مسيحيو العراق يحتفلون بعيد الفصح في ظروف أمنية أفضل

عودة معظم العائلات المسيحية النازحة إلى مناطق سكناها في الموصل

مسلمة تشارك المسيحيين احتفالهم بعيد الفصح في كنيسة ببغداد أمس (أ. ب)
TT

احتفل المسيحيون في العراق أمس بعيد الفصح وسط ظروف أمنية أفضل نسبيا من السنوات السابقة التي تعرضوا خلالها إلى عمليات قتل وتهجير فيما تعرضت كنائسهم لهجمات.

وفي الموصل جرى الاحتفال وسط فرح غامر بعودة غالبية العوائل المسيحية المهجرة إلى منازلها بعد الاستقرار النسبي في الأوضاع الأمنية. وأقيم قداس خاص في كنيسة مار بولس في حي الشرطة في الجانب الشمالي من مدينة الموصل (370 كلم شمال بغداد)، بحضور مئات المسيحيين. وتوافد المصلون الذين ارتدوا ملابس أنيقة من مختلف أرجاء المدينة واتخذت قوات الأمن العراقية إجراءات مشددة لحمايتهم. وأكد الأب بسمان جورج في كلمته على«المحافظة على وحدة العراقيين وأخوتهم ورابطة الدم بينهم». وأشار إلى تحسن الأوضاع الأمنية وعودة معظم العوائل المهجرة في الموصل إلى منازلها. وأكد الأب جورج لوكالة الصحافة الفرنسية أن «أكثر من ثمانين بالمائة من العوائل المسيحية المهجرة، عادت إلى منازلها وتمارس حياتها الطبيعية الآن».

وقد تعرض المسيحيون في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في الموصل (370 كلم شمال بغداد) لموجة من أعمال العنف والاعتداءات أسفرت عن مقتل نحو 15 شخصا منهم وتدمير ثلاثة منازل ما أدى إلى نزوح 2500 عائلة على الأقل. وأكد الأب جورج أن «الحياة المسيحية عادت كما كانت، حيث تقام الصلوات والاحتفالات والمناسبات». وشدد على أن «النسيج العراقي مترابط من مسيحيين ومسلمين، ولا يمكن أن يكون وجود مسيحي من دون وجود إسلامي». وأضاف «إننا لا نطالب بحماية خاصة للمسيحيين ولا بحقوق أو مميزات وإنما نطالب بحماية لكل العراقيين وحقوق الجميع بغض النظر عن الدين أو القومية».

من جانبه، قال حازم جرجس (45 عاما) الذي يعمل مدرسا، إن «هذا العيد مميز عن غيره، لان الفرحة تغمر الجميع» مؤكدا أن «تحسن الوضع الأمني دفع الكثير من المسيحيين للعودة إلى منازلهم». بدوره، قال سلون إلياس (35 عاما) إن «أجمل ما في هذا العيد عودتنا إلى منازلنا والى أهلنا وأصدقائنا». من جانبه، أكد شمعون بطرس (31 عاما) أن «العيد الحقيقي بعودة الأمن والاستقرار إلى العراق والعيش الكريم لكل أطيافه».