلة نفسها إلى «تغييرات جوهرية» في سياسات واشنطن مرددا بذلك تصريحات للزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي ومسؤولين إيرانيين كبار آخرين. وأضاف: «إذا تغير سلوك الولايات المتحدة فبوسعنا أن نرى تقدما مهما» في إشارة إلى عقود من التشكك والريبة بين طهران وواشنطن. وفي عدول عن نهج إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش عرضت الإدارة الجديدة للرئيس باراك أوباما «بداية جديدة» من الحوار الدبلوماسي إذا «بسطت الجمهورية الإسلامية قبضتها». وردت إيران بحذر على دعوات واشنطن للتقارب قائلة إنها تريد أن ترى تحولا حقيقيا في السياسة الأميركية عن سياسة إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش التي قادت مسعى لعزل إيران. وقال أحمدي نجاد في المقابلة: «نؤيد المحادثات على أساس العدل والاحترام. هذا هو موقفنا على الدوام. ننتظر أن يعلن أوباما خططه ليكون بوسعنا تحليلها». وأضاف: «نتحدث باحترام بالغ عن أوباما. لكننا واقعيون. نريد أن نرى تغييرات جوهرية. نشعر أنه ينبغي لأوباما أن يطابق أقواله بأفعاله». وفي الوقت الذي تسعى فيه للحوار مع إيران، حذرت إدارة أوباما أيضا من عقوبات أشد إذا واصلت طهران تحدي مطالب الأمم المتحدة بوقف نشاطها النووي الحساس.

واعتبر لاريجاني أن «إحدى السبل التي يمكننا من خلالها معرفة مدى التغيير الذي طرأ على السياسة الأميرکية في عهد الرئيس أوباما هو تعاطي الولايات المتحدة مع البرنامج النووي الإيراني».

ومن جهته، أكد نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي «على العالم أن يتقبل بأن لإيران قوة نووية لأغراض مدنية» بحسب موقع التلفزيون الإيراني الإلكتروني. وقال سعيدي «قبلت بعض الدول بهذا الواقع، والحوار لتعليق (برنامج تخصيب اليورانيوم) أصبح من الماضي ولم يعد ملائما».

ومن جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بوروجردي، إن إيران ترفض فكرة تعليق تخصيب اليورانيوم. وأعلن «لن تقبل إيران وقف تخصيب اليورانيوم لكننا نقبل نزعا للأسلحة النووية» مضيفا أن طهران «وراء فكرة شرق أوسط خال من الأسلحة النووية». وفي مقابلة مع صحيفة «اعتماد ميلي» الإصلاحية الإيرانية أمس، قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إن فرنسا والدول الغربية لا تزال تأمل في أن توقف طهران تخصيب اليورانيوم. وصرح كوشنير بأن «الأمل لا يزال قائما في أن تقبل إيران» وقف تخصيب اليورانيوم.