الصومال: إطلاق سراح القبطان الأميركي.. ومقتل 3 قراصنة واحتجاز رابع

وزير الخارجية الصومالي لـ«الشرق الأوسط»: منحنا الأساطيل الحربية الإذن لضرب القراصنة وليس لغزو أراضينا

احد البحارة في السفينة «مايرسك ألاباما» يتحدث إلى الصحافيين بعد وصول السفينة إلى ميناء مومباسا الكيني (أ.ب)
TT

تم الإفراج عن القبطان الأميركي ريتشارد فيليبس الذي احتجزه قراصنة منذ خمسة أيام في المحيط الهندي قبالة السواحل الصومالية، كما أعلنت متحدثة باسم الخارجية الأميركية أمس.

ولم تذكر الخارجية المزيد من التفاصيل بشأن ظروف تخليص القبطان من أيدي خاطفيه مكتفية بالقول إن حالته الصحية جيدة وإنه الآن على متن السفينة الحربية الأميركية «يو اس اس بينبريدج». ونقلت قناة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن 3 من القراصنة الأربعة الذين كانوا يحتجزون فيليبس قتلوا في حين أن الرابع وضع قيد الاحتجاز إثر عملية نفذتها البحربة الأميركية. وكان القراصنة احتجزوا القبطان فيليبس رهينة على متن قارب نجاة منذ الأربعاء الماضي في أعقاب محاولة فاشلة لاختطاف سفينته «ميرسك الاباما» في المحيط الهندي (500 كيلومتر قبالة السواحل الصومالية).

وتعقبت سفن حربية أميركية ومروحيات القارب الذي كان على متنه مسلحون صوماليون يحتجزون القبطان الأميركي رهينة قبالة ساحل الصومال. وحلقت طائرات هليكوبتر عسكرية فوق منطقة يستخدمها القراصنة بميناء هاراديري.

وكان وزير الخارجية الصومالي محمد عبد الله عمر قد نصح السلطات الأميركية التحلي بالهدوء وألا تتدخل عسكريا لإطلاق سراح القبطان، وقال عمر لـ«الشرق الأوسط» «إذا ما هاجموا القراصنة لا شك أنهم سيقتلون الأميركي المختطف أو قد يقتل خلال أي تبادل لإطلاق النار». وأشار من جهة ثانية إلى الوجود المكثف للبوارج الحربية في المنطقة وقال «منحنا الأساطيل الحربية الإذن لضرب القراصنة وليس لغزو الصومال».

وكان أربعة من القراصنة مسلحون ببنادق هجومية وقاذف صاروخي ومعهم أسيرهم قبطان السفينة الأميركية ريتشارد فيليبس، 53 عاما، يقتربون من الساحل فوق قارب نجاة نفد وقوده. وتراقب ثلاث سفن حربية أميركية الوضع. وقال عويس علي سعيد رئيس منطقة جالكايو بوسط الصومال التي ينتشر فيها القراصنة لـ«رويترز» «من المؤكد أن القبطان كان موثقا إلى قارب النجاة لأنه حاول الهرب في إحدى المرات». وقالت مصادر القراصنة أن طائرات الهليكوبتر الأميركية كانت تسقط إمدادات إلى القارب. ويعد فيليبس أول أميركي تحتجزه عصابات القراصنة الصوماليين التي تجوب وتهاجم الممرات البحرية المزدحمة في خليج عدن والمحيط الهندي منذ سنوات.

وقال قرصان من قرية هوبيو ذكر أن اسمه حسين «أعطاهم الأميركيون طعاما وماء أسقطته الهليكوبترات فوق قارب النجاة». وكان المسؤولون الأميركيون يتلهفون لإنهاء مأزق الخطف الذي شغل الأميركيين منذ يوم الأربعاء عندما أخذ فيليبس عازف السكسافون ومحب الرياضة ووالد طفلين يعيشان في ريف فيرمونت كرهينة.

وقال بيان للشركة المالكة لخطوط مايرسك الملاحية في بيان إن راصدين من البحرية الأميركية شاهدوا فيليبس صباح أمس دون تقديم أي تفاصيل أخرى. وقال بحارة وأقارب فيليبس البالغ من العمر 53 عاما انه تطوع لركوب قارب النجاة مع القراصنة مقابل سلامة سفينته وطاقمها. وصاح أحد أعضاء الطاقم من فوق السفينة التي تبلغ حمولتها 17 ألف طن وهي ترسو في ميناء مومباسا الكيني بعد حلول الظلام «القبطان بطل. أنقذ حياتنا من خلال تسليم نفسه». وكان خبراء قد توقعوا نهاية سريعة للمأزق لكن القراصنة يتمسكون بالفدية وبالمرور الآمن لهم عائدين إلى بلادهم. وقال أصدقاء القبطان إن العصابة تطلب مليوني دولار. وقال واحد من البحارة «هذا الرجل بطل، مشيرا إلى كبير مهندسي السفينة الذي تمكن فيما يبدو من إغراء أحد القراصنة وأدخله في غرفة المحرك، حيث تم احتجازه لاستخدامه كرهينة للتفاوض في محاولة لإجبار المهاجمين على الإفراج عن القبطان، الذي سلم نفسه للقراصنة لإقناعهم بترك السفينة. إلا أن الخطة لم تتم على ما يرام. كما ظهرت بعض التفاصيل غير الواضحة مثل صعود القراصنة للسفينة عبر حبل وبدأوا في إطلاق النار في الهواء.

من جهته أعرب وزير الخارجية الصومالي محمد عبد الله عمر عن قناعته بأن السلطات الأميركية لن تتدخل عسكريا لإطلاق سراح ربان سفينة الشحن الدانمركية. وقال عمر لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من جيبوتي التي يزورها منذ بضعة أيام، «ينبغي أن يتحلى الأميركيون بالهدوء، إذا ما هاجموا القراصنة لا شك أن القراصنة سيقتلون الأميركي المختطف أو قد يقتل خلال أي تبادل لإطلاق النار». وأضاف: «نصيحتي لهم بأن يتفاوضوا ويستمروا في الضغط النفسي على القراصنة لحملهم على إطلاق سراح الرهينة المحتجز لكن دون دفع أي فديات مالية».

ورأى أنه سيكون من الخطأ في نهاية المطاف أن يحصل القراصنة على مكافأة مقابل هذا العمل الإجرامي.

وكشف وزير الخارجية الصومالي لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن الحكومة الصومالية منحت الإذن رسميا لمجموعة الدول التي تحتفظ بأساطيل عسكرية قبالة السواحل الصومالية وتنتشر منذ شهور في مياه المحيط الهندي بالتدخل عسكريا إذا ما اقتضت الضرورة للدفاع عن أنفسهم وسفنهم وإحباط أي عمليات للقرصنة.

وقال: «أعطينا الإذن للتدخل طالما الأمر يتعلق بمكافحة القراصنة، لكنه ليس هذا معناه منحهم الإذن بضرب أي أهداف عسكرية داخل الأراضي الصومالية أو غزو البلاد».