أوباما زار المكسيك لبحث كبح تصاعد أعمال العنف على حدود البلدين بسبب المخدرات

الرئيس الأميركي يطالب كوبا بالتعاون الإيجابي قبل التوجه لقمة الأميركيتين

TT

أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس في مكسيكو سيتي، محادثات مع الرئيس المكسيكي فليب كالدورن، تناولت تصاعد أعمال العنف قرب حدود البلدين بسبب تجارة المخدرات، والعلاقات التجارية بينهما والتغيرات المناخية. وبعد زيارته الأولى إلى المكسيك التي استمرت يوماً واحدا، يتوجه الرئيس الأميركي اليوم إلى ترينداد وتباغو حيث سيشارك في قمة الأميركيتين، في أول لقاء له مع قادة دول أميركا اللاتينية، ومعظمهم من اليساريين الذين يتعاملون بحذر حتى الآن مع واشنطن، لكن ليس إلى حد العداء كما كان الشأن في عهد الرئيس السابق جورج بوش.

وقال البيت الأبيض إن محادثات أوباما في المكسيك أكدت تضامن واشنطن مع جارتها الجنوبية والتزام الولايات المتحدة الجاد لإيقاف تدفق المخدرات والأسلحة على حدود البلدين. وأكد مسؤولو البيت الأبيض أهمية توقف أوباما في المكسيك التي تكافح لاحتواء عنف غير مسبوق وتخوض معركة ضد تجارة المخدرات امتدت إلى الولايات المتحدة. وقال دينيس مكدونو مدير الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي إن زيارة أوباما تؤكد دعم الولايات المتحدة لجارتها الجنوبية على أعلى المستويات. وأبلغ الصحافيين هذا الأسبوع أن الزيارة «تستهدف إرسال إشارة واضحة للغاية لأصدقائنا في المكسيك بأننا نواجه مجموعة من التحديات المشتركة تتعلق بالاقتصاد والأمن وغياب الأمن وتهديدات العنف وآثار تهريب المخدرات على البلدين». ويذكر أن الكثير من الرؤساء الأميركيين تجاهلوا المكسيك، وأوباما فقط خامس رئيس يزورها بينما لم يتوجه سلفه جورج بوش إليها خلال ولايتيه الرئاسيتين.

وتوجد خلافات في الرؤى بين البلدين بشأن موضوع الهجرة وتنقل الشاحنات على الحدود، ويدعو أوباما إلى إصلاحات في موضوع الهجرة، لكن الأمر لن يصل بعد إلى حد وضع المسألة ضمن أولوياته. وتعتبر المكسيك الآن هي المصدر الرئيسي لإغراق الأسواق الأميركية بالمخدرات، كما أن أسلحة العصابات المكسيكية التي تستعملها في خلق الفوضى وزعزعة الأمن تأتي من الولايات المتحدة، وتريد المكسيك فرض قيود وحظر على تدفق هذه الأسلحة إلى المكسيك، بيد أن الأمر يواجه ضغوطات قوية من مجموعات الضغط الداعمة لصناعة الأسلحة.

وقال أوباما قبل أن يزور المكسيك في حوار مع شبكة « سي إن إن» إن الرئيس المكسيكي كالدورن يقوم بعمل «رائع وبطولي» في تعامله الحالي مع عصابات المخدرات عبر الحدود. وأضاف: «لن نتعامل فقط مع المخدرات التي تتدفق شمالاً بل سنتعامل أيضا مع الأموال النقدية والأسلحة التي تتدفق جنوباً»، مؤكداً: «هذا أمر سنتعامل معه بكل جدية ونواصل العمل فيها بحزم». وقالت جانيت نابوليتانو وزيرة الأمن الوطني إن المشاورات مع المكسيك حول المخدرات «ليس من أجل تبادل الاتهامات بل من أجل حل المشكلة، وماذا يمكننا أن نفعل من أجل إيقاف تدفق الأسلحة والأموال النقدية والتي تمول عصابات المخدرات».

ويشار إلى أن حوالي عشرة آلاف شخص قتلوا في المكسيك منذ أن بدأ الرئيس كالدورن حربه ضد مافيات المخدرات عام 2006، وتقول وزارة الخارجية الأميركية إن عمليات القتل والاختطاف التي تقوم بها كارتيلات المخدرات فوق الأراضي الأميركية في ارتفاع.

وعلى الرغم من أن البيت الأبيض وعد بتعزيز قوانين تداول السلاح، فإن أوباما لم يتطرق إلى الآن لوعده خلال الحملة الانتخابية بحظر بيع أسلحة ذات طابع هجومي لأفراد.

وكانت إدارة الرئيس بيل كلينتون حظرت تداول الأسلحة ذات الطبيعة العسكرية عام 1994، لكن ذلك الحظر انتهى في عهد بوش عام 2004. ويسعى البيت الأبيض حالياً لتجنب الدخول في موضوع حظر الأسلحة، وقال روبرت غيبس المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض: «هناك أولويات أخرى أمام الرئيس».

ومن المتوقع أن تثار العلاقات الأميركية ـ الكوبية في قمة اليوم التي يشارك فيها 33 رئيس دولة آخر، بغياب كوبا. وطالب أوباما أمس هافانا بإظهار «إشارات تغيير» تسمح له باتخاذ مزيد من الخطوات على طريق تطبيع العلاقات بين البلدين، وذلك في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» قبيل توجهه إلى المكسيك. وقال أوباما: «لا أتوقع من كوبا أن تستجدي. لا أحد يطلب من أي كان أن يستجدي. ما نريده هو إشارة تدل على أن تغييرا سيحصل في سلوك كوبا». وكان الزعيم الكوبي فيديل كاسترو طالب أوباما بإنهاء «الحصار» الأميركي المفروض على بلاده، رافضا «استجداء» الأميركيين، وذلك في معرض تعليقه على رفع واشنطن قيودا كانت مفروضة على سفر الأميركيين من أصل كوبي إلى بلدهم الأصلي وكذلك على تحويلاتهم المالية إلى كوبا.