خارجون من معسكر أشرف: مجاهدين خلق أوقفت التدريبات قبل شهرين وحرقت وثائق

أحدهم: كلفت بعملية انتحارية هدفها توريط الحكومة العراقية

TT

ولي خدمندة وعلي كوكة جعفر إبراهيمي وعباس بافبة.. الأول قضى 14 عاما في منظمة «مجاهدين خلق» داخل العراق، والثاني أكثر من 20 عاما، والثالث سبع سنوات، والأخير الذي كان الأصغر سناً بينهم قضى ست سنوات في العراق، ودخل معسكر اشرف وعمره 20 عاما. ولكل واحد من هؤلاء قصته ومشاكله داخل اشرف، لكن أربعتهم اجمعوا على كلام واحد، وهو أن قياديي المنظمة «أوهموهم بأن خروجهم من المعسكر يعني الموت لهم». مستشارية الأمن القومي العراقي مهدت لعرض الإيرانيين الهاربين من اشرف أمام مندوبي عدد من الصحف والوكالات العربية والأجنبية والعراقية بينها» «الشرق الأوسط»، وأكدت أن الحكومة العراقية اهتمت بهم ووفرت لهم الحماية، وأيضا التنسيق مع أي جهة لتحقيق رغباتهم، إما بالعودة لإيران أو الخروج الى بلد ثالث. عباس بافبة قال انه غادر إيران إلى باكستان وعمره اقل من 19 عاما، رغبة منه في العيش بأوروبا، لكن حظه أوقعه بيد جماعة يتبعون منظمة «مجاهدين خلق» يعملون هناك، حيث أقنعوه بأن تحقيق رغبته سيبدأ معهم وعليه السفر للعراق، ومن هناك سينطلق للعيش في أوروبا، لكن هذا ما لم يحصل حتى الآن، وهو السبب الذي جعله يقبل فكرة الانتحار والتضحية بحياته، كاشفا عن أن الغاية من هذا الانتحار هي توريط الحكومة العراقية بدمه، وأن الخطة كانت ستبدأ بعد إعلان القوات الأميركية نيتها تسليم ملف اشرف إلى الحكومة العراقية، وهذا ما لا يرغب به قادة المعسكر، فالبقاء بحماية الأمريكان أفضل، فهو ضامن لبقائهم في العراق، وهنا كان عليه السير وفق خطة معينة، تبدأ بتسليم نفسه للقوات الأميركية، ومن ثم يطلب تسليمه للجانب العراقي، وعندما يكون بمعية الأخير يقوم بالانتحار عبر قطع شريان يده، وهنا سيستغل قادة اشرف الأمر ويتهمون الحكومة العراقية، وهنا ستقتنع القوات الأميركية بفكرة إبقائهم تحت حمايتهم.

وعن الجهات التي تمولهم بين بافبة «أن الذين هم داخل المعسكر يعملون 12 ساعة باليوم في صناعة الكرفانات وبيعها في السوق، وهناك مجموعة من الحقوقيين في أوروبا جندتهم المنظمة للحصول على دعم دولي وحقهم في العمل، وأيضا كنشاط سياسي معترف به وبحماية القانون الدولي، لكن جميع من في المعسكر يريدون الخروج من اشرف، والقيادات ترفض خروجهم بحجة أنها خيانة للشعب الإيراني، وإذا أعربنا عن رغباتنا نوضع تحت المراقبة، وإذا أصررنا على الخروج تبدأ اجتماعات للضغط علينا، وكان بعض الأشخاص هربوا في أوقات سابقة، لكن القيادات تبدأ بالتأثير عاطفيا أي الكلام، بعدها تبدأ عملية تحريض الآخرين ضدك». جعفر إبراهيمي كشف عن أن «قيادات المنظمة عندما تقوم بأعمال فإننا كأعضاء عاديين لا نعلم بها، فقد تكون هناك عمليات تعاون مع الفصائل المسلحة، لكن لا نعلم بها، ونحن الأربعة كل واحد منا له رغبته، فمنا من يريد العودة لإيران وآخرون يودون الخروج من العراق لبلد ثالث، وعندما كنا داخل المعسكر فإن القيادات لا توفر لنا الظروف للاطلاع على خارج حدود المعسكر، وكنا نتخوف من الخروج، لكن الحكومة العراقية هيأت لنا هذا الخيار، ووجدناه مجازفة إما أعيش أو أموت، لكن بعد خروجنا وجدنا تعاون الحكومة معنا». وأكد انه وإلى ما قبل شهرين «كانت هناك تدريبات عسكرية في اشرف تشمل الجميع، لكن فجأة توقفت وتم حرق كل المستندات الخاصة بالتدريب أو الشؤون العسكرية، ونوع التدريب مشاة، وأيضا التعليم على الاستخبارات والاتصالات، ويقولون لنا إن الغاية من التدريب هي حتى يبقوا بنفس الإيمان بقضايا المنظمة والبقاء على استعداد تام». وقال إن البعض عاد لإيران «وسمعنا أن إيران لم تعاقبهم أو تلاحقهم بل عادوا لحياتهم العادية، لكن رغم ذلك الجميع يرغب الرحيل لدولة ثالثة، وحياتنا داخل اشرف ليست اجتماعية، بل حياة يسودها النظام الدقيق ولا يوجد لدينا وقت للانتباه لأنفسنا».