«حزب الله» يعرض الشراكة بعد الانتخابات.. وإلا فنموذج جديد

لبنان: تقدم مساعي التوافق في طرابلس تمهد لإعلان «ائتلاف ثلاثي»

TT

دعا مرشح «حزب الله» إلى الانتخابات النيابية، عن دائرة قضاء صور نواف الموسوي، خلال لقاء سياسي في بلدة ارزون الجنوبية، اللبنانيين إلى «التعاطي مع الاستحقاق الانتخابي بروح المسؤولية الوطنية لكونه محطة مهمة تتجدد فيها الحياة السياسية نحو تثبيت الخيارات الجامعة في إطار شراكة حقيقية تعزز السلم الأهلي وتصون الاستقرار الداخلي والعيش المشترك». وقال: «إن المعارضة تمد يدها إلى الشريك الآخر لبناء البلد على أسس جديدة ورؤية إصلاحية شاملة في السياسة والإدارة». وأضاف «إذا رفض هذا الشريك تحمل المسؤولية فإن المعارضة قادرة وليست بعاجزة عن تحمل كامل أمانة المسؤولية بتنوعها الطائفي وبتمثيل حقيقي وواقعي يخدم جميع القوى والمناطق من دون استبعاد لأحد». ومضى إلى القول «سوف نقدم نموذجا جديدا وواضحا في إدارة حكم البلاد والالتزام بقضايا الناس والوطن والحفاظ على مقدراته ومكتسباته».

في المقابل، أكد المرشح في دائرة بيروت الأولى نديم الجميل، نجل الرئيس المنتخب الراحل بشير الجميل، على ضرورة «الاختيار بين الحرب والسلم، بين السلاح والسلام، بين الحرية والقمع، بين الديمقراطية والحزب الواحد». وقال أمس: «إننا نرفض أن تفرض علينا الحلول من أي جهة أتت، أميركية أو إيرانية أو سورية أو سواها، فالحل يأتي عبر قرار وطني مستقل وحر. وعلينا أن نتحد مع شركائنا في الوطن ونناضل معا من أجل السيادة والحرية والديمقراطية والحداثة» معتبرا أن «هذه الشراكة يجب أن تتفاعل بقوة بين الطرفين، ليس بسبب قوة فريق وضعف الآخر، بل بين فريقين متساويين بقوة الإيمان».

وتقدمت مساعي التوافق الانتخابي في طرابلس، عاصمة شمال لبنان، بما يسهل إعلان الائتلاف الثلاثي الذي يضم أبرز قوى المدينة، أي «تيار المستقبل» الذي يرأسه النائب سعد الحريري والرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي ووزير الاقتصاد محمد الصفدي. وقد جاء إعلان نقيب المحامين السابق فادي غنطوس، الذي كان الصفدي مصراً على ترشيحه في اللائحة، ليشير إلى تخلي الأخير عن هذا المطلب بعدما كان مصراً على نائبين بالحد الأدنى لدخول الائتلاف. وعلمت «الشرق الأوسط» أن مساعي تبذل لاستبدال اسم المرشح أحمد كرامي (من حصة الرئيس ميقاتي) بالنائب الحالي مصباح الأحدب الذي أثار استبعاده من التحالف تململاً في المدينة. ويتجه «تيار المستقبل» إلى تقديم «تضحية» أخرى في قضاء عكار أو قضاء الضنية لمصلحة ميقاتي من أجل استكمال الائتلاف.

وقد أعلن غنطوس، في بيان أصدره أمس، سحب ترشحه للانتخابات النيابية عن المقعد الارثوذكسي في طرابلس. وقال: «مع أن الاتفاق النهائي بين أطراف التحالف الثلاثي لا يزال متعثرا والخيارات مفتوحة على كل الاحتمالات، ومع تقديري واحترامي للجهد العالي والاستثنائي الذي بذله الوزير الصديق محمد الصفدي ـ ولا يزال ـ لدعم ترشيحي، فإن احترامي لذاتي وانسجاما مع قناعتي وحريتي الفكرية ومفهومي الأخلاقي للعمل السياسي وللصداقة الإنسانية، كان قراري بالرجوع عن الترشح وسحبه من التداول».

إلى ذلك، اعتبر الصفدي أن «من أبرز أولويات المجلس النيابي المقبل إقرار قانون اللامركزية الإدارية الموسعة الذي بات شرطا حتميا وضروريا لتحقيق الإنماء المتوازن وتفعيل التنوع المناطقي وإعطاء الناس الوسائل الديمقراطية المباشرة للإشراف على إنفاق المال العام وتقرير خياراتهم الاقتصادية والاجتماعية تحت سقف الدستور والنظام العام». ورأى أن «من شأن ذلك أيضا تخفيف الاحتقان المذهبي ومكافحة الفساد لأنه عندما يتحمل الناس مباشرة مسؤولية إدارة شؤونهم الحياتية تتراجع احتمالات استغلالهم سياسيا ومذهبيا». وأبدى حرصه على أن «يصل إلى الندوة النيابية من هم الأكثر تمثيلا لطموحات أبناء طرابلس». أما ميقاتي فاعتبر أن «الاستمرار في تعطيل جلسات مجلس النواب وتعذر الاتفاق داخل مجلس الوزراء على التعيينات المتصلة بالعملية الانتخابية، يؤديان عمليا إلى إضعاف ما تبقى من ثقة اللبنانيين بالمؤسسات الدستورية، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى تعزيز الإيمان بالدولة القوية والقادرة، إذا كنا فعلا نريد للبنان أن يستعيد وحدته الحقيقية ويلعب دوره المميز في محيطه والعالم». وقال: «إن الأكثرية والمعارضة يتحملان معا مسؤولية تعطيل عمل المؤسسات نتيجة المواقف التي لا تفسير منطقيا لها».