الجيش اللبناني يوسع عملياته ويستعين بالمروحيات بحثا عن قاتلي جنوده في البقاع

حصيلة اليوم الرابع: مزيد من التوقيفات وسقوط جريحين من آل جعفر

TT

وسّع أمس الجيش اللبناني رقعة انتشاره وعمليات الدهم في البقاع بحثا عن أشخاص من عشيرة آل جعفر نفذوا اعتداء على دورية للجيش وقتلوا أربعة من جنودها وجرحوا ضابطا، الإثنين الماضي، مستعينا بالطائرات المروحية لمتابعة مهماته التي شملت مناطق جديدة في سلسلة جبال لبنان الشرقية.

وقد امتدت عمليات التمشيط والبحث عن المطلوبين والمتهمين بالاعتداء على الجيش إلى بلدات حام، ومعربون، وعين البنية، وجرود بريتال في النبي سباط وعين العروس، وصولا إلى الطيبة ومشارف جرود بعلبك ونحلة. وأقام الجيش حواجز على الطرقات الجبلية الترابية، وأخضع السيارات لتفتيش دقيق. وشاركت مروحيتان من سلاح الجو في عمليات التعقب والبحث، وحلقتا من الثامنة والنصف صباحا حتى ما بعد الظهر على الرغم من الطقس العاصف والسيئ وتساقط الثلوج على المرتفعات المستهدفة. وقد شملت الحملة مناطق مختارة في حورتعلا. وتحدثت معلومات أمنية عن مصادرة سيارتين من نوع «باترول» و«جي إم سي» من جرود السلسلة الشرقية.

وكان الجيش اللبناني أحكم الطوق ليلا على حي الشراونة في بعلبك، وتخلل العملية تفتيش منازل، وتم ضبط أسلحة وذخائر من منزل علي راضي جعفر الذي ألقي القبض عليه ونقل إلى ثكنة أبلح للتحقيق. وأفادت معلومات أن المداهمات أسفرت عن إصابة شخصين من آل جعفر برصاص الجيش، وصفت إصابة أحدهما بـ«الخطرة».

أما على صعيد المواقف المنددة باستهداف الجيش فقد أدلى رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني بتصريح قال فيه: «تجاه ما يجري في منطقة بعلبك، مهما تكن الأسباب والظروف فلا مجال لافتراض العداوة بين الجيش وأهله وأبنائه. والجيش والأهالي إنما يخضعون لمنطق واحد هو منطق الدولة، ومنطق الدولة ليس بالحزم وحده، بل بالعدالة من قبل ومن بعد».

واعتبر حزب «الكتلة الوطنية» في بيان أصدره عقب اجتماعه أمس أن «إطلاق النار على الجيش اللبناني في البقاع، والذي أدى إلى استشهاد أربعة من جنوده وجرح ضابط، يظهر مدى الثقة والاطمئنان التي حظي بها المسلحون حتى يتجاسروا وينصبوا المكمن لأفراده». وقال: «اللافت أكثر، ما تردد في وسائل الإعلام عن عدم إعطاء الجيش ومده من قبل وزارة الاتصالات بالمعلومات التي تتيح كشف هذه الجريمة وتعقب منفذيها. إن التأخير وعرقلة عمل سير العدالة مرة أخرى من قبل وزير (جبران باسيل) يعتبر نفسه من دعاة التغيير والإصلاح، أمر بالغ الخطورة ويستدعي تدخلا عاجلا من قبل السلطات والمراجع العليا لمحاسبته وإجباره على مد الجيش والقوى الأمنية المعنية بالمعلومات».

من جهة أخرى، وصف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني كشف شبكة تجسس لبنانية تتعامل مع العدو الإسرائيلي بـ«الأمر الخطير الذي ينبغي معه بذل كل الجهود لتعزيز هيبة الدولة وسلطتها الكاملة على جميع الأراضي اللبنانية، لتحقيق أمن وسلامة الوطن والمواطن من الاختراقات الخارجة على القانون والدولة».