لوائح المعارضة الأساسية تعلن قبل الانتخابات بيومين.. و«حزب الله» ينفي الخلاف داخل صفوفها

البطريرك صفير يريد اقتراعا من دون «إغراء وتهديد ووعيد»

TT

نفى «حزب الله» اللبناني أمس وجود خلافات داخل المعارضة حول اللوائح الانتخابية المشتركة بين أطرافها، لكنه أعطى «قوى المعارضة الأساسية» مهلة تمتد إلى الخامس من يونيو (حزيران) لإنجاز الاتفاق، أي قبل يومين من الانتخابات، في إشارة إلى استمرار التباين بين هذه القوى، خصوصا بين رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استمر بإعطاء إشارات التهدئة الانتخــابية.

رأى البطريرك الماروني نصر الله صفير أن الانتخابات اللبنانية المقبلة «جاءت لتزيد في شرذمة الصفوف، وإذكاء حدة التنافس»، مستغربا اختلاف ظروف لبنان عن «الانتخابات التي تجري عند غيرنا من البلدان الراقية في هدوء وسكينة، ولا تقضي أكثر من أن يلقي كل مواطن بورقته في صندوق الاقتراع، وهو ذاهب إلى عمله. فيختار من يختار، دون إغراء أو تهديد أو وعيد». وأمل صفير في عظة الفصح التي حضرها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على عادة الرؤساء اللبنانيين في زيارة البطريركية في مثل هذه المناسبات «أن تجري هذه الانتخابات في جو من الهدوء فيبرهن اللبنانيون على أنهم أصبحوا على قدر كبير من المسؤولية».

وهاجم «حزب الله» أصحاب «المشروع الآخر» في لبنان، في إشارة إلى قوى «14أذار» التي تشكل الأكثرية البرلمانية، معتبرا أن مشروعها هو «الخضوع لإرادة القوى الدولية الأجنبية التي تريد مصالحة أنظمة المنطقة مع العدو الصهيوني وتريد حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في العودة إلى أرضه، وتريد إسقاط كل ممانعة لدى شعوب هذه المنطقة». وقال رئيس كتلة نواب الحزب في البرلمان اللبناني محمد رعد في تجمع انتخابي للحزب في جنوب لبنان: «نحن نشعر ونعتقد أن أصحاب هذا المشروع يريدون تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه في عدوان يوليو (تموز) 2006، إنما عبر صناديق الاقتراع، وعبر المال الانتخابي الذي يوزعونه هنا وهناك حيث لم يشهد لبنان مرحلة انتخابية يصرف فيها المال الانتخابي كما يصرف الآن بهذا الشكل، وهذا ليس من أجل كسب مقعد نيابي وإنما من أجل سحق مشروع مقاوم وممانع، ومن هنا نجد أن هذا الإغداق للمال والسخاء بالمال الأجنبي والإقليمي الذي يصرف انتخابيا لمصلحة خصوم مشروع الممانعة والمقاومة هدفه تحقيق ما عجزت عنه الحرب العدوانية في عام 2006». لكنه جزم بأن ذلك «لن يتحقق عبر صناديق الاقتراع، لان المقاومة ومشروعها باقيان طالما هناك تهديد للبنان»، وقال:«إن بقاء لبنان قوامه بقاء المقاومة وهذه معادلة يجب أن يفهمها القاصي والداني، ولن نحني رقابنا لأحد ولن نخضع إرادتنا لأجنبي أو متآمر أو متواطئ ونحن أبناء هذا البلد ونحن أسياد الدفاع عنه والمقاومة حريصة كل الحرص وتمارسه بكل دقة، وهي حريصة على التنسيق التام والتناغم التام مع الجيش الوطني اللبناني لأنها تتفهم مهامه وتتعاون معه من اجل تحقيق هدف وطني كبير يخدم مصلحة البلد ويحمي البلد ويوفر السلامة والأمن لجميع أبناء البلد». وفي الإطار نفسه أكد عضو كتلة الحزب النائب حسن فضل الله «أن المعارضة هي اليوم في أحسن حالاتها متماسكة متراصة متفاهمة متوافقة ولديها متسع من الوقت حتى الخامس من يونيو (حزيران) على مستوى قوى المعارضة الأساسية لإنجاز اتفاق حول اللوائح المشتركة التي ستخوض بها الانتخابات، وقال: «نحن مطمئنون إلى المستقبل والى أن نتائج الانتخابات لن تكون في مصلحة أصحاب عقلية التفرد والاستئثار مهما كانت النتائج وعدد المقاعد». وانتقد عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي يرأسها النائب وليد جنبلاط ، النائب عبد الله فرحات ما وصفه بأنه «انتهاك كرامة الجبل» في إشارة إلى إقصائه عن اللوائح الانتخابية لقوى «14أذار» لصالح حزب الكتائب. معتبرا «أن الجبل يعرف أبناءه، ويعرف من يختار منهم ولا تفرض عليه أسماء ولا وجوه ولا بطاقات حزبية ولا إعانات عامة، لن يسمح الجبل أن تنتهك كرامة أبنائه بمرشحين معلبين أو حاملي أختام الاستيراد». وقال: «لن نقبل أن يختصرنا أحد لا أحزاب ولا قوى ولا من يدعي انه قوة. هل فعلا اتخذ القرار في 14 آذار للقضاء على كل حيثية مسيحية مستقلة ممثلة لمواطنين أصيلين. لن نقبل أن يسمى مرشحونا في غرف مظلمة بعيدا من رحاب هذا الجبل». متسائلا عما إذا كان «اتخذ قرار في 14 آذار بشطب الجبل من المعادلة بشطبنا وشطبكم من المعادلة الوطنية». وقال :«لا يحملنا أحد مغبة أي هزيمة أو سقوط لأي لائحة».