الوكالة الدولية للطاقة الذرية توقف مراقبة المنشآت النووية في كوريا الشمالية

واشنطن عبرت عن قلقها بينما بيونغ يانغ احتفلت بـ«عيد الشمس» في ذكرى مولد زعيمها

صورة وزعتها «خدمة أخبار كورية» في طوكيو لكوريين شماليين يضعون الورود عند تمثال لمؤسس الدولة كيم إل سونغ احتفالا بعيد ميلاده وسط بيونغ يانغ أمس. (أ.ب)
TT

أوقفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبة المنشآت النووية الكورية الشمالية، أمس، بعد يوم واحد من إعلان بيونغ يانغ أنها ستطرد مراقبي الوكالة. واعتبرت واشنطن التحرك الكوري الشمالي بأنه «خطوة إلى الوراء»، في وقت علقت المحادثات السداسية الدولية التي كانت قد اقتربت العام الماضي من التوصل إلى تسوية في ملف كوريا الشمالية النووي. وعلمت «الشرق الأوسط» أن المفتشين اللذين كانا يقومان بمهمة المراقبة الدولية على منشأة بيونغ يانغ النووية، قد ألزما أمس بإطفاء الكاميرات وفصل أجهزة المراقبة، ومغادرة مباني المنشأة برفقة مفتشين اثنين آخرين، كانا قد وصلا لاستبدالهما، استعدادا لمغادرة جميع المفتشين للأراضي الكورية الشمالية.

وكانت الحكومة الكورية الشمالية أصدرت أول من أمس قراراً بطرد المفتشين الدوليين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووقف التعاون مع الوكالة، وإنهاء المباحثات السداسية التي كانت دائرة بشأن النشاط النووي الكوري الشمالي، احتجاجا على قرار مجلس الأمن الأخير، الذي أدان حكومة بيونغ يانغ بعد إرسالها لصاروخ عدته القوى الدولية تجاوزا خطيرا لقرار مجلس الأمن الصادر 2006 الذي يحظر علي كوريا الشمالية التجارب الصاروخية.

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء أن المفتشين الأميركيين المكلفين مراقبة البرنامج النووي لكوريا الشمالية تلقوا أمرا من كوريا الشمالية بمغادرة البلاد. وقال الناطق باسم الوزارة روبرت وود للصحافيين إن كوريا الشمالية «طلبت من (المفتشين) مغادرة» أراضيها. وأضاف: «إنها خطوة إلى الوراء، نحن بالطبع قلقون» من الوضع الراهن. ويأتي هذا الإعلان غداة قرار بيونغ يانغ طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من البلاد في أسرع وقت ممكن.

بينما رفض المصدر المسؤول في وكالة الطاقة الذرية التعليق على القرار الكوري الشمالي، خاصة أنه ليس الأول من نوعه فقد تكرر من قبل، مكتفيا بالقول إن الوكالة تتابع الموقف وليس أمامها غير انتظار المستجدات. وأوضح أن المعدات ما تزال موجودة بأرض المفاعل، فيما توقع وصول المفتشين إلى فيينا خلال اليومين القادمين. وكانت الوكالة قد أكدت، أول من أمس، في بيان صحافي أن الحكومة الكورية الشمالية، قد قررت طرد المفتشين الدوليين، ونزع الكاميرات وأجهزة الرقابة. مع إخطار بأن المفتشين لن ينالوا أي وثائق تسمح لهم بحق المرور على المنشآت النووية الكورية الشمالية، كما طالبتهم بمغادرة أراضيها بأسرع فرصة ممكنة.

والجدير بالذكر أن السلطات الكورية الشمالية كانت قد سمحت للوكالة الدولية بمراقبة أنشطتها النووية، وفقا لاتفاق أطراف المحادثات السداسية، تم 26 يونيو (حزيران) 2008 ضم الكوريتين والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة. ونص الاتفاق على إنهاء النشاط النووي الكوري الشمالي مقابل مساعدات اقتصادية من وقود وأغذية بالإضافة لالتزام أميركي بشطب كوريا الشمالية من القائمة الأميركية للدول راعية الإرهاب.

وجاء ذلك في وقت احتفلت فيه كوريا الشمالية أمس بذكرى مولد مؤسسها كيم ايل سونغ في أجواء عيد بحسب دعاية النظام غداة إعلان بيونغ يانغ انسحابها من المحادثات حول برنامجها النووي. ويحتفل بـ«عيد الشمس» في ذكرى مولد كيم ايل سونغ والد الزعيم الحالي كيم جونغ ايل الذي أعلن «رئيسا أبديا» حتى وفاته في 1994. وفي هذه المناسبة وزعت حصص غذائية إضافية على الشعب الذي يعاني من نقص مزمن في المواد الأساسية، وسكاكر على الأطفال كما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية.

وتعيش كوريا الشمالية في اكتفاء ذاتي شبه كامل منذ أكثر من نصف قرن وتفخر الآيديولوجية الرسمية باكتفاء ذاتي أغرق القسم الأكبر من السكان في المجاعة والإرهاب والتخلف. وبحسب الدعاية الرسمية يتوافد عشرات آلاف الأشخاص إلى العاصمة بيونغ يانغ لزيارة ضريح كيم ايل سونغ.