مصادر التحقيقات في «قضية حزب الله»: شهاب اعترف بتكليفه بضرب سياح إسرائيليين بسيناء عقب اغتيال مغنية

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن سوريين وسودانيين متورطون في القضية

TT

كشفت مصادر مطلعة حضرت الليلة قبل الماضية التحقيقات في نيابة أمن الدولة في القاهرة مع المتهم الرئيسي في قضية «تنظيم حزب الله في مصر» سامي شهاب، أن المتهم اعترف بتكليفه من حزب الله بتوجيه ضربات ضد سياح إسرائيليين بسيناء عقب اغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في فبراير (شباط) 2008، وأن من بين المتورطين في القضية سوريين وسودانيين، إضافة لمصريين. وقالت المصادر إن المتهم الرئيسي اعترف أيضا بأنه مسؤول ملف مصر في الحزب، وأن الحزب طلب منه تعديل الخطة، والتخلي عن مراقبة السياح الإسرائيليين لاستهدافهم، والاستمرار في مهمته الأساسية، التي قال إنها تهريب مقاتلين فلسطينيين ومتفجرات إلى غزة والعمق الإسرائيلي.

وأضافت المصادر أن المتهم شهاب، اعترف بأنه مسؤول «ملف مصر» في ملف أكبر يديره حزب الله، يحمل اسم «ملف دول الطوق» ويشمل مصر وسورية والأردن. وحسب المصادر فإن شهاب قال في التحقيقات إنه يتردد على مصر منذ عام 2005، ويقيم إقامة شبه دائمة فيها بتأشيرة سياحية سليمة صادرة من السفارة المصرية في بيروت، وأنه كان يتنقل في مصر بين عدة شقق.

وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» مساء أمس، أن شهاب اعترف أيضا في التحقيقات الجارية معه، بأنه كان يقدم نفسه لمن يتعاونون معه، من مصريين وسوريين وسودانيين في مصر، على أساس أنه فلسطيني مقيم في سورية. كما اعترف حسب المصادر بأنه والمجموعة التي معه (لم يذكر عددها بالتحديد، مع العلم أن تحريات مباحث أمن الدولة قالت إن العدد 49 وحسن نصر الله قال إن العدد 10 فقط) كانوا يقدمون دعما لوجستيا، وأنهم كانوا «يهربون مقاتلين فلسطينيين، من الأراضي المصرية، إلى العمق الإسرائيلي، وكذلك إلى قطاع غزة، وأنهم كانوا يهربون مفرقعات»، قائلا إن الفلسطينيين الذين كان يتم تهريبهم للقيام بعمليات في الأراضي المحتلة.. «كانوا يأتون من كل مكان، من داخل مصر وخارجها».

وأضافت المصادر أن شهاب قدم أوصافا للمفرقعات التي كان يقوم والمجموعة التي معه بتهريبها إلى الأراضي المحتلة، بعد الحصول على مكوناتها الأساسية من منطقة (سوق) العتبة الشهير في القاهرة، ثم يقومون بنقلها إلى سيناء، ومن هناك يتم تهريبها إلى كل من غزة، والعمق الإسرائيلي، وأن تركيب هذه المفرقعات يتم بطريقة معينة لتعلم إسرائيل، في حال استخدامها ضد أهداف إسرائيلية، أن حزب الله هو الذي يقف وراءها. وقالت المصادر إن معنويات شهاب مرتفعة، خصوصا حين علم أن حسن نصر الله ذكر اسمه أثناء تعليقه على القضية بالفضائيات. وتابعت قائلة إن شهاب أكد خلال التحقيقات أنه والمجموعة التي معه.. «كانوا حريصين على أمن مصر القومي، وفقا لتعليمات من حزب الله، وأن الحزب شدد عليهم بعدم ارتكاب ما قد يتسبب في أية قلاقل في مصر».

واستطردت المصادر قائلة: «هناك فترة حكى عنها شهاب لسلطات التحقيق، تتعلق بتلقيه تكليفات من حزب الله عقب اغتيال مغنية، برصد الوفود السياحية الإسرائيلية في سيناء بمصر، لتوجيه ضربات انتقامية، لكنه (شهاب) قال في التحقيقات إنه صدرت له تعليمات بعد ذلك من الحزب، بإلغاء العملية، والاستمرار في عمله الخاص بدعم القضية الفلسطينية».