وزير الثقافة معلنا البصرة عاصمة للثقافة: نحن في خجل وحيرة

مثقفو المدينة يشككون في جدوى المبادرة

TT

لم تدشن إلا أمس فعاليات «البصرة عاصمة للثقافة العراقية لعام 2009» على الرغم من مرور ثلاثة أشهر ونصف الشهر على بداية العام الحالي . وأكد ماهر دلي الحديثي، وزير الثقافة، في احتفال أقيم لهذا الغرض  أنه «كان مقررا أن تبدأ الفعاليات بحضور نوري المالكي، رئيس الوزراء، لكن ظروفا طارئة منعته من المشاركة». وقال في كلمة له بحفل الافتتاح الذي أقيم بالمركز الثقافي النفطي وسط المدينة «نعلن اليوم البصرة عاصمة للثقافة العراقية للعام الحالي، ونحن في حيرة وخجل لأننا لم نهيئ مستلزمات العاصمة الثقافية للظروف الصعبة التي مرت بالبلاد خلال السنوات القليلة الماضية».

وشككت نخبة من مثقفي المحافظة من أن اختيار البصرة عاصمة للثقافة لا يتعدى كونه إجراء استعراضيا لا يفعل من هامشية الثقافة والفنون لدى الدولة، ولم يضف شيئا إلى الواقع الثقافي المتردي بالمحافظة. وقال كاظم الحجاج (شاعر) «إننا لسنا ضد هذا الافتتاح، لكننا نرجو أن يكون مشروعا تأسيسيا جادا لثقافة عراقية مؤثرة وعميقة. وأضاف «لقد تصحرت البصرة منذ ثلاثين عاما، حتى لم يعد فيها قراء كتب كما كانوا قبل عصور، ولا جمهور مسرح وسينما ولا رواد موسيقى». من جهته، قال خالد خضير (فنان وناقد تشكيلي)، إنه «كي تكون الثقافة نتاجا متواشجا ومندغما في الهوية الجمعية، وهو مدخل مهم لاعتبار المدينة عاصمة للثقافة، يجب أن تتمثل النتاج الثقافي ضمن نسيجها السوسيوثقافي وهو أمر لا يتوفر الآن في مدينة كالبصرة». ويرى فرات صالح (شاعر) «أن اختيار البصرة عاصمة ثقافية للعراق جاء متأخرا بكل المقاييس».