خبير أمني مصري يرجح تورط إيران.. ويحذر من استهداف مصالح مصرية بالخارج

اللواء سيف اليزل لـ «الشرق الأوسط»: التعاون المصري السعودي ليس على هوى طهران

TT

في الوقت الذي يربط فيه قياديون في البرلمان المصري والحزب الحاكم بين الدور الإيراني في المنطقة، وحزب الله، خلال اليومين الماضيين، قالت مصادر برلمانية مطلعة عقب اجتماعات للجان مختصة شارك فيها مسؤولون من وزارتي الداخلية والخارجية، إن مصر رفعت درجة الحذر والتأهب الأمني خشية وقوع ضربات انتقامية من عناصر «خلايا نائمة» من حزب الله داخل مصر، أو توجيه ضربات لمصالح مصرية بالخارج. وقال السفير السابق والخبير الأمني المصري اللواء سامح سيف اليزل لـ «الشرق الأوسط» إن هناك احتمالات كبيرة أن تكون إيران متورطة في قضية تنظيم حزب الله في مصر، وأضاف: «حيث إن العلاقات الإيرانية مع حزب الله تعدت مرحلة العلاقات الوطيدة إلى العلاقات الحميمة الكاملة، فقد نتج عن ذلك التعاون العسكري بعيد المدى بينهما، إضافة إلى التعاون الأمني والمخابراتي.. يضاف لهذا التعاون المادي.. وتعد إيران الممول الرئيسي لحزب الله سواء كانت في ميزانيته العادية أو الخاصة لأهداف محددة، مثل هذه القضية (قضية تنظيم حزب الله في مصر)».

وقال اللواء سيف اليزل: «ليس خافياً على أحد أن الخبراء الإيرانيين العسكريين والأمنيين من أجهزة المخابرات والأمن الإيرانية المختلفة تقوم بتدريب كوادر حزب الله على الأعمال والمهام المختلفة، وهذا ليس بجديد، بل إنه يتم على مر السنوات العديدة السابقة، لهذا ليس من المستبعد أن تكون الخبرات الإيرانية وراء التخطيط أو الإعداد لمثل هذه العملية التي نحن بصددها (تنظيم حزب الله في مصر) وهذا ليس أمراً مستبعداً، بل نميل إلى أنه الواقع إلى حد كبير».

وتابع اللواء سيف اليزل قائلا: «ليس مستبعداً، بعد صدور الأحكام ضد المتهمين في تنظيم حزب الله في مصر، أن يقوم حزب الله بالتخطيط وتنفيذ عمليات ضد مصالح مصرية خارج مصر.. «لأن الأجهزة الأمنية المختلفة في مصر تتوقع مثل هذه الأحداث، وبالتالي الاستنفار الأمني المصري هو أمر متوقع»، لكنه في الوقت نفسه استبعد أن يقدم حزب الله على علميات انتقامية داخل مصر، سواء قبل صدور أحكام في القضية أو بعدها، قائلا: «أستبعد أن تقوم فلول التنظيم بالإقدام على تنفيذ عمليات انتقامية داخل مصر في الوقت الحالي»، مشيراً إلى أن «فلول تنظيم حزب الله (الذين يعتقد أنهم هاربون في سيناء ومحافظات مصرية أخرى ويصل عددهم لحوالي 13 لبنانياً و7 مصريين، وسوريين وسودانيين)، من غير المرجح أن يقوموا بأي عمليات تخريبية حالياً، خاصة أن جميع المعلومات توافرت عن هذه المجموعة وفلولها لدى أجهزة الأمن، وكذا تفاصيل الأهداف التي كانت ستتم عليها عملياتهم التخريبية، وبالتالي نستبعد أن تقوم فلول التنظيم الهاربة والمطاردة من الأمن المصري، بتنفيذ أي عمليات حالياً».

وعن تفسيره للتحالف الإيراني مع حزب الله، وأهدافه من وراء تورط «تنظيم حزب الله في مصر» في ممارسة أعمال على الأراضي المصرية دون علم سلطات البلاد، وبالمخالفة للقانون المصري، قال سيف اليزل: «هناك خطط لإعاقة تنفيذ إقامة دولة فلسطينية، ولم شمل الُّلحمة الفلسطينية، ومحاولة إيجاد العقبات أمام الجهود المصرية والعربية في هذا الشأن». وتابع قائلا: «لا يخفى على أحد أن التعاون المصري السعودي لمحاولة إنهاء الخلاف الفلسطيني مستمر، والتعاون قائم على أعلى مستوى بين الدولتين، في محاولة لإنهاء العقبات لإقامة دولة فلسطينية.. هذا الموقف ليس على هوى إيران، وبالتبعية حزب الله الذي ينفذ أجندة إيران في المنطقة، وبالتالي ما نشاهده من خطط ومن جهود إيران لعرقلة وإيقاف مسيرة مصر والعرب لحل القضية الفلسطينية هو أمر غير مستبعد».