تأجيل محاكمة المعتقل الوحيد في هجمات مومباي بعد منع محاميته من تمثيله

القاضي أشار إلى تضارب في المصالح.. وتدابير أمنية غير مسبوقة أعدت للجلسة

جنود هنود يحرسون محكمة مومباي أمس «ا ف ب»
TT

واجهت محاكمة أجمل أمير كساب المسلح المتهم الوحيد الناجي من التفجيرات التي شهدتها مدينة مومباي في الهند في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عقبة أمس عندما رفضت المحكمة الخاصة أن تمثله المحامية التي عينتها السلطات للدفاع عنه بسبب خطأ مهني.

وذكرت قناة «إن.دي.تي.في» الإخبارية أن كساب الذي مثل للمرة الأولى أمس أمام المحكمة الخاصة في سجن أرثور رود المحاط بإجراءات أمنية مشددة في مومباي، والمعتقل به أيضا، قد أصر مجددا على أنه يريد أن يتولى الدفاع عنه محام من باكستان. وأشار القاضي إلى تضارب في المصالح لأن المحامية قد تكون مرتبطة بشاهد للادعاء. ورفع الجلسة إلى وقت لاحق خلال النهار دون القول ما إذا سيكون من الممكن بدء المحاكمة دون محامي دفاع.

والمحامية الهندية واغمار وافقت في مطلع أبريل (نيسان) على الدفاع عن المتهم رغم ضغوطات المتطرفين والهندوس ومقاطعتها من قبل محامي بومباي. وأفادت تقارير بأن كساب الذي يزعم انتماءه إلى جماعة «عسكر طيبة» في باكستان، هو أحد أفراد مجموعة من عشرة أشخاص نفذوا الهجمات في مومباي على مدار ثلاثة أيام، بداية من 26 نوفمبر (تشرين الثاني). وألقي القبض على كساب بعد ساعات من وقوع الهجمات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 170 شخصا، من بينهم 9 مسلحين. ويواجه كساب تهما من بينها القتل وشن هجمات ضد الدولة.

وقال المدعي العام ويجال نيكام للصحافيين بعد تأجيل جلسة المحكمة إنه جرى إخبار كساب بأن باكستان لم ترد على طلب مماثل في وقت سابق.، ولكن أمام إصرار كساب قالت المحكمة إنه سيجري تقديم طلبه مجددا وعلى الفور إلى باكستان عبر القنوات الدبلوماسية. وقال نيكام إنه «إذا لم ترد باكستان حتى غد الخميس ستعين المحكمة محاميا بارزا»، وأضاف أنه يتمنى أن يتمكن من إلقاء مرافعته الأولى غدا، وقال: «نريد أن نبدأ المحاكمة في أقرب وقت».

وكان قاضي المحكمة الخاصة قد رفض في وقت سابق أمس أن تدافع المحامية أنجاليا واجمير عن كساب، قائلا إنها لم تفصح عن أنها موكلة أيضا عن أحد الشهود في القضية ذاتها عندما جرى اختيارها للدفاع عن كساب. وأوضح القاضي أنه نظرا لأن كساب مواطن أجنبي وليس له أقارب في الهند، فإنه من واجب المحكمة توفير المساعدة القانونية والمحاكمة النزيهة له. وقال القاضي إن «توفير المساعدة القانونية المناسبة ليس عملا خيريا، ولكنه حق للمتهم».

وكانت تدابير أمنية غير مسبوقة قد أعدت لمحاكمة كساب، حيث نشرت السلطات أكثر من 500 شرطي في السجن. وذكرت قناة «تايمز ناو» التليفزيونية الإخبارية الهندية أنه جرى تأمين الممر الذي يجتازه كساب من زنزانته إلى حجرة المحاكمة ضد القنابل والهجمات الكيماوية، كما جرى تجهيزه بالكامل بكاميرات دوائر تليفزيونية مغلقة.

كما فُرضت قيود على التواجد الإعلامي حيث مُنح نحو 60 صحافيا بطاقات خاصة لحضور المحاكمة. وكان من المقرر بدء المحاكمة في وقت سابق هذا الشهر، ولكن تأجلت حتى استكمال أعمال البناء اللازمة لعقد المحكمة الخاصة. وقال مراسل قناة «إن.دي.تي.في» الذي دخل حجرة المحاكمة، إن كساب أبدى «موقفا يتسم باللامبالاة» وبدا هادئا ومبتسما. وسيمثل أيضا للمحاكمة مواطنان هنديان وجهت إليهم الاتهامات مع كساب.

واتهم فهيم أنصاري وسبع الدين أحمد باستكشاف «تاج محل» وفندق «تريدنت» وإحدى محطات السكك الحديدية التي استهدفها منفذو الهجمات الإرهابية. ويزعم أنهما أعدا خرائط وقدماها إلى جماعة «عسكر طيبة». وأعدت الشرطة الهندية وثيقة اتهام من 11 ألف صفحة ضد 38 شخصا من بينهم كساب، وجرى تسجيل أسماء شهود عددهم 2202، ولكن لم يتضح بعد العدد الذي سيُستدعى للإدلاء بشهادته. وتقول وثيقة الاتهام إن المخططين الرئيسيين للهجمات من بينهم قادة «عسكر طيبة» في باكستان، حفيظ سيد وفهيم أنصاري وذكي الرحمن لاخفي وزارار شاه. ويقيم هؤلاء الأشخاص في باكستان والشطر الباكستاني من إقليم كشمير، وأدرجت أسماؤهم في وثيقة الاتهام تحت بند «هاربون مطلوبون».