السودان: الحكم بالإعدام شنقا على 10 من عناصر «العدل والمساواة»

أدينوا بالتورط في الهجوم على «أم درمان»

TT

حكمت محكمة في العاصمة الخرطوم أمس بالإعدام شنقا حتى الموت على 10 منسوبي حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور، بعد أن أدانتهم بالتورط في هجوم مفاجئ نفذته الحركة على مدينة أم درمان في مايو (أيار) العام الماضي، أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص من القوات النظامية والمدنيين، وخسائر مادية في عدد من الأحياء بالمدينة. وبرأت المحكمة 3 من المتهمين في القضية، لعدم وجود بينة ضدهم، وأمرت بشطب الدعوى ضدهم، وإخلاء سبيلهم. بعد يومين من تنفيذ حكم الإعدام شنقا على 9 من المدانين باغتيال الصحافي السوداني محمد طه محمد أحمد مالك ورئيس تحرير صحيفة «الوفاق» السودانية العام الماضي في حادثة وصفت على نطاق واسع بأنها «بشعة».

وجرت المحاكمة وسط إجراءات أمنية مكثفة في المنطقة حول المحكمة وسط الخرطوم، حيث أغلقت قوات مدججة بالسلاح عددا من الطرق المؤدية للمحكمة أمام المارة، وقبلا ضربت طوقا أمنيا محكما حول مبنى المحكمة. ومنع الصحافيون من التصوير. وكانت محاكم سودانية حاكمت أكثر من 50 من المتهمين في أحداث أم درمان في فترات متفاوتة، كما تفاوتت أحكامهم بين الإعدام والسجن، وكانت السلطات ألقت القبض على أكثر من 100 متهم في الأحداث غير أنها أفرجت عن مجموعات منهم بعد ثبوت عدم تورطهم في الأحداث. من جانبها حذرت حركة العدل والمساواة الحكومة السودانية من أنها ستلقنها درسا لن تنساه، وأن عليها الاستعداد للقادم وهو الأسوأ عليها. وقال الناطق باسم الحركة أحمد حسين آدم لـ«الشرق الأوسط» إن قرار المحكمة سيفتح بابا جديدا، وإن النظام في الخرطوم سيلقن درسا لن ينساه، وأضاف: «إننا نحذر النظام، عليه الاستعداد للأسوأ وجني ثمار ما زرعه.. عليه الاستعداد للقادم، وهو قريب»، معتبرا أن إعدام 9 من أبناء دارفور لإدانتهم بقتل الصحافي محمد طه محمد أحمد، وصدور قرار بإعدام 10 من منسوبي حركته، إلى جانب 50 آخرين صدرت أحكام ضدهم في فترة سابقة بعد هجوم الحركة على أم درمان، ليست مصادفة، واستهداف لأبناء الإقليم.

وقال آدم إن الخرطوم وقعت اتفاقا مع حركته في الدوحة على إطلاق سراح أسرى الحرب كإجراء لبناء الثقة، وأضاف: «قرار الحكم يعد انتهاكا واضحا لما اتفقنا عليه»، وإن الخطوة ستعقد العملية السلمية بأكملها وليس محادثات الدوحة.

إلى ذلك كشف المتحدث باسم ولاية جنوب دارفور محمد خير عن مفاوضات مباشرة تلتئم اليوم بين وفد حكومي برئاسة معتمد محلية عد الفرسان بجنوب دارفور ومختطفي الرهينتين الفرنسية والكندية في دارفور، وتوقع أن يتم الإفراج عن الرهينتين في وقت قريب جدا عقب اللقاء، مؤكدا بأن هناك تطورا ملموسا في سير المفاوضات بين الطرفين.